Thursday  13/01/2011/2011 Issue 13986

الخميس 09 صفر 1432  العدد  13986

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أحيانًا تصل درجة السخط والغضب أن نحوّل الأمر الجاد الذي يقلقنا ويرعبنا إلى نوع من السخرية والتسلية، فمزيد من الإحباط يعني المزيد من الضحك، لذلك أرجو المعذرة منكم أن عنونت مقالي هنا برقم لوحة سيارة، أو ما يشبه رقم لوحة سيارة، وهو بالتأكيد لو عرضته في الإعلانات المبوبة في هذه الجريدة، فهو ربما لن يعيد قيمة الإعلان، لأنه ليس رقمًا مميزًا، ولن يباع بأرقام النصف مليون ريال!.

ماذا لو كان الرقم يا سادة هو 999 مثلاً، وماذا سيضر لو زاد الرقم إلى أربع تسعات معتبرة، ماذا سيتغير؟ سيتغير الكثير، وستكون اللوحة المذكورة أعلاه بمبلغ وقدره، ولكن هكذا شاءت جامعة الملك سعود، أن يكون الرقم هكذا غير ذي قيمة، مجرد رقم اعتباطي ممل!.

أرجو ألا يذهب تفكيركم بعيدًا، ويعتقد أحدكم أن مدير الجامعة المثالي الدكتور عبدالله العثمان، صاحب الفكر الخلاق والمبدع، الذي نقل الجامعة من ذهنية القرون الوسطى، إلى ذهنية جامعات العصر الحديث، وجاء بعشرات الملايين، وربما بمئات الملايين عن طريق تشغيل الجانب الاستثماري في أموال الجامعة وممتلكاتها، وهو ما لم تفعله الجامعات السعودية الأخرى بعد، فلا يعتقد أحدكم أن هذا المدير دخل في الاستثمار في لوحات السيارات المميزة، لأنه لو فعل ذلك، فسيختار لوحات تجلب لجامعته الثروات، وليست لوحة (ح ل م 917)، أليس كذلك؟..

إذن الأمر ليس لوحة سيارة يا سادة يا كرام، فهل يخمّن أحدكم ما هو؟..

ألا يمكن أن يكون أحد أرقام الطوارئ مثلاً؟ طبعًا لا، فحتى لو ابتدأ الرقم بتسعة، وهي أرقام الطوارئ لدينا، إلا أن حكاية السبعة عشر هذه لخبطت فرصة أن يستثمر كرقم طوارئ، فمن المسؤول عن هذا الرقم البليد (17)؟.. أليس الإخوة في جامعة الملك سعود؟.. قد يكون ذلك صحيحًا، وقد يكون هؤلاء السبعة عشر الذين جاءوا بملفاتهم الخضراء هم من شوّه الرقم الذي كاد أن يكون مميزًا!..

لماذا لم يقفل موظف استقبال الطلبات في الجامعة مكتبه عندما استلم 900 ملف أخضر يحلم أصحابها بوظيفة متواضعة بجامعة الملك سعود؟ أو لماذا لم يبقَ ساعة عمل إضافية، وليدفع له مدير الجامعة خارج دوام عن ساعة أخرى، كي يصل الرقم إلى (999) شاباً باحثاً عن وظيفة ناسخ آلة، أو ليفتح استلام الطلبات ثلاثة أيام فقط، حتى يصل الرقم إلى (9999) طالب عمل، لأن الأمر سهل للغاية، فحشود البطالة لدى الشباب قادرة على أن تغطي هذا الرقم ببساطة، بل قادرة على أن تملأ مدرجات إستاد الملك فهد الدولي، وربما ستزداد هذه الحشود بعد أحد عشر عامًا، أي عام 2022، لتملأ كل مقاعد إستادات الملاعب الدولية في قطر أثناء كأس العالم المنتظرة!..

تخيلوا يا سادة، أن وظيفة ناسخ آلة بالمرتبة الخامسة بجامعة الملك سعود، تقدّم عليها 917 عاطلاً عن العمل، وقد خصّص لمقابلاتها يومان كاملان، هما يوما الأحد والاثنين من الأسبوع القادم، دعواتكم ليس للموظف الذي سيحصد الوظيفة العظيمة، بل للتسعمائة وستة عشر شابًا زينت أسماؤهم موقع الجامعة أدناه:

(http:--ksu.edu.sa-sites-KSUArabic-Deanships-DeanshipOfFaculties-Pages-liatad621432.aspx).

 

نزهات
ح ل م 917
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة