Friday  14/01/2011/2011 Issue 13987

الجمعة 10 صفر 1432  العدد  13987

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لقد كان لي سابقاً شرف الحضور لبعض أنشطة مؤسسة الأميرة العنود الخيرية وهي في بداياتها، ومشاركة جيدة في مجال الاستشارات الأسرية، لكن تجربتي الأسبوع الماضي أجدها تجربة مميزة لن أنساها خاصة أنها تناولت أخطر قضية وطنية تمسّ أمن وأمان بلادنا، وذلك عندما تبنت المؤسسة التصدي لظاهرة المخدرات والتي تؤرق المجتمعات قاطبة، وقررت على أثره إنشاء «مركز العنود الدولي للتدريب» والذي يهدف تنفيذ برامج الوقاية من الإدمان وتطبيق أعلى معايير الأداء والارتباط بالمراكز الدولية والهيئات العالمية المتخصصة بالمجال. إن رؤية المركز رؤية لا تقارن بأي مركز تدريبي على المستوى المحلي خاصة أنه تحت مظلة مؤسسة العنود الخيرية المتميزة بعطاءاتها الخيرية لفئات مختلفة في احتياجاتها، ورسالته إنسانية وعظيمة في أهدافها والتي تقوم على الوقاية قبل كل شيء من خلال تأهيل الكوادر المتخصصة في مجال الوقاية من الإدمان، وتوفير البرامج المتخصصة في الوقاية، وعمل الدراسات والبحوث، وتقديم الاستشارات المتخصصة للمؤسسات العاملة في هذا المجال، من خلال الشراكات المحلية والمتمثلة في «اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالسعودية، وصندوق تنمية الموارد البشرية، وصندوق المئوية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني» فالمركز برسالته الوطنية المميزة سيقدم العديد من البرامج التدريبية ترتبط بمهارات الاكتشاف والاحتواء المبكر، وفي مهارات الحياة وإعادة دمج المتعافين، وتأهيل أخصائي وقاية للأسرة والتي تجهل الكثير من المهارات في التعامل مع أبنائها قبل وأثناء وبعد التعاطي «وهذه معاناة تحتاج لتضافر الجهود من جميع الجهات السابقة» أيضاً إعداد برنامج تثقيف الطلبة المبتعثين للخارج وهذا بلاشك من الأولويات التي لابد من إخضاع المبتعثين لها وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والتي تبذل العديد من الجهود لنجاح برامجها الابتعاثية لكنها لا تعلم ماذا سيواجه طلابها حديثو التجربة بالسفر للخارج! والأعظم في خدمات المركز برامج المسؤولية الاجتماعية والتي ستكفل بإذن الله إعادة دمج المدمن المتعافي إلى المجتمع بالتعاون مع الشركاء المحليين. لذلك كان كانت تجربتي في الانضمام للبرنامج التدريبي الأول والذي تناول البرنامج «مهارات الوقاية من الإدمان» تجربة ثريّة أثراها المدرب السعودي»علي محمد القحطاني» والذي يكفينا فخراً بأنه لم يبخل بالمعلومة، أو بحجم الألم الذي يعاني منه الراغبين بالشفاء، أو بحجم الأمل لدى المتعافين والباحثين عن الدعم النفسي والاجتماعي، بل انطلق بالبرنامج كقاعدة قوية في هذا المجال من خلال انضمام أكثر من عشرين متدربة من مختلف القطاعات الحكومية والأهلية ولمدة ثلاثة أيام، اكتشفن المتدربات من خلالها مآس كثيرة وهموم عريضة تمس عالم المدمنين وما يواجههم من صعوبات تقف حجر عثرة أمام طريقهم عند البحث عن التعافي من الإدمان، واطلعن من خلالها على أهمية تفعيل أدوار الجهات المعنية بالوقاية والاكتشاف والمتابعة والعلاج، ولمسن أن هناك قصوراً لا يمس الإمكانات المادية فقط بقدر مشاركة الإمكانات البشرية أيضاً في هذا القصور الذي جعلنا ندور في حلقة مفرغة لضياع الجهود في كيفية الوقاية والاكتشاف والعلاج.

والمفرح بعد ذلك بأن ثقتنا بالله سبحانه وتعالى كبيرة وفي مركز العنود للتدريب الذي لن يفشل في رؤيته العظيمة، ولن تقف صعوبة أمام رسالته الإنسانية لأنها جميعها لوجه الله تعالى انطلاقاً من رسالة المؤسسة الأم، خاصة أنها تحظى بمؤسسين مشهود لهم بعمل الخير، وكوادر متخصصة لامست الجرح الاجتماعي وصافحت الهّم الأسري لأنهم يؤمنون أولاً بالقدرات المحلية ويفسحون المجال أمامها لمقاسمتهم ذلك الجرح الذي سيتم مداوته بالإخلاص لوجه تعالى.

 

روح الكلمة
مركز العنود..ورؤية لا تقارن
موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة