Friday  14/01/2011/2011 Issue 13987

الجمعة 10 صفر 1432  العدد  13987

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كتبت في صحيفة الوطن قبل أكثر من عام مقالا بعنوان «ارتكاب الجرائم تحت ستار المرأة» تطرقت فيه لاستغلال الإرهابيين والمجرمين والمهربين لغطاء وجه المرأة وعباءتها في تنفيذ جرائمهم الدنيئة والمهددة لأمن الوطن. اقترحت حينها على الجهات الأمنية الحريصة على أمن المواطن أن تضرب بقوة وتتخذ تدابير أكثر صرامة تمنع ذوي النفوس المريضة من تحقيق أهدافهم الإجرامية. قصدت وقتها أن منفذي عمليات التهريب عبر نقاط التفتيش لن يجدوا وسيلة أكثر أمنا وسهولة من تحويل الذكور إلى إناث بإلباسهم العبايات وأغطية الوجوه والمرور بسلام دون أن يجرؤ أحد على التعرض لهم، فالسيارة مكتظة بالنساء «الذكور المتنكرون» وعادة ما يسمح لمثل هذه النوعية من السيارات بالاستمرار وعدم التوقف لكون المرأة في بلادنا تحظى بخصوصية تمنع أجهزة الأمن من مراقبتها أو إيقافها أو سؤالها ناهيك عن تفتيشها أوطلب إثبات هويتها الشخصية وهو ما لا تتمتع به أي امرأة في جميع أنحاء العالم. خصوصية لها جوانب إيجابية لكن سلبياتها أكثر وبخاصة في الوقت الحاضرحيث تطغى القيم المادية على القيم الروحية وتتنامى النزعة إلى الجريمة بصورة لم تكن معهودة. سهلت هذه الخصوصية التي منحها ولي الأمر تيسيرا على المواطنين ومراعاة لظروفهم عمليات تهريب الإرهابيين والعمالة غير النظامية وساعدت على انتشار الاتجار بالسموم ونقلها من مكان لآخر عن طريق التمويه والاختفاء بأزياء النساء وتمرير الأسلحة والذخائر، كما يسرت حركات المتسللين عبر الحدود للوصول إلى العمق. أحدثت هذه الثغرة حركة تجارية نشطة منحت لبعض أصحاب سيارات النقل فرصة العمل على الخطوط السريعة والفرعية والبرية لجني الأموال الطائلة. حولوا العملية إلى دجاجة تبيض لهم ذهبا، فانتقال العامل يكلفه مبلغا كبيرا سيدفعه دون تردد وتحصيل مبالغ كبيرة من مئات العمال سيجعل من المجازفة في نظر هؤلاء أمرا سهلا مقارنة بالمردود الضخم.

نشرت جريدة الجزيرة في 14/1/1432 حوارا صريحا مع قائد القوات الخاصة لأمن الطرق العميد خالد بن نشاط القحطاني ذكر فيه أن مهربي العمالة غير النظامية يستخدمون وسائل شتى، ومنها على سبيل المثال التنكربالزي النسائي وقال: إن الدوريات غالبا ما تطيح بهم.

تصريح العميد القحطاني صحيح والدوريات تقبض باستمرار على مثل هؤلاء المتنكرين لكن الشيء الذي لم يذكره أن هناك من يفلت من كمائن الدوريات وربما عددهم كبير رغم أنه لا توجد على حد علمي إحصائيات دقيقة، وقد تكون هذه من العيوب التي تحد من التوصل لحل ناجع لهذه المشكلة.

الأمر الأكثر سوءا يكمن في الخطورة غير المتوقعة من هؤلاء فقد صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية مطلع الأسبوع الماضي «بأنه وأثناء استيقاف سيارة يستقلها رجل وامرأة في منطقة تفتيش - المثلث- بمحافظة وادي الدواسر وعند استكمال إجراءات التحقق من الهوية ترجل من كان متخفيا بزي امرأة وبادر بإطلاق النار فتم التعامل معه من قبل رجال الأمن المتواجدين في الموقع، ونتج عن ذلك مقتله والقبض على مرافقه وبفضل من الله لم يصب أي من رجال الأمن».

الاختباء بأزياء النساء يحتاج لحل عاجل وحاسم تقدره الجهات المعنية لوقف أسلوب خطر جدا بواسطته وجد الإرهابي والمهرب والمروج ما يسهل عليهم الوصول لما يريدون.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
الاختفاء بأزياء النساء
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة