Friday  14/01/2011/2011 Issue 13987

الجمعة 10 صفر 1432  العدد  13987

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في خطوة إلى الأمام، ومراجعة رؤى تنظيم القاعدة -ولاسيما- وقد ارتفعت موجة متصاعدة من الغضب في العالم الإسلامي، تجاه تنظيم القاعدة وفروعها، ابتدأ الدكتور سلمان العودة برنامجه قبل أيام بعبارة: «العار، ولا النار»، مناشداً أحد زعماء تنظيم القاعدة في الجزيرة

العربية، ويدعى «أنور العولقي»، بأن يتحلى بالشجاعة، ومواجهة النفس، وذلك بإعلان الرجوع عن العنف، «وأن يتقي الله في قطرة دم، يلقى الله بها يوم القيامة». مضيفاً أن «الممانعة بالقتل وحمل السلاح، لا يمكنها -وحدها- أن تغير الناس، أو تربيهم، أو تصلح أخلاقهم، ولا أن تزيد إيمانهم، ولا تخدم تنمية، ولا استقراراً، ولا تبني مسجداً، ولا مدرسة، ولا مصنعاً».

وفي هذا السياق، أذكر جيداً: أن الدكتور سلمان، وهو أحد رموز التيار الصحوي في السعودية، وجه -قبل سنوات- في برنامجه «حجر الزاوية « من شاشة mbc، رسالة إلى «أسامة بن لادن» -زعيم تنظيم القاعدة -. وكانت صريحة، وواضحة المعالم، تضمنت: البراءة من الأقوال، والأفعال التي ارتكبها تنظيم القاعدة في السعودية، والمغرب، والجزائر، ولبنان، وغيرها من البلدان الإسلامية، وذلك منذ: 11- 1- 2001م. والتي ألحقت الضرر الكبير بالإسلام كدين، وبمصالح الأمة الإسلامية، ووضعت كل مسلم ومسلمة في دائرة الاشتباه والتربص.

كانت تلك الرسائل هادئة، وواضحة الأهداف، ومحددة المطالب. تميزت بعقلانيتها، ومنطقيتها. حمّل -من خلالها- زعيم تنظيم القاعدة، مسؤولية الدماء التي أريقت في بعض الدول الإسلامية، واكتظاظ السجون بالشباب. ومسؤولية تشويه صورة الإسلام في العالم -كله-. ومسؤولية ما جرى، ويجري من قتل، وخراب، ودمار في أفغانستان، والعراق. ومسؤولية ما جرى، ويجري -أيضا- من ملاحقة الحكومات الغربية للعمل الخيري الإسلامي، وحرمان الأيتام، والفقراء، والمساكين في إفريقيا، وغيرها من قارات العالم، من تبرعات أهل الخير.

رسائل -الدكتور- سلمان، تضمنت الكثير من المفاهيم، لعل من أهمها: أنها شكلت انعطافاً كبيراً في فهم الإسلام، لا كما فهمته القاعدة، حيث تعدت على مقاصد الإسلام، وروحه في نشر الهداية بين الناس، والرحمة بهم، والعدل. بل ونشرت ثقافة العنف، والقتل، والتدمير. وما زلت أذكر عبارته الرائعة، عندما قال ذات مرة: «بينما تجد دعاة مغمورين، قد لا نعرفهم جميعاً، هدى الله على أيديهم عشرات، بل مئات الآلاف، فاهتدوا إلى الإسلام، واستناروا بنوره، وامتلأت قلوبهم بحب الله -عز وجل-. أفلا ندرك -حينئذ- الفرق: بين من قتل، وبين من أحيا الناس بدعوة الله؟».

أعتقد، أن الالتزام بنهج من الموضوعية في تناول مسائل مهمة، ومصيرية -كهذه-، مع الحرص على التقييم الشرعي، في ظل مناخ يسمح بالتعاطي مع الآخر، يمكن من خلالها إيصال الفكرة الواضحة، مطلب مهم. -ولذلك- فإن مسؤولية العلماء والدعاة، مسؤولية كبيرة في إيضاح موقفهم، وقناعاتهم، وأفكارهم من أجل محاربة العنف والإرهاب، والقضاء على بث روح الفرقة، وتفكيك خطاب القاعدة الشرعي والسياسي. فالمنطلق، يتطلب منا دوماً وأبداً، أن يكون لدينا خطاب إعلامي موجه؛ لحلحلة تلك القناعات وتعريتها، ونشر ثقافة التسامح، وصناعة الحياة بدلاً من صناعة الموت، وإشاعة فكر الوسطية، لأنه البلسم الشافي في مكافحة الإرهاب.

إن الدراسة الواعية، والقراءة الفاحصة لمضامين تلك الرسالة، وغيرها من الرسائل، تستوجب منا الاهتمام بتأصيل العلم الشرعي المتين، وأطروحاته المبتكرة، التي تنقلنا -جميعا- من ضيق الرأي، والمذهب الواحد، إلى سعة الشريعة، وقبول الآخر. والقدرة على النظر للقضايا المعاصرة المستجدة، التي تشكل مفاهيم محددة التكوين في أذهان الناس.

drsasq@gmail.com
 

العار.. ولا النار !
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة