Friday  14/01/2011/2011 Issue 13987

الجمعة 10 صفر 1432  العدد  13987

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

شعور فوضوي

رجوع

 

يخرجُ الكائنُ

مشتعِلاً

صوتُهُ صرخةُ اللَّيلِ

عيناهُ أشلاءُ الكواكِبْ

يمتَطي صهوةَ الظِّلِ ويَمضي

ذاهباً في كلِّ سِرٍ، وفي كُلِّ مجزَرةٍ

يعانِقُ جثَّةَ هذي الحياةِ

يُبحِرُ في دمعَةٍ

لونُها تَعِبٌ

وألفتُها سَديمٌ

يسرقُها من عيونٍ عليها حريرُ الخريفِ،

يشربُها في سُكونٍ

يتصاعدُ من وَحشةِ العمقِ

متَّحِداً بِشُعورٍ فَوضَويٍ

يتعدَّدُ في وحدةِ الرُّوحِ

يخدِّرُها بِيدٍ معجونةِ هشيمِ العناصِرِ

يُسفِرُ عن مائِها الباطنيِّ.

يدخُلُ في شهوةِ النورِ

والنورُ بيتُ النُّجومِ

يسرِّحُهُ مثلَ زنبَقَةٍ

أو رِياحٍ مسمَّمةٍ

ومعنىً

يباغِتُني

ويَشربُ من مقلتيََّ عصيرَ الظَّلام .ِ

يوجِّهُهُ مثلَ أسئلةٍ

وشمسٍ مهاجِرةٍ

يوجِّهَهُ خِنجراً نحوَ قَلبي

تتصارعُ فيَّ الرؤى

وأشِفُّ كما النارًُ عن ألمٍ

أباعِدُ بينَ الفضاءاتِ

وأمضي صريعاً إلى صخرةٍ

كلُّها صمتٌ

أتنسَّمُ مِنها السكونَ

وأدرِكُها بدموعٍ ليسَ تُدركُنَي

أتكاسَل تحتَ اختلاجاتِ هذا الضبابِ المسنَّنِ بالبردِ

والبردُ يقطفَني من ضُلوعٍ

تخافُ من الارتدادِ إلى عالمٍٍَ

مُنتهاهُ السقوطُ ،

ونشوتُه الفَجيعةُ

أتضاءَل في رغبَتي

أكتِّفُها

وأحاوِلُ أن أدَّعي صوتاً

لحنَُهُ جرسٌ

ورعشتُه نعاسيَّةٌ

تستَخِفُّ الجِّهاتُ بِصوتي

أتعلَّمُ شكلَ الرياحِ لأسرقَها من غيابٍ

وأسرِفها في رجوعٍ

أوزِّعُ هذا الكلامَ عليكُم

واحِداً

واحِداً

أتصاعَدُ من وهمِ هذا الزمانِ الَّذي ضيَّعتهُ الأساطيرُ

وأَركضُ في دهشَةِ الحاضِرِ المجهولْ

أُفرِغ ثلجَ الأنوثَةِ من غيبوبَةٍ

تتلفَّظُها الكائناتُ

والحبرُ يسكُبُها مثلَ حُلمٍ

أُفرِغُني في قوالِبِ هذي الطفولةِ كلَّ انخطافٍ

أُدحرِجُ رمَّانَ قَلبِي

أتناثَرُ مثلَ الرِّمالِ على شاطيءٍ

وأخِفُّ عنِ الأرضِ

ألامسُهَا كلَّ مَوتٍ

وأجثِمُ في صدرِها

ثم أرضعُ ما خبَّأتهُ

أبادِرُها بسؤالٍ لا يجفُّ

فتجرحَني بالإجابةَ

أتلَقَّمُ أطرافَ الحُروفِ

وأرضعُها

ثمَّ أرفضُها

أتقدَّمُ

مكتنزاً بالمكانِ الذي صبَّبَتهُ الينابيعُ حُلماً

أَهربُ من مقلتَيَّ وأعدُو

تلوِّحُني القشعريرةُ

والبحرُ يألفُني ويلثِمُني

ترتديني رياحٌ مهاجِرةٌ تحتَ شَمسٍ

أراها تعانِقُ مطلَقَ هذا الوجودَِ

وتصحو منذورةً لهَزيعٍ مستحيِلِ الملامحِ

وحشيِّ الحُضورِ

تداعِبُ أوتارَها حمَمٌ

وتبزُغُ منها عُيونٌ تكسِّرُ حدّةَ هذي البرودةْ

أسيلُ على الموتِ من جسدي

عارياً

أسكنُ الملحَ

وأخبركُم بأنِّي

سأشعِلُ كينونتي في مساءٍ لستُ أهذي بهِ.

سيف محاسنه

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة