Sunday  16/01/2011/2011 Issue 13989

الأحد 12 صفر 1432  العدد  13989

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كم تستطيع أن تتحمل من الألم؟ إذا لم تكن تعلم فهناك مقياس علمي. نعم، مقياس علمي للألم!

ليس مقياساً عاماً لكنه يركز على ألم لسع الحشرات.

في عام 1984 نشر عالم الحشرات جستن شميت مقالةً علمية كان غرضها تنظيم ومقارنة سموم الحشرات مع بعضها، خاصة من ناحية انحلال الدم، وهي عملية تتكسر فيها كريات الدم الحمراء. وضع العالِم قائمة مُرقّمة للألم الذي تسببه لسعات الحشرات، تبدأ القائمة من الصفر (لسعات لا تأثير لها) وتنتهي بأربعة، وهي أشد اللسعات ألماً، ثم نشر مقالة بعدها بست سنين نقح فيها قائمة الألم وأضاف لها قليلاً. أثارت القائمة اهتمامي لأنها وصفت الآلام بطريقة حية ومفصلة، إضافةً إلى أنها قد ألقت الضوء على حشرات عجيبة لم أسمع بها من قبل ولا أظن الكثير قد سمعوا بها؛ لأنها تعيش في مناطق نائية في العالم:

1.0: أول درجة للألم هي الدرجة رقم واحد، ومن الحشرات التي تسبب هذا القدر من الألم هي نحلة العَرَق، وهو نوع صغير من النحل ينجذب للملح الموجود في عرق الإنسان، ومن هنا اشتُق اسمها. عندما تشعر بها على جلدك فإنها ستلسع إذا ما حاولتَ ضغطها أو ضربها، إلا أن لسعتها ليست ذا شأن.

قَدر الألم: خفيف، يزول بسرعة، لا يكاد يُشعر به. يشبّهه العالم شميت بأن تقطف شعيرة صغيرة من ذراعك.

1.2: درجة الألم واحد واثنين من عشرة يمكن أن يسببها نوع من النمل اسمه النمل الناري، وهو نمل يلسع بطريقة مختلفة عن معظم النمل، إذ إن الكثير من أنواع النمل تعض بالفكين أولاً ثم ترش أحماضها على الجرح، بينما أسلوب النمل الناري هو أن يعض بالفكين أولاً ليمسك بك ثم يلسع من بطنه، بعدها يحقن سماً في الجرح. السم ليس قاتلاً للبشر (عدا ذوي الحساسية المفرطة) إلا أن اللسعة مؤلمة.

قدر الألم: حاد، مفاجئ. يشبّهها الملسوعون بحرق ناري صغير (وهذا ما أعطى النملة اسمها).

1.8: هذه درجة الألم التي يسببها نمل «أكاسيا» الموجود في أمريكا الوسطى.

قدر الألم: حاد، مرتفع، ثاقب. عندما تلسعك إحدى نملات الأكاسيا فإن هذا يماثل إحساس أن يأخذ أحدهم دباسة ويدبّس بها خدك، زارعاً دبوساً داخل الجلد.

2.0: نصعد درجة كاملة على سلم الألم، والفضل يعود إلى الدبور أبيض الوجه، وهو دبور منتشر في أمريكا الشمالية.

قدر الألم: لسعة هذا الدبور تنتج ألماً قوياً، كأن تنحشر يدك في بابٍ دوار.

2.0: الزنبور الأصفر أيضاً يسبب هذا القدر من الألم، وهو زنبور صغير أصفر الجسد الخارجي، يشبه نحل العسل.

قدر الألم: كأن شخصاً أطفأ سيجاراً كبيراً على لسانك. لكن من ناحية أخرى فإن هذا الزنبور نافع لأنه يقتل ويتغذى على الآفات الحشرية مثل البعوض والذباب.

2.0: لعل أشهر الحشرات اللاسعة هي نحلة العسل، وهي أيضاً تقع تحت هذه الدرجة.

قدر الألم: مثل رأس كبريت مشتعل التصق بجلدك.

3.0: الدرجة الثالثة من الألم يقدمها لنا مشكوراً النمل الحاصد، وهو نمل في جنوب أمريكا يتميز بلدغته الأليمة، وأيضاً يُعرف عنها تخزينها كميات ضخمة من الحبوب والمحاصيل؛ ومن هنا أتى اسمهم.

قدر الألم: بالغ القوة، ولا يكاد يتوقف أو يخف، ويصل إلى 8 ساعات كاملة في أسوأ حالاته، وحسب وصف العالم شميت فإن لسعتها تشابه أن يستخدم أحدهم مثقباً كهربائياً (دريل) أسفل أحد أظفارك.

3.0: أيضاً مما يسبب ألماً بهذه القوة هو زنبور الورق.

قدر الألم: ألم لاذع ومُحرق. تخيل أن ورقة جرحت أصبعك ثم سُكب على الجرح حمض الهيدروليك (حمض يستخدم في تنقية الفولاذ من الشوائب). الألم يلبث من 5 إلى 15 دقيقة.

4.0: ثاني أعلى درجة على سلم الألم يسببها نوع من الزنابير يتخصص في صيد نوع سام ومخيف الشكل من العناكب اسمه العنكبوت الذئبية ليطعمها يرقاته، وعلى هذا أُطلق عليه «صائد العنكبوت الذئبية».

قدر الألم: عنيف، شرس، يكاد يعمي من ضراوته. تخيل أنك في حوض الاستحمام ثم أُلقي في الحوض منشف شعر أو أي جهاز متصل بالكهرباء، ثم تخيل تياراً كهربائياً يسري في جسدك بلا توقف. بحمد الله فإن أثر اللدغة لا يتجاوز في العادة 3 دقائق.

أكثر من 4: رغم أن مقياس الألم يفترض أن يتوقف عند الرقم 4 إلا أن عالِم الحشرات شميت لم يجد مفراً من وضع هذا التصنيف لنملة الرصاصة.

نملة الرصاصة: صنف من النمل طوله 2-3 سم، يعيش في غابات أمريكا اللاتينية. رغم هذا الحجم الضئيل إلا أن ألم لدغتها يفوق أي حشرة أخرى معروفة. عندما تلسعك هذه النملة فإنها تضربك بألمٍ طاغٍ هائل مريع، يصفه العالِم شميت بأنه أمواج متتابعة من الألم الحارق والنابض يكتسح كيانك كاملاً لمدة 24 ساعة لا يتوقف ولا يخف، يشابه في قوته طلقة من مسدس، وهذا ما أعطى النملة اسمها؛ فكل لدغة كأنها ألم عيار ناري!

 

الحديقة
مقياس الألم
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة