Sunday  16/01/2011/2011 Issue 13989

الأحد 12 صفر 1432  العدد  13989

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

تدريب الطلاب على اتخاذ القرار
د. حمد بن عبدالله القميزي

رجوع

 

تعاني كثير من المجتمعات العربية وغير العربية من ارتفاع معدلات العنف والجريمة، وزيادة المشكلات الأخلاقية، وانتشار التدخين وتعاطي المخدرات بين شبابها وفتياتها، والناجمة عن ضعف الوازع الديني وقصور الجانب الأخلاقي ونقص الوعي القيمي.

وتناقش العديد من الحوارات في الملتقيات والمناسبات التربوية وفي الوسائل الإعلامية وفي اللقاءات العامة أثر المدرسة من خلال مناهجها الدراسية وبرامجها الداعمة لهذه المناهج وطاقمها التربوي في إعداد الشباب والفتيات للعيش في هذه الحياة وفق الضوابط الشرعية والقواعد الأخلاقية والنظم القانونية.

وبالتأمل في أسباب وقوع الشباب والفتيات في الجرائم والمشكلات الأخلاقية والأخطاء السلوكية والانحرافات الفكرية، نجد أن من أبرزها: عدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح أو القرار المناسب. فقد يتأخذ أحدهم أو إحداهن قراراً ويصمم عليه وبكل ما أوتي من قوة، وهو لا يملك الأسباب المنطقية التي لذلك. فهذه المرحلة من العمر تتميز بالميل إلى الاعتداد بالرأي والقرار وبكل ما أوتيت من قوة، دون النظر إلى ما يترتب عليه.، وذلك لأنها تريد التحرر من التبعية والطفولية، والخضوع لأوامر الأبوين والمدرسة والكبار عمومًا، ولأنها ترى حقها في الشعور بالحرية الكاملة مهما كانت العواقب.

وبمراجعة الدراسات التربوية نجدها تشير إلى أن الاقتصار على المقررات الدراسية بصورة نظرية وبعيدة عن الوقائع الحياتية لم يعد كافياً لتحقيق النمو الديني والأخلاقي والقيمي، الذي ننشده جميعاً في طلابنا وطالباتنا، بل إن تحقيق ذلك يحتاج إلى تدريب الطلاب والطالبات على ممارسة المهارات الحياتية اليومية، وكيفية تحديد الأسس العلمية والمعايير الأخلاقية التي يستند إليها عند اتخاذ القرار الصحيح أو المناسب، قبل سلوك أي مسلك أو تبني أي فكرة أو السير في أي اتجاه في هذه الحياة.

وانطلاقاً من اهتمام وزارة التربية والتعليم في بلادنا بالنشاط الطلابي، لما له من أثر في بناء شخصية الطالب والطالبة، ودعمها المستمر لبرامجه المختلفة، واهتمامها الخاص ببرامج تدريب الطلاب والطالبات من خلال أقسام البرامج العامة والتدريب، وكذلك من الاهتمام المستمر من وزارة التعليم العالي وجامعاتها بالأنشطة الطلابية الجامعية، وتوالي نجاح تجاربها المتميزة في السنة التحضيرية، فإني أقترح للقائمين على هذه الأقسام وهذه الأنشطة تدريب الطلاب والطالبات على مهارات اتخاذ القرار، من خلال إعداد وتقديم برامج تدريبية للطلاب والطالبات عن مهارات اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة في مواقف الحياة اليومية.

وهذه البرنامج تهدف إلى أن يدرك طلابنا وطالباتنا أن اتخاذ القرار ليس انفعالات عاطفية داخل النفس البشرية، ثم تخرج في صورة أقوال أو أفعال، وليس لمجاراة رفقاء أو رفيقات، وإنما اتخاذ القرار يحتاج إلى عقل واعٍ وفكر طويل قبل اتخاذه. كما تهدف هذه البرامج إلى تدريبهم على كيفية تحديد الأولويات التي يعتمد عليها متخذ القرار قبل أن يتكلم به أو يفعله. مثل: جمع المعلومات وتحليها ومعالجتها بطريقة علمية، ومعرفة البدائل الممكنة، والتعرف على الآثار الناتجة عن هذه القرار؛ لأن القرار الناجح يعتمد على التقدير السليم كما يعتمد على المعلومات الموثقة، وينبغي أن تتضمن هذه البرامج أنشطة عملية على كيفية اتخاذ القرار في مواقف حياتية مختلفة.

أخيراً.. طلابنا وطالباتنا في تعليمنا العام والجامعي أمانة عظيمة في أعناقنا، وفي ظل التغيرات العالمية المتسرعة والمستجدات العلمية والتقنية والاقتصادية المتلاحقة والظروف الاجتماعية الطارئة، يحتاجون إلى أن يتخذوا نحوها في أغلب الأحيان قرارات سريعة، بل وأحياناً مستقبلية ومصيرية، وتدريبهم على مهارات اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة في حياتهم اليومية يسهم في نجاحهم وحفظهم من الوقوع في الأخطاء المصاحبة لهذه التغيرات والمستجدات والظروف.

gomaiziy@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة