Monday  17/01/2011/2011 Issue 13990

الأثنين 13 صفر 1432  العدد  13990

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

موضوع الخلاف

رجوع

 

مشكلتي تتمثل في أنني نشأت في بيئة محافظة ووجدت الحال مختلفا تماما عن عائلة زوجي حيث اللبس غير المحتشم وتبادل النكات السيئة وقد انزعجت كثيرا من الوضع هذا واصطدمت مع زوجي كثيرا فهوكثيرا ما يصفني بالانطوائية وأحيانا الحقودة إذا ما اعترضت على الوضع، وأنا الآن في حيرة شديدة فماذا أفعل أخي خالد؟

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

أهنئك أيتها الفاضلة على غيرتك وحرصك على الحشمة والتخلق بالأخلاق الطيبة، ولاشك أنه كلما تعاظم البناء الروحي والتماسك الأخلاقي داخل البشر عظمت سعادتهم وازداد استمتاعهم بمباهج الحياة وقوي تأثيرهم على من حولهم.

والنفس من خيرها في خير عافية

والنفس من شرها في مرتع وخم

يستحسن التنبه لقضية خطيرة ألا وهي التفريق بين الفعل والفاعل! فتصرفات زوجك وقريباته التي لم تعجبك يجب إبقاؤها في مربع (الفعل) دون القفز الى مربع (الفاعل) وإصدار الأحكام على الهوية, بمعنى أنا أوافقك ان في تصرفاتهم جراءة ابدا غير محمودة، ولكن إحسان الظن فيهم أمر في غاية الأهمية. إذن لابد من التفريق بين الفعل والفاعل، حبيبك محمد اللهم صل وسلم عليه عندما أزعجه فعل خالد بن الوليد- رضي الله عنه- عندما قتل أحدهم حيث كان هناك شبهة في إسلامه فقال: إني بريء من (فعل) خالد ولم يقل إني بريء من خالد!! ففرق بين الهوية والسلوك.

ولابد من الحرص على تماسك صورة زوجك وجمالها عندك، فتصرفه اتفق معك على أنه سلوك خاطئ لكن لا يعني بحال ان زوجك إنسان سيئ أو أنه ذو نوايا سيئة, جربي أن تتحدثي معه على أساس أنه رجل صالح وشخص محترم وأنه يمثل لك الكثير.

وفي المقابل لا يكن شغلك الشاغل هذا الموضوع وتتناسين حسنات الرجل وصفاته الطيبة وتحرمين نفسك المتعة والسعادة في حياتك فالتعامل مع البشر ينبغي ان يكون بناء على نظرية الأجزاء وليس الكل فإن كرهت منه شيئا فهناك ما يعجبك.

وبالنسبة لقريبات زوجك فاحسب أنهم اعتادوا على تلك التصرفات وهذا لا يعني أنهم فسقة أو فاسدون!

كما أنبهك أختي أن البيئات تتفاوت فيما بينها فما يعتبر في بيئة عيبا يعتبر أمرا طبيعيا عند أخرى والعكس صحيح وربما كان الجهل وقلة العلم هو السبب..

ونحن نحمد الله على شريعة غراء ودين حنيف جلا لنا الكثير من الأمور وقد تركنا على محجة بيضاء ليلها كنهارها وضوابط اللباس العلاقات بين المحارم بسطها الفقهاء في مواضعها.

سأقترح عليك بعض الطرق لعل الله ينفع بها:

1- أختي الكريمة أخشى أن طريقتك مع زوجك ومن حولك كان فيها شيء من التصادم والانفعال والحدة والرغبة نحو تغيير سريع وجذري والعمل على التغيير يجب أن يرتقي لمستوى القناعات أي الأهم في الموضوع أن يقتنع زوجك أن ما يفعله غير اللائق والبشر تتعاظم مقاومتهم عندما نتعامل معهم بلغة الوعظ المباشر والأستاذية.

2- تناقشي مع زوجك بهدوء موضحة له أنه قدوة للآخرين وأن تلك التصرفات لربما جرت إلى ما لا يحمد عقباه مع التأكيد على نزاهته وثقتك العالية في شخصه.

3- بالنسبة لقريباته فالتعامل معهم يحتاج الى صبر وحنكة وذكاء ولا يعني هذا بحال التنازل عن الثوابت وتذويب المبادئ... تعاملي بهدوء مع الموقف وارفعي من توقعاتك تجاه زوجك وتجاه قريباته ولا تنقطعي عنهم وعليك التوجيه بالحسنى والكلمة الطيبة، وإيصال النصيحة لا تستدعي وجها مكفهرا وكلمات ملتهبة والناس إنما يتقبلون من الرزين المتزن الذي يعقد معهم صفقات نفسية تجعله قادرا على تمرير ما يريد عليهم!

4- اعلمي وفقت لكل خير أن دائرة الفرد ومسؤوليته محدودة وليست مطلقة والقرآن قد وجه عتابا رقيقا للحبيب -صل الله عليه وسلم- على توسيع دائرة الشعور بالمسؤولية في قلبها الكبير فلعلك باخع نفسك على آثارهم فلا تذهب نفسك عليهم حسرات....

5- أحيانا نتحمس لسد ثلمة وردم فجوة وننجح في ردمها ولكننا للأسف ربما فتحنا ثلمة أكبر وعمقنا الفجوة وقد ينجح ضغطك على زوجك ويتراجع لكنه تراجع بلا قناعة وفي حضرتك فقط إضافة إلى انه سيختزن مشاعر سلبية تجاهك سينفس عنها في مواطن متعددة لذا القصد القصد تبلغي.

6- من الطرق الفعالة في تغيير الآخرين وجعلهم أكثر استقامة كما نصح بها الدكتور الشهير هي طريقة احداث صراع داخلي بين معتقداته وهنا تكوني احدثت فجوة كأن تقول لي ان اولادك وبناتك سينحون نحوك ويقتفون أثرك وأنت لم تربهم على هذا فلم يعتادوا منك إلا الكلمة الطيبة والأخلاق الكريمة، هنا سيبدأ يراجع تصرفاته وسيعمل هذا التناقض على تغيير سلوك زوجك بإذن الله في المدى القريب.

7- وأخيرا ربما فرضت علينا طبيعة الحياة التواؤم والتكيف مع بعض سقطات وعيوب من يشاركوننا الحياة كما قبلوا وتغافلوا عن عيوبنا ومادمنا نعيش في وسط عالم بشري غير متكامل فلنرض بالحلول غير المتكاملة.. وتظل الحياة جميلة وأنت وأمثالك من يرهف ذوقه للجمال ويهيئ قلبه للسرور فلا تزوي وجهك عنه، ففي حياتك نعيم مشاع وجمال مبذول معه ما يهدئ انفعالك ويلطف سخطك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة