Tuesday  18/01/2011/2011 Issue 13991

الثلاثاء 14 صفر 1432  العدد  13991

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ليس بعد احترام الإنسان شيء, ولا يمكن أن تذهب الدول أبعد من احترام البشر, إذا طبقت الدولة - أي دولة - مبادئ هذا الاحترام, فإنها تكون قد وصلت إلى نهاية التاريخ أو إلى سقف العالم أو إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه الدول من تقدم.

هكذا قال: المفكر الأمريكي فوكوياما، عندما أشار إلى أنّ العالم إذا تطوّر فلن يصل أكثر مما وصلت إليه أمريكا (احترام الإنسان والديمقراطية) .. وهو الحد الذي ينتهي به التاريخ ويتوقف عن التطوّر، فليس بعد احترام الإنسان شيء.. نتفق - نختلف معه، ليس هذا مضمون الجملة, ولكن القصد: أنّ الإنسان المحترم هو الهدف الذي يجب أن تصل إليه الدولة لتكون من دول سقف العالم.

واحترام الإنسان يأتي من مبدأ (التكريم) الذي منحه إياه الله، وميّزه بهذه الخاصية, وجعله يفضل درجة عن غيره من المخلوقات, بصورة لا تدع مجالاً لظلمه أو إهماله, أو تعذيبه.

لم يخلق الله الإنسان ليأتي من يسلبه حقه, ويجعله بلا مأوى، بلا خبز، بلا طموح, فعندما تهمل من ينتظرون منك العناية, فلا تتوقع أن يشكروك بقدر ما تتوقع أن يثوروا، وما أعنفها عندما تثور البشر من أجل الخبز.

إذا كان احترام الإنسان يصل بالدولة إلى سقف العالم, فإنّ نفاد الخبز يقابل ذلك كأدنى منزلة يمكن أن تضع فيها الدولة شعبها, فليس أدنى من أن تدع الدول شعبها يبيت جائعاً, فما الحياة بدون أكل, حيث إنّ نفاد الخبز والموت وجهان لعملة واحدة.

احترام الإنسان, ليس قانوناً يحبر, ولا نظاماً يطبّق, ولا كلمة تقال, إنها حالة وعي اجتماعي تأتي جزءاً من كيانه، من ثقافته, إنها حالة نمو تبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة وانتهاء بالدولة, فيصبح هذا المعنى إطاراً عاماً يشكّل سلوك الناس, فالمسؤول يعمل وفي ذهنه الإنسان, فكل قرار أو تعميم أو نظام يصب في مصلحة الناس، وليس في مصلحة جماعة منتفعة أو فرد متنفذ أو حزب مسيطر.

ربما يكون الإنسان المحترم هو العلامة الفارقة بين العالم العربي والغرب, إنها رحلة تاريخية عنيفة بدأها الغرب من مئات السنين, وانتهى إلى أنه لا سبيل سوى احترام الإنسان, فهو يحد من كل الشرور التي يمكن أن تعصف بالدول, وهو الحل الذي يعيش فيه الناس بسلام, وهي الحالة التي يجب أن تسود ليسود الأمن.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
الإنسان المحترم
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة