Tuesday  18/01/2011/2011 Issue 13991

الثلاثاء 14 صفر 1432  العدد  13991

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- أيّاً كانت مهمة (النسر الأصلع ) الموجه من (إسرائيل)، والذي زاد (حائل) شهرة إلى جانب شهرتها في التاريخ الحديث والمعاصر الذي دخلت في التراث العربي، والموروث الثقافي من خلال أسطورة الكرم (حاتم الطائي) الذي امتدّ ذكره بتمثل أبناء هذه المنطقة العزيزة من وطننا الغالي بمجموعة من السجايا، والقيم، والمبادئ العظيمة التي تمثلت في شخصه. قصة هذا (النسر الأصلع) جعلنا نربط في هذا المقال بين اهتمام الأفراد والشعوب والدول بهذه الكائنات الحية، أيّاً كان فصيلتها ونوعها، وقدرة المجتمعات على حسن توظيف هذه الكائنات فيما عرفت به، أو اكتشاف العلماء قدرتها على القيام بالمهام، وبما يتفق مع طبيعتها.

- عند العرب عموما، وفي وسط (الجزيرة العربية) يرتبط أسماء الطيور من أمثال (الصقور) بممارسة الهوايات الترفيهية، إما لغرض الصيد، أو المباهات، أوالتقليد، أو الزينة، والدخول في عالم المنافسات والمسابقات التي شملت كل شيء في هذا العصر، ذلك هو منتهى الطموح، أمّا في الحياة العلمية والعملية فقلّ من يلتفت إليها .من شدة إعجاب شاعر نجد (أبودباس) بعالم الطيور، وبخاصة فصيلة (الصقور) التي أصبحت في وسطه الاجتماعي البسيط مضرب المثل في الحدة، وطريقة اقتناصها للفريسة، وأسلوب الانقضاض، شبه ابنه اليافع الوحيد، المتوثب الذي ألقت به ظروف الحياة بعيدا عن الأهل والأقارب والأصحاب. توسّم الأب في ملامح ابنه المغترب ملامح النجابة والفروسية فشبهه بفرخ (الصقر)تجد ذلك في هذا الوصف الرائع والمحكم في معناه ومبناه:

عشرين عام كلها ارجيك يا ادباس

مثل الغرير اللي تولّع بطيره

عدل المناكب هيلعٍ فرخ قرناس

يديه في لطم الحباري شطيره

- من المعروف اختلاف النسر عن الصقر، لكن هذه مهمة الطيورعندنا، وهذا هو مدار الاهتمام، نفترسها، أو تفترس لنا، لذا سرّ الكثيرون حينما صرّح أمين عام الهيئة الوطنية للحياة الفطرية بان لدينا مثل هذه الأجهزة التي اكتشفت في ظهر هذا الطائر المهاجر، وتستخدم عندنا في مهام بحثية وعلمية، وهي كذلك تستخدم لمعرفة هجرة الطيور، وطريقة تغذيتها، هذه المعلومة يفترض أن تطرح أمام مراكز الأبحاث العلمية، ويستلجب الطلاب والمهتمون بذلك للاطلاع عليها، وعلى طبيعة العمل، والدور الذي تقوم به الشيء المؤسف في هذا أن هذا الطائر لم يطلع عليه المختصون في كلية العلوم بجامعة حائل، حسب ما أدلوا به من تصريح.

- في هذا السياق، فإن العلماء لم يكتشفوا لغة الطيور، أو ما يسمى بسلوك الحيوان إلا مع مطلع القرن العشرين، وفي هذا يتبين الإعجاز العلمي في القرآن الذي ساق قصص الأنبياء (داوود، وسليمان)، الذين علّموا منطق الطير، وسيقت القصص التي برهنت على ذلك وأيدته، بل إنهم اكتشفوا بطريقة علمية أذكى الطيور، وأشدها حذرا، وهو (الغراب)، وثبت أنه الطائر الوحيد الذي يواري موتاه، و(القرآن الكريم ) أومأ إلى ذلك في قصة (قابيل وهابيل).

- من المعروف أن (فلسطين) مهد الأنبياء، ومنطلق الرسالات، حكمها سليمان، وأرسل (الهدهد) الطائر المعروف إلى (بلقيس) في مهمة (سرية) دون أن تشعر، لامتحان قومها هناك، رابطا أهدافه الدينية البحتة بالهدف السياسي، وهو انقياد (ملكة سبأ) وقومها، واستسلامهم له، هنا لا ندري بالفعل، هل كانت مهمة (النسر الأصلع) الذي انطلق من (فلسطين) (علمية بحتة)، أم غير ذلك؟ ستظل هذه التساؤلات احتمالات قائمة، لكن العالم المتحضر والمتطور يظل دائما محترما المؤسسات في أبحاثها واستكشافاتها، واستثمارها لجميع الكائنات؟

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
النسر الأصلع..... وشاعر نجد
د. موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة