Wednesday  19/01/2011/2011 Issue 13992

الاربعاء 15 صفر 1432  العدد  13992

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في الوقت الذي يشهد فيه التلفزيون السعودي بمحطاته أو قنواته الرئيسة اهتماماً بالغاً من قبل وزير الثقافة والإعلام كما هي الحال في باقي المناحي الإعلامية والثقافية والتي شهدت حراكاً واضحاً منذ تولي الدكتور عبدالعزيز خوجة مهام الوزارة، لازلت أتساءل عن إذا كان هناك ثمة لجان تعمل بشكل علمي مدروس وضمن منهجية واضحة وصحيحة لاختيار الأطقم العاملة في هذا الجهاز الرسمي وتعمل على رسم وتطبيق خطط تطويرية وتدريبية مستمرة لهم، فضلاً عن مراقبة أدائهم طوال فترات عملهم سواءً في برامج مسجلة أو حية وتقويمهم بشكل مستمر بغية العمل على تحديد مسارات تطويرهم.

هناك الكثير من الأمور التي يلمسها المشاهد العادي ولا يجد لها مبرراً سوى أن اختيار المذيع لم يكن سليماً أو أن المخرج غير موفق أو أن كاتب النص غير مؤهل أو أن المسئول عن تمرير الشريط الإخباري ليس عربياً، الأغرب من ذلك أن أحداً لا يجتهد لضمان عدم حدوث ذلك مستقبلاً ونحن أمام تلفاز رسمي حكومي وليس أمام قناة خاصة لا تمثل أحداً و تدار من شقة صغيرة في وسط البلد ومن قبل عدد محدود من الأشخاص غير المؤهلين ولديهم توجيهات صارمة وواضحة بضرورة الإسراع في الحصول على كسب مادي بأي طريقة لاسترداد رأس المال البسيط المدفوع والذي استثمره رجل أعمال لا علاقة له بالمجال الإعلامي لا من قريب ولا من بعيد.

أتساءل دوماً عن سبب تكرار حدوث الأخطاء الفاضحة من كتاب النصوص في التلفزيون سواءً تلك المنطوقة من قبل المذيع أو الممررة ضمن شريط الأخبار، وإن كنت أجد العذر لمن يمرر الشريط الإخباري في ذيل الشاشة كونه من يفعل ذلك وحيداً دون مراقبة من أحد، فلا أجد عذراً مطلقاً لقارئ النشرة، فحتى لو كان كاتب النص قد رفع منصوباً أو نصب مجروراً أفترض أن لدى مذيع البرنامج أو نشرة الأخبار القدر الكافي من اللغة العربية الصحيحة التي تعينه على استدراك أخطاء غيره من كتاب النصوص، أتساءل عن السبب الذي يجعل المسئولين بدءًا من المخرج ومروراً بالمشرف وانتهاء برأس الهرم بالتلفاز بالإبقاء على مذيع نشرة أو مقدم برنامج أو حتى مذيع ربط يتراقص بأكتافه أمام المشاهدين ويرطب شفايفه بلسانه كل ثانيتين في منظر لا يقبله عاقل، أتساءل عن السبب في إبقاء مذيع وقد ظهر علينا بتقليعة جديدة في طريقة حلق لحيته أو شاربه، أتساءل عن السبب في الإبقاء على مذيع لا يهمه سوى ظهوره الإعلامي فقط دون الانتباه للمادة الإعلامية أو لضيوف البرنامج والاهتمام فقط بصورته وسمعته على حساب الهدف الأساس من ظهوره في ذلك البرنامج، أتساءل عن السبب في اختيار مذيعين أو محاورين في برامج حوارية لا يجيدون طرح الأسئلة بشكل لبق ولائق، ولا يجيدون مقاطعة الضيف بطريقة مهارية وبحنكة بالغة ولا يجيدون إدارة الحوار بل جُل ما يجيده بعضهم هو إظهار مقدرته على السيطرة على البرنامج ومخالفة رأي الضيف حتى لو كان على صواب ومقاطعته متى أراد حتى لو بتر إجابته ولم يوصل فكرته للمشاهد.

أتساءل عن عدم قيام التلفزيون وهو الجهاز الرسمي والذي يبث في أرقى وأحدث استديوهات عرفتها المنطقة ويتم التقاط إشارته في معظم دول العالم، أتساءل عن عدم قيامه بإجراء استطلاع للرأي لمعرفة آراء المتابعين سواءً في المواد التي يطرحها أو بطريقة طرحها أو بمستوى العاملين من كوادر مختلفة يأتي على رأسهم المذيع أو المقدم وهو الذي يهم المشاهدين بالدرجة الأولى، أتساءل عن عدم وجود مدققين للغة في البرامج الإخبارية أو في الشريط الإخباري الذي يمر أسفل الشاشة وإن كان ثمة مدققين فأين هم من تلك الأخطاء اللغوية والإملائية الفادحة وغير المقبولة في صياغة الخبر، أتساءل عن عدم الاهتمام بإيقاف البرامج التي لا تحظى بقبول لدى المشاهدين سواءً كان السبب المادة الإعلامية ذاتها أو المذيع أو المقدم، أتساءل عن عدم قيام التلفاز بإراحة مذيعي ومقدمي البرامج الذين عفا عليهم الزمن والاستعانة بخبرات شابة متخصصة في المجال على أن يتم إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة في اللغة العربية وفي طريقة احترام المشاهدين وفي طريقة إدارة الحوارات الحية أو المسجلة وحتى في طريقة تعاملهم مع الكاميرا سواءً في جلوسهم أو التفاتاتهم أو حتى في لغة الجسد.

لا يصح إطلاقاً ونحن دولة عربية ناطقة بالضاد أن تكتب الضاد ظاء ولا يصح أن تكتب الظاء ضاد كما لا يصح أن يرفع المقدم منصوباً أو ينصب مجروراً، فكثير من متابعي قنواتنا من غير الناطقين باللغة العربية سيستنكرون ذلك ويستهجنونه فضلاً عن الناطقين بها، علينا أن نهتم بهذا الأمر إن أردنا أن نكسب المشاهد أو نجذبه لبرامجنا.

إلى لقاء قادم.

 

حكاية التلفزيون السعودي
عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة