Thursday  20/01/2011/2011 Issue 13993

الخميس 16 صفر 1432  العدد  13993

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تعد مملكتنا الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على المرأة قيادة السيارة، كما أن هناك نظرة غير سوية على استخدام النساء وسائل النقل العامة أو الخاصة، وترى بعض فئات المجتمع أن قيادة النساء تؤدي إلى مفاسد!

ولئن كانت المرأة السعودية قد حاولت إبداء رأيها وتوصيله للقيادة في عام1990م، حيث نظمت بعض السيدات السعوديات مسيرة سلمية عبر قيادة سياراتهن في محاولة لكسر الحظر؛ إلا أن شرطة السير أوقفتهن وهن بكامل حجابهن ونقلتهن إلى الاحتجاز وتم فصلهن من وظائفهن، وصودرت جوازات سفرهن تأديبا لهن ودحرا لمن يمكن أن تفكر بذلك.

وربما لم يكن الوضع ملائما آنذاك، أي قبل عشرين سنة ولكنه لو حصل الآن لتسامحت معه الحكومة ولم يكن يصل إلى الفصل ومصادرة الجوازات التي لم يدرك أحد سببا لإقحامها في الأمر إلا إذا كان يشك أن سفر أولئك السيدات لبلاد الغرب سبب في احتجاجهن على الوضع ومطالبتهن المشروعة! حيث إن النظرة للمرأة دونية إلى أبعد حد، إضافة إلى أن وجود السائق في المنزل يقتصر على فئة قليلة من المجتمع، وكانت المرأة العاملة تعتمد في انتقالها من منزلها لعملها على الوافدين ممن لديهم سيارات مهترئة ومعهم زوجاتهم لتكون محرما لها! والمصطلح غريب حيث إن المحرم يخص الراكبة وليس السائق! ولكن ذلك كان تحايلا وذرا للرماد في العيون حيث كان ركوب المرأة مع السائق لوحدهما يعد خلوة في التسعينات الميلادية!

والواقع أن وجود زوجة السائق برفقته يعني للرجل (المريض بالشك في مجتمعنا) الحارس الشخصي، وهو ما يضع المرأة في تصنيف المتهمين دوما أو المعتقلين ! فلم يكن يسمح بالسائق إلا لنقلها للعمل فقط ، ولا يمكن أن تذهب معه للتسوق أو مدن الترفيه حيث يعد هذا الأمر لغير حاجة.

ولست أعلم سببا لتولد الخوف لدى الرجل والتشدد والحرص الزائد عليها والتطرف بكل ما يخصها وسيطرة المعتقدات القديمة التي كان لها مبرراتها أيام الحرب والسلب فضلا عن جهل المرأة وقلة حيلتها وضعفها آنذاك، وقد وضع الله ولي الأمر لرعاية مصالحها وليس التحكم فيها والسيطرة عليها. فالقوامة تعني القيام على شؤونها وليس القيام والوقوف أمام مصالحها المشروعة!

وعليه كان لزاما تطوير ذلك النظام الاجتماعي ليتوافق مع المنطق والعقل والفطرة السليمة، فالحاجات والمتغيرات تفرض ذلك، والحقائق والمنطق ترفض أن نتعايش مع عادات وتقاليد تولدت منذ زمن نتيجة اعتقادات بالية منسوبة خطأ إلى الدين تحت مصطلح حماية المرأة والخوف عليها بلا مبرر.

إن فكرة المحافظة على المرأة من الذئاب البشرية تحتاج من الجميع وقفة وتفكيرا متجددا ومتغيرا واستنباط الحلول التي تناسب الجميع وتحفظ حقوقهم وترتقي بهم نحو الأفضل باعتماد الوسطية والاعتدال لإظهار الصورة والمضمون الذي يجب أن تكون عليه المرأة بدون تطرف وتشدد أو انحلال بما يتوافق مع المعطيات التي حفظت حقوق المرأة في الإسلام. وسن عقوبات صارمة ضد ما يسمى بالذئاب البشرية وتأديبهم ليتعلموا احترام المرأة مثلما يحترمون الوقوف أمام إشارة المرور، أو عقوبة كعقوبة الاعتداء على أملاك الدولة.

وما نطالب به، وما نريده للمرأة السعودية أن تكون متحررة من الجهل، مقاومة للسيطرة وراسخة على الثوابت والقيم والمبادئ الإسلامية التي تحفظها وتبقيها رمزا للعفة والأنوثة.

ولئن خرجت المرأة للعمل وخدمة الوطن ونالت حاليا ثقة القيادة بتسلمها مناصب عليا، فلم لا تكون أهلا للثقة والمسؤولية أمام المجتمع؟ ولماذا تستمر معارضة قيادتها للسيارة سيما وقد أصبح القرار للمجتمع ولا علاقة له بالتحريم البتة؟

حقا: متى تبلغ المرأة السعودية سن الرشد فتقود سيارتها وتقضي مصالحها بلا شكوك؟!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
متى تبلغ المرأة السعودية سن الرشد؟ (9) قيادة السيارة
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة