Thursday  20/01/2011/2011 Issue 13993

الخميس 16 صفر 1432  العدد  13993

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

رفع اليد عن لبنان

رجوع

 

حينما يفضل سياسيو البلد، أي بلد، مصالح دول أخرى إقليمية أو دولية على مصلحة بلادهم، لا يمكن أنْ يُنتظَر أنْ تواصل دول أخرى مساعيها مهما كانت العلاقة وثيقة وأنها دول شقيقة وحريصة على مصلحة ذلك البلد.

هذا بالضبط وبصراحة متناهية الحالة في لبنان، فأهل السياسة هناك استمرؤوا الأوضاع الشاذة التي يعيشها البلد أكثر من عقد من الزمن، وتركوا مهمة معالجة مشكلات بلادهم للدول الأخرى والتي وإن كان للبعض منهم نوايا حسنة ويقوم بالسعي لمعالجة مشكلات لبنان كواجب للإخوة والأشقاء، إلا أن الدول الأخرى لا يمكن أن تقوم بذلك من أجل عيون اللبنانيين ومحبتهم، فالعالم المعاصر يعيش ثقافة المصالح وتوسيع النفوذ، ولهذا فلا يُنتظَر من الآخرين أن يقدموا جهودهم دون أن يحققوا مصالحهم. أما أصحاب النوايا الطيبة والذين يستهدفون مصلحة لبنان أولاً فلا بد وأن يأتي يوم يشعرون فيه بالإحباط والملل بعد أن يغلق المستفيدون من تدخل الآخرين الأبوابَ في وجه مساعيهم. وهذا ما وصلت إليه جهود المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان وانتشاله من الحالة الشاذة التي أوصلها إليه سياسيوه. فالمملكة التي كشفت قيادتها عن أنها رفعت يدها عن لبنان لتترك أهل السياسة يحلون مشكلاتهم والتفاهم فيما بينهم، لم تقصر مع لبنان في كل شيء حتى أنها قدَّمت لتلاميذه ما لم تقدمه لتلاميذ السعودية عندما تَكفَّلت حتى بدفع أقساط المدارس الخاصة التي يتلقى فيها اللبنانيون الدراسة في وطنهم، وقدمتْ مليارات الدولارات دعماً ومساندةً وقروضاً وإيداعات حتى ظل الاقتصاد اللبناني قوياً قدمت الدعم السياسي، وجعلت القضية اللبنانية في صدارة الاهتمامات الدولية. ومع هذا ظلَّ سياسيو لبنان يمارسون السياسة كأصحاب الدكاكين السياسية، وزعوا الولاءات، وارتبطت كل جهة وفئة وحزب بدولة تعمل على تنفيذ أجنداتها ومصالحها، ويتخذون مواقف ويصرحون ويعملون دون خجل لصالح مشاريع تلك الدول، ما أوقع الدول الساعية بنوايا طيبة وبدوافع الأخوة في حرج، وأربك جهودهم الساعية لخير لبنان فقط. ولهذا، ومن أجل دفع اللبنانيين أن يقدموا مصلحة بلادهم على غيرها، وأن يوقفوا الابتزاز والتكسب السياسي، جاء رفع اليد السعودية عن المسألة اللبنانية عملاً منتظراً ويتوافق مع رغبة السعوديين الذين يشعرون بأنهم ورغم كل ما يقدمون لا يشعرون بتقدير الآخرين ولا اهتمامهم.

JAZPING: 9999

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة