Friday  21/01/2011/2011 Issue 13994

الجمعة 17 صفر 1432  العدد  13994

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

«سارة» و»منيرة» صديقتان تتقنان الأعمال اليدوية، تخرجتا من قسم التربية الفنية ولم تجدا وظيفة لا في مدرسة ولا جامعة، ولا ترغبان باستكمال دراساتهما العليا في هذا المجال أو غيره، تتطلعان إلى الاستقلال المادي من خلال وظيفة أو مصدر (مع أنهما ليستا في حاجة ماسة للعمل) مثلهما مثل كثير من فتيات اليوم.

فكرت منيرة بمشروع صغير من خلال تصميم وتنفيذ بعض الحقائب المستوحاة من البيئة أو التراث المحلي، خصوصاً بعد سماع كلمات الإعجاب على تلك التي قامت بتصميمها وتنفيذها أثناء فترة الدراسة، فكان التخطيط الأولي والاستعداد ثم الإنتاج والبيع بداية بين الأهل والأصدقاء، ثم في بازارات من حين لآخر، وبسعر يتفاوت بين 100 إلى 300 ريال للحقيبة الواحدة. وبعد فترة وفي مراجعة مالية تبين لهن أن ما يتم صرفه على الخامات وأجور الخياط الباكستاني والعاملات الفليبينيات، والمبلغ الذي يتم دفعه كل مرة لإيجار مساحة صغيرة في البازار وتنسيق وتجميل تلك المساحة، إضافة إلى الوقت الذي يتم صرفه بين التصاميم والإعلان في المنتديات و.. و... كل ذلك لا تغطيه مبيعات تلك الحقائب.

وبعد أن بدأت الطموحات بالتلاشي، وربما التراجع نهائياً عن الفكرة وعن الاستثمار، خطرت لسارة فكرة، فعمها يعمل في مجال الاستيراد مع إحدى الشركات العالمية في صناعة الحقائب، وبعد الاستئذان من عمها هذا، قامت بكل حماس بمراسلة الشركة من خلال البريد الإلكتروني، مستعينة بأختها «نورة» خريجة قسم الأدب الإنجليزي (التي لم تجد وظيفة أيضاً)، وتم إرفاق البريد ببعض من الصور لنماذج من حقائبهن، وبعد فترة من التداول بين الجهتين، تبنت الشركة فكرة إنتاج تصميماتهن وإعادة بيعها في السوق السعودي (أكبر أسواق الشركة في المنطقة) ولكن بدلاً من بيع الحقيبة بـ 100 أو 500 أصبح سعرها 1000 و5000 و10000 ريال لأن الشركة وضعت علامتها عليها. وهكذا عادت حقائب سارة ومنيرة، ولكن لا إلى طاولات البازارات، بل إلى واجهات المحلات الخمس نجوم، وتحت اسم شركة عالمية، بتصميم مستوحى من البيئة المحلية كخدمة تقدمها تلك الشركة لأهم شريحة من المتسوقين لديها.

طبعاً سارة ومنيرة لا تحصلان إلا على نسبة 2% من الأرباح (لا المبيعات) كما هو في العقد، ولم يختلف الوضع كثيراً عن أرباحهن السابقة، ربما قلل فقط من ضغط العمل، ليعطيهن فرصة أكبر للتركيز على التصاميم فقط. بينما حصلت الزبونة السعودية على تلك الحقيبة بسعر يتناسب مع (المظهر الذي تبحث عنه) والمتوافق مع اسم الشركة التي تتدلى علامتها من جانب الحقيبة.

والأهم من ذلك.. ربح الأجنبي! وهاهي بضاعتنا ردت إلينا.. ولكننا بالفعل نبقى كما قال ابن خلدون «المغلوب يتبع الغالب».

الآن لكم الحرية في استبدال أبطالي في القصة بأبطالكم... مهما كان المجال أو المنتج الإبداعي!.

 

إيقاع
سارة ومنيرة
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة