Sunday  23/01/2011/2011 Issue 13996

الأحد 19 صفر 1432  العدد  13996

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في بلادي الحبيبة يمنع سفر المرأة خارجها إلا بموافقة ولي أمرها، رغم سماحة الإسلام في ذلك حينما يتوافر الأمان فيحق لها السفر.

ومنع سفر المرأة خارج البلاد لأي هدف كان، ليس المقصود فيه الناحية الشرعية أو تحريم سفرها لوحدها، ولو كان كذلك لأصبح مقبولا، حيث يمكن للرجل (ولي الأمر بالتحديد، وليس أي رجل محرم لها) أن يمنحها الإذن لتسافر بمباركة الأسرة وتهنئة المجتمع والناس أجمعين! بمعنى إذا وافق وليها على سفرها لوحدها ومنحها الإذن عبر بطاقة صفراء لونها، لا تسر الناظرين! وفيها تحديد عدد الرحلات وعدد الأيام فإن ذلك مباح ولا غبار عليه! ولست أدرك هل البطاقة الصفراء هي بمثابة المحرم الذي يرافقها طيلة الرحلة؟ أم هي بطاقة ممغنطة يمكنها مراقبة تصرفات المرأة ونقل تحركاتها لوليها حتى تقطع لسان كل خطيب؟ أم أن المسألة هي تعسف فحسب وتحكم لا مبرر له؟!

وحيث لا توجد دولة في العالم مثل بلادنا الحبيبة تقيد سفر وتنقل بناتها وسيداتها، فإن الأمر لا يعدو إلا تشكيكا في المرأة، وعدم الاعتراف بوصولها بعد سن الرشد المعتبر شرعيا ودوليا. وتحظر وزارة الداخلية على النساء السعوديات استقلال طائرة والتحليق في الأجواء خارج البلاد دون إذن كتابي من وليها الشرعي ! وتطالب الوزارة المرأة السعودية بإبراز البطاقة الصفراء حين السفر. كما لا تمنحها الحق في الحصول على جواز سفر دون إذن ولي الأمر. ويشمل موقع وزارة الداخلية الإلكتروني قسماً خاصاً ب ( تصاريح السفر للنساء والأطفال) لا فرق ! وقد جاء فيه بوضوح: (لا يمكن لأصحاب جوازات السفر من النساء، أن يسافرن قبل استخراج تأشيرة سفر من وزارة الخارجية، وموافقة ولي الأمر ضرورية لاستخراج التأشيرة) ورغم وجود فتوى من الشيخ عبد المحسن العبيكان أجاز فيها سفر المرأة بلا محرم إذا أمنت على نفسها، إلا أن قبول الفتاوى لدينا يتوقف على العرف وليس الشرع.

ولا يجد المسؤولون في المطار غضاضة من توقيف سفر أية امرأة ومنعها من صعود الطائرة مهما كانت وظيفتها أو مركزها التجاري أو العملي أو سنها، إن لم يكن معها التصريح، مهما كان مانح التصريح عربيدا أو فاسقا.

وليت الأمر يخضع لاختبارات دقيقة لقياس عقل المرأة ومعرفة مدى فهمها واستيعابها لما يدور حولها والكشف عن سلوكها رغم أن السلوك خاص بالإنسان، فما يمكن أن يقترفه في بلاد الدنيا سيقترفه في بلاده، ولا مانع من التلصص والفضول لمعرفة وجهة سفرها والغرض منه، مع التحفظ على ذلك، فأغلب الشباب يسافرون لدول مشبوهة ومعروفة مقاصدهم وأهدافهم ورغم ذلك يجدون ترحيبا من الجوازات وخطوط الطيران والموانئ الجافة والمائية!

وما يحز في النفس استغلال بعض أولياء أمور السيدات لمنحهن البطاقة الصفراء بحيث يقايضها على مال معلوم ليستخرج لها تلك البطاقة. والطامة الكبرى حين يكون لها أكثر من ولي أمر كحالة الأرامل والمطلقات اللاتي يتم استغلالهن من لدن إخوانهن الذكور لمنحهن تلك البطاقة في حالة وفاة والدهن أو غيابه عن الوعي !! وقد لجأت بعض السيدات للقضاء لتحديد ولي أمر واحد يمكنها الرجوع إليه! والعجيب أن القاضي يختار أكثرهم غلظة وعنفا وبخلا واستغلالا لها بحجة حمايتها، وهو ما يتسبب في كره المرأة لولاية الرجل حتى أصبح مرادفا للقهر والضيم والاضطهاد، وهو في الواقع لا يعرف ظروفها ولا احتياجاتها المادية والمعنوية. فتجده يسافر مع أسرته كل صيف، بينما أخته قابعة في أحد أركان منزله مع أولادها فلا تسافر معه لعدم رغبة زوجته، ولا تسافر لوحدها بدعوى الحرام والعيب!

فمتى تبلغ المرأة السعودية سن الرشد وتسافر مصطحبة الثقة بها وبنفسها؟

www.rogaia.net

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
متى تبلغ المرأة السعودية سن الرشد؟ (10 الأخيرة) المنع من السفر
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة