Wednesday  26/01/2011/2011 Issue 13999

الاربعاء 22 صفر 1432  العدد  13999

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نحن شعب نحب المطر لأننا نعيش في صحراء قاحلة، فإن جاء المطر وانهمر روى رمالها وأنبتت أعشابها لتتحول الأرض القاحلة الصفراء إلى أرض تزهر بالألوان المختلفة، ومن هنا كان اهتمام أجدادنا منذ القدم بالمواقيت والتعرف على مواعيد نزول المطر وإبداء الفرح والسرور عند نزوله. وارتبط المطر بحياتهم ومعاشهم وكان مؤثراً بدرجة كبيرة.

الآن أصبحنا هنا في المملكة نخشى من وقت نكتئب عند نزوله وهو ما يعاكس فطرتنا لأننا شهدنا في السنوات الأخيرة كوارث كانت أو نتجت عنه من أهمها ما حدث في جدة العام الماضي الذي ما زال المشهد المفزع يصدمنا كلما استعدنا ذكراه، حيث السيارات أشبه بلعب الأطفال وهي تتراكم فوق بعضها البعض، والبيوت وقد اخترقتها السيول وتساقطت أجزاء منها، والأنفاق تحولت إلى برك ممتلئة بالماء ودمار الطرق ثم تعطل الحياة بشكل عام.

في هذا العام ح4صل ما حصل وإن كان أقل ضرراً من العام الماضي، وكذلك ما حصل في مناطق أخرى في الشمال والجنوب، حيث غرق أشخاص وأصيبت منازل وحدثت وفيات جراء هذا المطر.

وفي الرياض نفسها نذكر قبل أعوام كيف كان وقوع بعض المشكلات في الطرقات، وفي هذه الأيام رغم بساطة ما حدث إلا أن المطر تسبب في إرباك السير في الشوارع نتيجة تكدس المياه وعدم وجود تصريف وهو ما دفع بوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي إلى تعليق الدراسة يوم الأربعاء الماضي خشية من عواقب تنتج عن هطول الأمطار.

إذاً نحن نعاكس فطرتنا، نحب المطر وندعو الله أن يغيثنا ونتشوق إلى قطراته، ولكننا في الوقت نفسه نخشاه ونحسب له ألف حساب، والسبب هو أن البنية التحتية في أكثر مدن المملكة غير مهيأة لتصريف مياه الأمطار، وجدة أوضح مثال على ذلك، فرغم أن هذه المشكلة (مشكلة تصريف مياه الأمطار والسيول) هي مشكلة أزلية نقرأ عنها منذ سنوات طويلة، ورغم ما كتبت عنها من مقالات في الصحف في الماضي والحاضر إلا أن الأمر يحتاج إلى زمن طويل حتى يتم القضاء على هذه المشكلة سواء في جدة أو في غيرها.

hrbda2000@hotmail.com
 

البوارح
المطر يعاكس فطرتنا
د. دلال بنت مخلد الحربي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة