Saturday  29/01/2011/2011 Issue 14002

السبت 25 صفر 1432  العدد  14002

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

قال: إن مركز الأمير سلطان للمياه يملك طرقًا للحد من تبخر المياه.. د. عبدالملك آل الشيخ لـ(الجزيرة):
زيادة نسبة الأمطار في المملكة 30 %.. والتغيرات المناخية ستستمر 60 عامًا

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

حاوره - عبدالله الحصان:

د. عبدالملك، يلاحظ الكثير أن هناك تغيرات في طبيعة الأجواء في المملكة.. ما هي الأسباب من وجهة نظركم؟

- ما يحدث من تغيرات مناخية وزيادة في هطول الأمطار في محافظة جدة خلال هذه السنة والتي قبلها يؤكد أن المملكة مقبلة على تغيرات مناخية كبيرة بسبب قضية الاحتباس الحراري الذي يتوقع بمشيئة الله أن تزيد معها كميات الأمطار التي ستهطل على المملكة بواقع 30 في المئة عمّا هي عليه الآن، كما أن هذه التغيرات المناخية قد تستمر لمدة ستين سنه تقريبًا، وتأتي هذه الزيادة بسبب إيجاد جيوب هوائية بالمنخفضات الجوية التي عادة ما تساعد بإذن الله على نزول الأمطار القوية عكس ما هو سائد عليه في السنوات الماضية التي كانت الجيوب الهوائية تأتي بالمرتفعات الجوية.

في حال زيادة هطول الأمطار -كما تذكرون- فما هي الطرق المثلى للحفاظ عليها من التبخر؟

- الحقيقة أن ما يقارب من 80 في المئة من إجمالي المياه التي تهطل على المملكة تتبخر ولكن هناك مشاريع قام بها مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء ساهمت في الحد من تبخر مياه الأمطار مثل مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول في المملكة الذي يهدف للاستفادة من تقنيات وأساليب حصد وخزن مياه الأمطار والسيول لتأمينها لسكان البادية وسقاية الماشية وتوفير بيئة نباتية تخفف من تأثير الظروف المناخية القاسية وتكون مصدرًا للرعي والترفية، ويأتي هذا المشروع بسبب الظروف المناخية والبيئية الجافة التي تتخللها بعض الفترات القصيرة من الهطول المطري الغزير الذي تسيل على أثره الأودية والشعاب مما يحتم ضرورة الاستفادة منها والحد من فقدانها بالتبخر نتيجة لتعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، وهذه الأساليب قد نفذت وثبت نجاحها من قبل عدد من الدول المشابهة في بيئتها لظروف المملكة، ومن قبل بعض المنظمات الدولية مما يشجع على العمل للاستفادة من هذه التجارب ومحاولة تطبيقها في المملكة وتطويرها بما يتناسب مع الظروف البيئية السائدة، كما يأتي هدف هذا المشروع لزيادة المصادر المائية بالمملكة من خلال الاستفادة من مياه الأمطار والسيول بخزنها في الطبقات السطحية المتأثرة بالضغط الجوي للمحافظة عليها من التبخر أو بتحويلها إلى غدران صناعية لاستخدامها مباشرة ولفترات أطول، بجانب الحد من مخاطر السيول التي تحدث نتيجة للأمطار التي تسقط على المملكة بغزارة خلال فترات زمنية قصيرة.

ما أهم الطرق التي ستلجؤون لها للحفاظ على مياه الأمطار في هذا المشروع؟

- هذا المشروع اعتمد على ثلاثة طرق رئيسة لتنفيذه وهي بإنشاء غدران صناعية كبيرة تحول إليها مياه السيول المتدفقة في الأدوية للاستفادة منها بدل ضياعها بالانتشار والتبخر، والطريقة الثانية بحفر آبار التغذية الصناعية في أحواض السدود لتغذية الطبقات الجوفية بمياه الأمطار والسيول، والطريقة الثالثة هي بالإكثار من إنشاء سدود خرسانة صغيرة الحجم وقليلة التكلفة في الممرات المائية وخصوصًا قرب القرى والهجر لحصد وخزن أكبر كمية من المياه.

ما أبرز نتائج هذا المشروع؟

- لقد أظهرت نتائج هذا المشروع ارتفاع منسوب المياه في آبار المزارع وبقاءها لفترات أطول بجانب انخفاض ملوحتها مما أدى لتحسين إنتاجية المحاصيل الحساسة للأملاح مثل الحمضيات وبعض البقوليات وإحداث بعض التحسين في ثمار النخيل.

هل تقومون بالتعاون مع جهات حكومية من خلال تقديم دراسات حول قطاع المياه؟

- نعم، فالمركز ينفذ مشروع دراسة للتقليل من مخاطر السيول على مدينة الرياض ونفذها المركز لصالح أمانة منطقة الرياض وتستهدف هذه الدراسة للاستفادة من أساليب وتقنيات حصد وخزن مياه الأمطار والسيول لتقليل مخاطر السيول على مدينة الرياض وبصورة خاصة بالمنطقة المحيطة بمطار الملك خالد الدولي وتحديد المعايير والمواصفات المناسبة لاختيار نوعية وعدد ومواقع تلك الإنشاءات في الأدوية الشمالية والشمالية الشرقية المحيطة بالمطار واقتراح طرق بديلة للتقليل من كميات مياه السيول الواردة إليها من خلال حجزها قبل دخولها للمطار ومدينة الرياض ومساندة شبكة تصريف السيول في مدينة الرياض وخفض تكاليفها.

هل يقوم المركز بتنفيذ مشاريع يستفيد منها أهل القرى والهجر تسهم في توفير المياه لاحتياجاتهم؟

- نعم، فلقد تم تنفيذ مشروع الأمير سلطان لإعادة تأهيل القرى والهجر بهدف تحقيق التنمية المستدامة في المواقع التي تكون على ضفاف الأودية، حيث تتوفر المياه والتربة الخصبة مما استدعى إعادة تأهيلها بعد دراسة الظروف المناخية للأوضاع الطبوغرافية والبيئية فيها ومن ثم إنشاء سدود صغيرة الحجم على مسار الأودية التي تتمتع بمواصفات مناسبة لإعادة التأهيل وبالتالي خزن المياه خلف هذه السدود وتوفيرها للمزارعين في مجرى الوادي وتحسين نوعيتها كما أنه يساعد على استعادة النشاط الزراعي في المناطق دون استنزاف للمياه الجوفية العميقة، وتبلغ تكلفة السد الواحد 50 ألف ريال مما يتيح فرصة تنمية مستدامة عن طريق تخزين المياه على ضفاف الأودية بمياه متجددة لري الزراعات الصغيرة وسقيا الماشية وتحسين الظروف البيئية حولها بالإضافة إلى رشح المياه الجوفية إلى الطبقات تحت السطحية للوادي مما يسهم في زيادة مخزون المياه الجوفية بدلاً من فقدها بالتبخر.

نعلم أن هناك جائزة يمنحها المركز للباحثين في مجال المياه، هل لك أن تحدثنا عنها؟

- هذه الجائزة التي تشرفت بحمل اسم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، هي جائزة تقديرية تهدف لتقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتّى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي تسهم في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة بعون الله بالوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها وخصوصًا في المناطق الجافة. وتمنح هذه الجائزة كل عامين وتبلغ قيمة جائزة الإبداع مليون ريال سعودي وجائزة الفروع التخصصية خمسمائة ألف ريال لكل فرع من الفروع التخصصية الأربعة، ويتم تمويل كافة نفقات الجائزة من قبل مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

كشف رئيس مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء الدكتور عبدالملك آل الشيخ أن المملكة مقبلة على تغيرات مناخية كبيرة بسبب قضية الاحتباس الحراري الذي يتوقع بمشيئة الله أن تزيد معها كميات الأمطار التي ستهطل على المملكة بواقع 30 في المئة عمّا هي عليه الآن.

وأكّد الدكتور عبدالملك آل الشيخ في حوار مع (الجزيرة) أن مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء أعد دراسات مختلفة للسيطرة على منسوب مياه الأمطار وحفظة من التبخر... وفيما يلي نص من الحوار:

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة