Saturday  29/01/2011/2011 Issue 14002

السبت 25 صفر 1432  العدد  14002

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

صور مضيئة من جدة

رجوع

 

في خضم حزننا بل وحتى غضبنا مما يحصل في جدة، والذي ما كان له أن يحصل لو كان من مُنحوا أمانة التخطيط وخدمة أهل جدة والمقيمين على أرضها مدخل المشاعر المقدسة استشعروا أمانة الاهتمام بمدينة يمر بها ملايين المسلمين قبل أن يتوجهوا لقبلتهم، وقبل ذلك مدينة أنيطت بهم مسؤولية إدارتها، فلم يحسنوا الأمانة بل تركوا مشاريع تصريف المجاري والسيول والصرف الصحي تتراكم إن لم تطلها عمليات الفساد، فحصلت الكارثة في العام الماضي ولم يسعف الوقت للإصلاح في العام الذي تلاه (عامنا الحالي)، لأن التخريب أكبر من أن يتم إصلاحه في عام واحد، كما أن الهمة فترت بعد أن تحدث الجميع عن كارثة العام الماضي، فجرى البدء في تنفيذ بعض المشاريع التي لم تستكمل بعد، والبعض الآخر تهاوى أمام زيادة نسبة هطول الأمطار مثلما حصل لسد أم الخير الذي أدى انهياره إلى غرق شارع فلسطين وما حوله.

سوء التخطيط والتلكؤ في الإصلاح وتنفيذ المشاريع التي تعالج الأخطاء والكوارث أشعلا الغضب في النفوس وأشاعا الحزن لما حصل لجدة، المدينة التي يحبها الجميع لأنهم جميعاً لهم ذكريات فيها، فمن منا لم يمر بجدة وهو في طريقه لأداء فريضة الحج أو العمرة.

هذا الحزن وهذا الغضب خففه ما شهدناه من أعمال بطولية بل لتأدية عمل وُجدوا من أجله، وأخلصوا في أداء واجباتهم، فقد تابعنا ومعنا كل من اهتم بما حصل لجدة من عمل وتفاني رجال الدفاع المدني الذين تمترسوا في مواقع الخطر وهبوا جميعاً لإنقاذ وانتشال من حاصرتهم السيول. ولقد لاحظ الجميع أن قيادة الدفاع المدني لم تكتف بالجلوس خلف مكاتبها وتوجيه تعليماتها لرجالها، فقد كانت هذه القيادات في موقع الحدث، كبيرهم في طائرات الإنقاذ، وضباطهم موزعون في الأماكن الأكثر خطورة، ورجال الإنقاذ يتصرفون ببديهية سريعة في تفانٍ لأداء الواجب تجاه الوطن والإنسان، متجاوزين الذات مضحين بأنفسهم، فضربوا أفضل صور التضحية والواجب، وكان التناغم والتعاون ما بين رجال الدفاع المدني والقوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود صورة أخرى لبعض الصور المضيئة التي كشفتها لنا كارثة جدة، وأظهرت أن هناك رجالاً يقدرون المسؤولية ويؤدون واجب الأمانة.

JAZPING: 9999



 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة