Sunday  30/01/2011/2011 Issue 14003

الأحد 26 صفر 1432  العدد  14003

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قبل عقدين من الآن نشرت صحيفة البلاد في صفحتها الأخيرة دراسة كتبها أحد الباحثين المتخصصين في علم الجيولوجيا وجاءت الدراسة بعنوان «جدة يبتلعها البحر في العام 2010م» طبعاً كان ينظر للعام 2010م على أنه بعيد جداً، و(بكّير) على مثل هذه القصص،

المهم أن الدراسة كانت تشير إلى أن جدة معرضة للغرق بالكامل بحكم أن جزءاً كبيراً منها وفي شمالها على وجه التحديد معرضة للغرق بالكامل بحكم أن الاعتماد على الدفنيات التي يتعرض لها البحر وعمل مخططات في تلك المواقع يؤدي إلى عدم مقدرة الأرض في تلك المناطق تحديداً على تصريف مياه الأمطار، لأن الأرض ستكون متشبعة بالمياه، فتكون المنطقة ليست صلبة، هذا إلى جانب كون جدة أصلاً تعاني من عدم وجود بنية تحتية لتصريف المياه كما هو معروف.

وتم طبعاً في ذلك الوقت محاسبة الصحيفة - إذا لم يتم إيقافها لو لم تخني الذاكرة - من قبل وزارة الإعلام، ويمكن سؤال الأستاذ علي حسون عن هذا الأمر، كما تمت محاسبة صاحب الدراسة بحجة أنه بثّ الذعر في نفوس سكان جدة، مع أنه كان واقعاً تماماً، ويشير إلى مخاطر تواجهها جدة الآن.

المشكلة مشابهة بشكل ما للمخططات التي تم تنفيذها على أودية في الطائف وفي بعض المدن الأخرى، حيث إن أرض هذه المخططات متشبعة بعروق آبار، فعندما يهطل المطر تصبح المياه تنبع من الأرض إلى جانب هطولها من السماء، لكن الفارق شاسع بين مدينة كالطائف وجدة، لأسباب من أبرزها أن الطائف واقعة وسط جبال ومن السهل تحرك المياه بها بشكل يسير، إلى جانب أنها تمتلك شبكة صرف صحي يعتقد أنها الأولى على مستوى المملكة، ومع ذلك يظل سكان المخططات الواقعة على أودية يعانون إبان هطول الأمطار، ومن أبرز هذه الأودية الشهيرة وادي وج، ووادي الجال، ومخططات كثيرة في الحويّة.

هذا يعيدنا للحديث عن التخطيط ووزارته التي لم يكن لها أي دور فيما سبق عندما كانت مستقلة، وحتى الآن بعد دمجها يبقى الحال على ما هو عليه، فليس من الممكن أن يتم بناء مخططات على أودية، أو بناء مخططات على أرض «صبخة» كما الحال في جدة، طبعاً التمدد العمراني ظل مستمراً، وظل الحال ينظر بالخطر لعدم دراسة تلك المواقع التي تم بناء مخططات عليها، وها هي النتائج تظهر لنا الآن.

إذن: في ظل هذا الواقع، ماذا علينا أن نصنع، هل نقوم بتهجير سكان جدة - جميعهم - منها ومن ثم إعادة إصلاح ما أفسده سوء التخطيط، هل نقوم بحجز المناطق الأكثر تضرراً وتهجير سكانها إلى مناطق أخرى أكثر أماناً؟

أم نظل نندب الحظ، وننتظر حتى يتم عمل مشروع صرف صحي متكامل يواكب حاجات هذه المدينة ومعاناتها الحقيقية، يعتمد - أي المشروع - على أحدث الوسائل المتبعة عالمياً في مواجهة أمطار السيول، وأثناء ذلك، وحتى ينتهي المشروع يفاجأ سكان جدة في كل موسم أمطار مع العاملين في المشروع بكوارث جديدة، ومعاناة واجهوها لمدة 3 أعوام، هي تساؤلات كثيرة بحاجة إلى تأمل، خاصة وأن الحكومة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين دعت إلى إعادة النظر ومحاسبة المقصرين في هذا الشأن، لأن هناك مشروعات سابقة تم تنفيذها ولم يظهر فاعليتها الحقيقية على أرض الواقع!

Kald_2345@hotmail.com
 

أسئلة حول واقع جدة مع الأمطار
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة