Sunday  30/01/2011/2011 Issue 14003

الأحد 26 صفر 1432  العدد  14003

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الانتساب المطور
بندر عبد الله السنيدي

رجوع

 

هل سمعت عزيز القارئ مؤخراً عن الانتساب المطور وهو ما أطلقت عليه عمادة التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عندما أنشأت مركز عمادة التعليم الإلكتروني.

انه التعليم عن بُعد او التعليم الإلكتروني أو البعادي (E learning) وهو أحدث طرق التعليم الحديثة نسبيا حيث يعتمد هذا النوع من التعليم بالدرجة الأولى على وجود المتعلم أو الطالب إن صح التعبير في مكان يختلف أو بعيد عن المصدر الذي يكون الكتاب أو المعلم أو حتى مجموعة الدارسين فيه.

يتداول الغالبية العظمى من شرائح كثير من المجتمعات على اعتبار أن التعليم عن بُعد هو مرادف للتعليم عبر الإنترنت. ومن خلال التعرج إلى مراحل وخطوات هذا النوع من التعليم أعتقد جازما أن هذه الفكرة السائدة سوف تزول من أذهان الكثيرين. حقيقة التعليم عن بُعد بدأت من خلال الجامعات الأوربية في أواخر السبيعينات الميلادية حيث كانت ترسل المواد التعليمية من قبل الجامعة إلى الطالب في مقر إقامته البعيدة عن الجامعة عبر البريد العادي تلك المواد تشمل الكتب والأشرطة وشرائط الفيديو أحيانا وبدوره الطالب يقوم بإرسال ما عليه من واجبات دراسية بنفس الطريقة. وكان شرط تلك الجامعات التي تقدم أو تمنح الشهادات الجامعية هو حضور الطالب لأداء الاختبار النهائي. في أواخر الثمانينات تطور هذا النوع من التعليم من خلال قنوات الكابل والقنوات التلفزيونية حيث كانت شبكة (البي بي سي) البريطانية هي الرائدة في هذا المجال.

في أوائل التسعينات الميلادية ظهرت الشبكة العنكبوتية أو ما تعرف (بالإنترنت) بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة وسهلة ليحل البريد الإلكتروني (E mail) محل البريد العادي في عملية إرسال المواد التعليمية وكذلك الواجبات المناطة للطالب.

الجدير ذكره هنا أن مواقع في أواخر التسعينات ظهرت لتقدم خدمة متكاملة للتعليم عن بُعد من خلال مواقع الويب وهي الخدمة التي اشتملت على المحتوى للتعليم بالإضافة لإمكانية التواصل والتشاور والمشاركة مع زملاء الدراسة. وحديثا ظهرت الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أو الأستاذ إلقاء دروسه مباشرة على عشرات بل مئات من الطلاب في جميع أنحاء المعمورة دون التقيد بالمكان بل تطورت تلك الأدوات لتسمح للطالب بالحوار والمداخلة. من خلال ما سبق ذكره يمكن تعريف التعليم الإلكتروني باختصار على أنه نقل برنامج تعليمي من موضعه في حرم الجامعة أو المؤسسة التعليمية إلى أماكن بعيدة ومتفرقة جغرافيا الهدف منه جذب طلاب لا يستطيعون بسبب ظروف غير عادية الاستمرار في حضور برنامج تعليمي عادي أو تقليدي.

إن التعليم الإلكتروني الحديث له أهداف تتمثل اختصارا بأنه الوسيلة الأهم في الإسهام في رفع المستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي لدى أفراد المجتمع، علاوة على ذلك سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين والمؤهلين في بعض المجالات كما يعمل على تلاشي ضعف الإمكانيات والعمل على توفير مصارد للتعليم متنوعة ومتعددة مما يساعد على تقليل الهدر المالي وتقليل الفروق الفردية بين الطلاب.

فيما يتعلق بالتعليم عن بُعد وبتوجيه من قائد مسيرة المملكة العربية السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله أمر بوضع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات أحد توصيات تلك الخطة هي تبني التعليم الإلكتروني في المملكة وتطبيقاته في التعليم العالي كذلك تبعه إنشاء مركز وطني لتوفير الدعم الفني والأدوات والوسائل اللازمة لتطوير التعليم والمحتوى التعليمي والرقمي.

ونظرا للانفجار السكاني الهائل الذي تشهده المملكة العربية السعودية كما هو الحال في جميع دول العالم وبرغبة جامحة من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وكذلك نائبه الدكتور علي بن سليمان العطية وانطلاقا من ذلك التوجيه الملكي الكريم تم تأسيس نظام التعليم الإلكتروني وهو نظام متكامل يعتمد على تقنية التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بُعد في هيئة مركز وطني يدعم العملية التعليمية في مؤسسات التعليم الجامعي في كافة مراحلها ولجميع فئات وشرائح المجتمع دون قيود زمانية أو مكانية.

كل ذلك من أجل أن يفيء التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بُعد بضلاله على كافة أبناء المجتمع القاصي منها والداني، ولتتاح فرصة التعليم لجميع سكان المملكة في المدن والقرى وكذلك الهجر التي لا تتوفر فيها جامعات.

في العام الماضي عُقِدَتْ فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد برعاية كريمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بفندق الفيصلية في الرياض من الثاني عشر إلى التاسع عشر من شهر ربيع الأول حيث اشتملت أهداف ذلك المؤتمر على التعريف بالتعليم البعادي وأبعاده الثقافية واستشراق آفاق التعليم عن بُعد في عصر العولمة والاقتصاد والتعريف على تطبيقات وتجارب الدول في مجال التعليم الإلكتروني، كذلك التعريف بالاتجاهات الحديثة في أسس التدريس وتطبيقاته في مثل هذا النوع من التعليم.

ما هو حلي بالذكر في هذا المجال ما تعتزم إقامته وزارة التعليم العالي متمثلا بانعقاد المؤتمر الدولي الثاني للتعليم عن بُعد من خلال المركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد خلال الفترة من الثامن عشر إلى العشرين من شهر ربيع الأول للعام الحالي 1432 حيث يترقب هذا الحدث الكثير من المهتمين بالمجال التعليمي سواء باحثين أو أساتذة جامعات بل وصل الحال إلى اهتمام من هم تواقون للحصول على فرصة دراسة جامعية للمراحل العليا ولكن بسبب الظروف المكانية لهم أصبح الأمر ليس سهلا. ما يدور في خلدي وخلد الكثيرين هو لماذا التأخر في اعتماد التعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية وتذليل الصعاب للاعتراف به كنوع من التعليم وفق خطط وشروط وأنظمة تلزم (بضم التاء وسكون اللام وفتح الزاي وسكون الميم) بها الجامعات لتقدم هذا النوع من التعليم الذي أصبح ضرورة ملحة في هذا الوقت.

الرياض - أكاديمي ومحاضر لغة انجليزية، الكلية التقنية بالرياض

Vip931@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة