Sunday  30/01/2011/2011 Issue 14003

الأحد 26 صفر 1432  العدد  14003

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

دعمه الأمير سلمان ونشرته الدارة
الغزي يوثق مشروع مسح وتوثيق المنشآت الحجرية والمقابر القديمة ومجرى عين فرزان بمحافظة الخرج

رجوع

 

كتب محرر الوراق

بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، أصدرت الدارة وفي مجلدين كبيرين الكتاب رقم (260) من إصدارتها، والمتضمن مشروع مسح وتوثيق المنشآت الحجرية في محيط عيني فرزان.

فالمجلد الأول عن المقابر الركامية الحجرية في دراسة مقارنة، والمجلد الثاني مكون من جزءين الجزء الأول عبارة عن دراسة للقناة الجوفية لعيني فرزان، والجزء الثاني دراسة للكسر الفخارية التي عُثر عليها حول خط القناة وبخاصة عند نهايته الشرقية بالقرب من بلدة الفيحاء.

هذا العمل وبحسب القائم عليه الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي استغرق شقه الميداني ثلاث سنوات كلها من العمل الميداني في الموقع، واستغرق الشق المكتبي ثلاث سنوات بحيث اشتمل المجلد الأول على أربعمائة وواحد وستين صفحة جاءت في ستة فصول، أولها تناول تاريخ دراسة المنشآت الحجرية في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، حيث وضح فيه الغزي الأعمال الميدانية التي تمت في كل منطقة، وثانيها تناول مقابر عيني فرزان بتقسيمها إلى ثلاث مناطق وبوصف كل منطقة ومكوناتها الثقافة وطبيعتها. وثالثها تناول العمل الميداني وقسم إلى (أ) و(ب). جاء في (أ) العمل الميداني في المنطقة 2 وشمل تنقيب أربعة مقابر. وجاء في (ب) العمل الميداني في المنطقة (3، جبل ابن لعبون) الذي بلغت فيه القبور أكثر من 320 قبراً صنفها الباحث في سبعة عشر نمطاً وقدم وصفاً لكل نمط. ثم تحدث عن القبور التي قام بحفرها في ذات المنطقة والتي بلغ عددها 21 قبراً، فوصف المكونات المعمارية لكل قبر، الداخلية والخارجية، كما وصف المعثورات إن وجدت. وخصص الفصل الرابع لدراسة عمارة المقابر، وبعد المقدمة تحدث عن اختيار مكان القبر ومادة البناء وأشكال أماكن الدفن، وبناء الجدار المحيط، وبناء جدران أماكن الدفن وحشوات المصاطب، وحشوة مكان الدفن، وبناء المدفن. وتحدث في الفصل الخامس عن الدراسة المقارنة للعمارة جاء فيه حديث عن التنقيب وأشكل المقابر الخارجية وأشكال المقابر الداخلية وطريقة الدفن. وفي (ب) تحدث عن الدارسة المقارنة للمعثورات الأثرية شمل مسح المعثورات والعظام والأدوات الحجرية والكسر الفخارية والخرز والمعادن وعظام الحيوانات. وفي الفصل السادس جاء وصف المعثورات والنتائج والخاتمة. ثم ثبت بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية والصور الجوية والرسوم والخرائط واللوحات والأشكال والمخططات، وقوائم بالصور والرسوم والخرائط واللوحات والأشكال والمخططات.

أما المجلد الثاني فقد جاء في ستمائة وسبعين صفحة تقع في جزاءين، خُصص الجزء الأول لدراسة القناة في أربعة فصول، الفصل الأول احتوى على تشخيص الدراسات السابقة للقنوات في مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية. أما الفصل الثاني فكتب عن القنوات في المملكة العربية السعودية، وقدم لها بتوضيح اهتمام الإنسان بالماء في القديم، وبعد ذلك استعرض ما يعرف عن القنوات في المناطق: القصيم، فالمدينة المنورة، فالجوف، فمكة المكرمة، فالشرقية، فالرياض، مبيناً أنواع القنوات ومصادرها وأماكن انتشارها. وخصص الفصل الثالث لدراسة قناة عيني فرزان، فبدأ بكيفية حفر القناة، ثم دخل في دراسة مجرى قناة عيني فرزان مبيناً طُرق حفر مهابطها وواصفاً مادة بناء رقابها. ثم تحدث عن إدارة الماء موضحاً كيفية توزيعه وطرق المحافظة عليه وحمايته وصيانته. بعد ذلك قدم دراسة مقارنة وساق أدلة متعددة لتاريخ القناة. أما الفصل الرابع فقصره على وصف المهابط الذي اشتمل على وصف مفصل بنوع المادة والشكل والقياسات ودرجة الطول وخط العرض لمائة وخمسين مهبطاً.

والجزء الثاني من المجلد الثاني فخصص لدراسة الفخار الذي تم جمعه من امتداد مجرى القناة ومن تل يقع في الطرف الشرقي للمهابط موضوع الدراسة. وقد اشتمل هذا الجزء على خمسة فصول، خصص الفصل الأول منها للدراسات السابقة للأواني الفخارية المكتشفة في منطقة الرياض، وثانيها تحدث عن تصنيف مجموعة الأواني الفخارية ليضعها في ثلاثة أصناف هي: الفخار غير المزجج، والفخار الملون، والفخار المزجج، وثالث الفصول احتوى على دراسة للسمات التقنية للفخار متضمناً البنية والمادة المضافة والصناعة والشواء والإنهاء الخارجي والزخرفة. ورابع الفصول خصص للدراسة المقارنة والتاريخ، فقارن الباحث الكسر الفخارية المتميزة بنظائر لها في مواقع في شبه الجزيرة العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة. ثم دخل الفصل في مسألة التاريخ للمادة الفخارية وللقناة في ضوء ما توفر من أدلة عن طريق المقارنات التي تمت في النقطة السابقة، وتوصل إلى أنه يوجد في مجموعة الأواني الفخارية ما يمكن أن يعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام خصوصاً كسر الأواني التي تحمل المثلثات المحفورة داخلها إذ سبق أن عُثر على هذا النمط في مقابر الفاو وفي مقابر موقع السيح في الأفلاج وفي موقع الخضرمة في الخرج فوجوده في المقابر يؤيد تاريخه إلى ما قبل الإسلام، كما تبين له من دراسة المادة الفخارية أيضاً انقطاع استخدام القناة بعد العصر العباسي الذهبي أي القرن الثالث الهجري إذ لم يُعثر على أي مواد فخارية مميزة يمكن أن تؤرخ بالفترة الفاطمية على سبيل المثال أو المملوكية. ورجح أن يكون إحياء تلك القناة حدث بعد ذلك الانقطاع، بعد القرن السابع الهجري عندما بدأ إحياء المستوطنات في وسط الجزيرة العربية، واستمر استخدام القناة حتى الدولة السعودية الثالثة مع تعطله خلال أزمنة مختلفة. وذكر الباحث أن هاري سنت جون فيلبي قد وقف على مجموعة من العمال كانوا يعملون في تنظيف مجرى القناة وإعادة جريان المياه عندما آلت ملكيتها للإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود الذي أمر فيلبي عام 1918م أن يمر بقرية السلمية في الخرج وهو في طريقه لوادي الدواسر، وأن يكتب إليه بما وصل إليه أمر إعادة تأهيل القناة، وهو الأمر الذي ذكره فيلبي في مقاله المنشور عام 1918م عن طريق مكتب المفوضية الإنجليزية في القاهرة، ثم أعيد نشره في المجلة الجغرافية البريطانية عام 1920م، ثم ضمّن في كتاب فيلبي (قلب الجزيرة العربية) المكون من مجلدين عام 1922م، وقد ترجم إلى اللغة العربية مؤخراً.

أما الفصل الخامس من الجزء الثاني من المجلد الثاني فقد اشتمل على وصف حرفي للكسر الفخارية التي بلغ عددها 551 قطعة، وصِفت كل كسرة وصفاً كاملاً شاملاً عن نوع الوعاء الذي تنتمي إليه الكسرة، ولون العجينة، وأنواع المواد المضافة، ودرجة تماسك العجينة، والإنهاء الخارجي لكلا السطحين، ونوع الزخرفة على كلا السطحين، ونوع الصناعة، ونوع الشواء، ودرجة السمك ودرجة الصلابة. كما ضُمن هذا الفصل نتائج كلا الفصلين، وجاءت النتائج في عشر نقاط فيما يخص القناة، وست نقاط فيما يخص الفخار، وتركزت على استخلاص الحقائق التاريخية والثقافية والحضارية من مادة الدراسة إلى جانب إبراز أدلة استند إليها الباحث من أجل التاريخ المقترح لاستخدام القناة وفترات عمرها وفترات تعطيلها بالاعتماد على أنماط الأواني الفخارية وما توحي به من هيكل زمن.

تلا ما مر الخرائط، والصور، والمخططات، والأشكال، والمصادر والمراجع العربية، والمصادر والمراجع الأجنبية، وقائمة الخرائط، والصور، والمخططات، واللوحات، والأشكال.

وبحسب أكثر من آثري ومختص فإن هذه الدراسة بمجلديها تضيف بعداً غير مسبوق لتاريخ وثقافة المملكة العربية السعودية عامة ومحافظة الخرج خاصة وتؤكد وجود حضارات قبل خمسة آلاف من اليوم الحاضر حضارات عرفت البناء والتجارة والزراعة والإنتاج، بل تبدو من خلال بقاياها أنها كانت على مستوى عال من التقدم. كما أكدت هذه الدراسة على أن المحافظة كانت معبراً لتجارة الجزيرة العربية وسوقاً تلتقي فيه القوافل الجنوبية بالشمالية والشرقية بالغربية. فمن خلال تنوع كسر الأواني الفخارية عرف أن هناك واردات وصادرات من المحافظة وإليها. وأضافت هذه الدراسة معلومة تفيد بأن الإنسان عرف نظام القنوات للتغلب على مظاهر الطبيعة وشح المياه مستخدماً إياها في جلب المياه من مصادر بعيده إلى حيث يعيش ويزرع ويدير حياته اليومية.

هذا العمل الكبير يجب أن لا ينتهي الحديث عنه دون الإشادة والإشارة إلى دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز والذي لا يتوقف دعمه وتشجيعه ورعايته عن كل عمل يوثق تاريخ وآثار وطننا الغالي، وشكر آخر لدارة الملك عبد العزيز الجهة التي عملت بامتياز في خدمة تاريخ هذا الوطن وفي كل المحاور من خلال جهود أمينها العام معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وشكر وتقدير لمؤلف هذا العمل الدكتور عبد العزيز الغزي على تفانيه وخدمته لمحافظة الخرج الغالية.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة