Sunday  30/01/2011/2011 Issue 14003

الأحد 26 صفر 1432  العدد  14003

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

وثقت الأمراء والوفيات في البلد وخارجه ورصدت العملات وتحدثت عن عمل المرأة!!
وثائق الغاط... ستة مجلدات وألفا وثيقة شملت مسيرة ثلاثة قرون من تاريخنا المحلي

رجوع

 

كتب - محرر الوراق

ستة مجلدات هي حصيلة الموسوعة التي نشرتها مؤخرا مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية، ومن إعداد الباحث النشط فائز بن موسى البدراني الحربي، وتضمنت وثائق الغاط القرية والمدينة ثم المحافظة (الآن)، وهذه الوثائق وإن كان ظاهر عنوان الموسوعة التي تشملها (من وثائق الغاط) إلا أنها جاوزت حدود الغاط الجغرافية لتشمل الكثير من البقاع القريبة والبعيدة عن الغاط، لتكون هذه الموسوعة شاملة لتاريخ نجد بأكملها بل وتتجاوز ذلك إلى أماكن أخرى من الجزيرة العربية، ويكفي القارئ أن يعلم أن هذه الوثائق بلغت ألفي وثيقة ليعرف حجم الجهد المبذول في إخراجها.

القائم على هذا العمل هو مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية والتي تمثل الغاط مسقط رأس مؤسسها الراحل، كما أن مؤلف هذا العمل الأستاذ فائز الحربي له جهود كبيرة سابقة في جمع الوثائق المحلية مما جعلته مؤهلا بامتياز لإعداد هذا العمل، وهو ما اتفق عليه مدشنو هذا الكتاب.

وأما هذا العمل فقد احتوى عشرات الموضوعات المهمة، نذكر منها:

الحياة السياسية (أمراء الغاط):

تصور هذه الوثائق بدقة الحياة السياسية والأوضاع الأمنية لسكان المنطقة من خلال الإشارات الموثقة للأحوال الاجتماعية والسياسية وما يتعلق بالحكم المحلي.

كما أن مضامين تلك الوثائق من قوانين ومكاتبات تتعلق بأخبار الحروب أو الاضطرابات تقدم لنا صورة أكثر وضوحاً عن الأحوال الأمنية في تلك المناطق خلال مدة البحث.

ومن ذلك على سبيل المثال أن بعض هذه الوثائق تكشف عن معلومات مهمة تتعلق بأمراء الغاط، من ذلك: أن الأمير على الغاط قبل سنة 1124هـ كما جاء في وثيقة بخط الشيخ أحمد القصير (ت 1124هـ) هو: حسين بن أحمد بن عبدالله السديري، وجاء في الوثيقة المؤرخة سنة 1183هـ أن أمير الغاط حينئذ كان: سليمان بن حسين السديري، وجاء في الوثيقة المؤرخة في (18-10-1224هـ) أن تركي بن محمد السديري كان نائباً للإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد على بلدة الغاط، مما يعني أنه كان أمير الغاط آنذاك، وجاء في الوثيقة المؤرخة في 22-4-1242هـ وصف أحمد السديري بعبارة: حال كونه أميراً على الغاط.

وهذه الإشارات الوثائقية لها دلالات تاريخية مهمة لم تشر إليها المؤلفات التاريخية حسب ما اطلعنا عليه منها.

الحياة الاجتماعية والاقتصادية ونشاط السكان:

فعلى سبيل المثال فإن الوثيقة (1-4-1265هـ-مج1) تفيد أن سعر ثلاثين وزنة تمر ريال واحد، كما تعرض لنا الوثائق صورة واضحة عن نشاط السكان الذي كان يتمحور غالباً في الزراعة والتجارة والرعي والجمالة، وكذلك نوعية البضائع وأنواع المزروعات: التي غالبها القمح والذرة والبرسيم والخضار، ومن الأشجار: النخيل والأثل والتين والأترج والليمون والقطن.

كما تفيد الوثائق كثيراً في معرفة دور المرأة في النشاط اليومي للسكان، ومشاركتها في الحياة الاجتماعية، وأهم الأعمال التي كانت تقوم بها، وقد اتضح من خلال الوثائق الواردة في هذا الكتاب أن المرأة كانت تمارس البيع والشراء، وتملك العقارات، وتقوم بدور بارز في الزراعة، ونظارة الأوقاف وتنفيذ الوصايا (انظر الوثيقة: 1210هـ، والوثيقة 1250هـ - مج34).

ولذا فإن الوثائق تعطينا صورة دقيقة وواضحة عن حياة الناس في زمن محدد وموقع محدد. الحياة الفكرية والدينية والمذاهب الفقهية السائدة:

تصور الوثائق السلوك الديني السائد في مجتمع الغاط تصويراً صادقاً وأميناً. ومن أمثلة ذلك ما جاء في الوثيقة المؤرخة سنة (1240هـ- مج1) تقريباً، حيث تعكس حال التدين الشديد للناس مع بساطة وانفتاح ورغبة في عمل الخير وبذل الإحسان للفقراء والمحتاجين ولأهل البلد عموماً.

أعلام القضاة والفقهاء وأئمة المساجد:

تحوي هذه الوثائق رصداً دقيقاً ومهماً لأعلام القضاة والفقهاء وأئمة المساجد في منطقة الغاط على مدى ثلاثة قرون تقريباً، والسبب أن القضاة والفقهاء وأئمة المساجد أكثر ممارسة للكتابة من غيرهم في تلك الحواضر والأرياف البعيدة عن مراكز العلم والتمدن.

وعلى سبيل المثال؛ تعطينا الوثائق معلومات قيمة ومهمة عن قضاة المنطقة خلال مدة البحث، ومن ذلك ما يلي:

- تفيد الوثيقة المدونة قبل سنة 1124هـ، والتي يعتقد أنها كتبت في حدود سنة 1220هـ أن إمام مسجد الغاط آنذاك هو: عبدالله بن عيد.

- تفيد الوثيقة (11-1283هـ- مج19) أن عثمان بن علي بن عيسى كان قاضي سدير من قبل الإمام حينئذ، ويقصد بالإمام آنذاك عبدالعزيز بن محمد.

وتفيد الوثيقة (1-8-1288هـ) أن إبراهيم العتيقي كان يقضي في سدير آنذاك.

وتتص الوثيقة (1297هـ - مج11) على أن عبدالعزيز بن صالح بن مرشد كان قاضي سدير في تلك الفترة.

- وتنص الوثيقة (28-3-1312هـ) على أن عبدالرحمن بن محمد بن منيع كان إمام مسجد الجامع بالغاط. وتفيد الوثائق (1-7-1329هـ) و(27-12-1333هـ) و(21-4-1338هـ) على أن الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري كان قاضي سدير حينذاك.

وفيات الإعلام والأعيان:

ومن من أهم المعلومات التي تسجلها الوثائق بدقة هي حفظ أسماء الجدود والأعيان في منطقة الغاط، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: تشير الوثيقة المؤرخة سنة 1183هـ إلى وفاة محمد العميري، بالزبير، وتشير الوثيقة المؤرخة في (4-6-1282هـ) إلى وفاة تركي بن محمد بن حسين السديري في تلك السنة.

- تشير الوثيقة (6-1329هـ) إلى أن موضي بنت عبدالله بن حمد بن رزق قد توفيت قبل أختها تركية.

- تشير الوثيقة المؤرخة في (7-10-1330هـ) إلى وفاة محمد بن عبدالعزيز الجمل.

- تشير وثيقة مؤرخة في (1330هـ) تقريباً، أن عبدالعزيز بن عبدالله المنصور قد توفي قبل حرب المجمعة، والمراد: حرب المجمعة الأولى سنة 1300هـ.

- تشير الوثيقة المؤرخة في (25-3-1331هـ) إلى وفاة علي بن محمد بن جبرين.

- تشير الوثيقة المؤرخة سنة (1335هـ-16) إلى وفاة سليمان بن محمد بن رويشد في الكويت.

- تشير وثيقة مؤرخة في (16-1-1347هـ) إلى وفاة الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود.

- تشير الوثيقة المؤرخة في (1-7-1358ه) إلى وفاة عبدالله بن محمد بن حميِّد.

- تشير الوثيقة المؤرخة في (5-4-1366هـ) إلى وفاة عدد من أهل الغاط في السنة نفسها، منهم: ناصر أبانمي، وعبدالله بن فوزان الحمد وأخيه أحمد، وفوزان السليمان، ومحمد العلي العبدالله، وعبدالكريم الأحمد، وناصر الوهيب، وأحمد الخميس، ومحمد بن فجر، ومحمد السليمان الماجد.

اللهجات المحلية والمراحل التي مرت بها:

تقدم الوثائق المحلية مجالاً واسعاً للباحثين في المجالات اللغوية ودارسي اللهجات المحلية والمراحل التي مرت بها اللغة في منطقة البحث.

وتتميز لغة الوثائق أيضاً بما تحمله من مفردات عربية وعبارات شرعية ربما لم تعد مستخدمة اليوم في المكاتبات الشرعية، ولا شك أن في دراستها إثراءً للبحوث اللغوية والقضائية.

كما أن من أهم المجالات التي تتيحها دراسة لغة الوثائق موضوع الدراسة مراحل ضعف اللغة العربية وبداية تفشي العامية الكتابية، وتباين اللهجات في منطقة الغاط، وهذا موضوع يهم دارسي الشعر العامي وتحديد بداياته عن طريق تتبع اللغة المحلية المكتوبة وليس من خلال القصائد العامية التي أفسدها الرواة بالتناقل الشفهي، فلم تعد مصدراً موثوقاً لدراسة الألفاظ العامية وتحديد بداية ظهورها.

العملات النقدية المتداولة:

ومن الجوانب التي يمكن ملاحظتها من خلال هذه الوثائق على سبيل المثال ما يلي:

- أن أشهر العملات المتداولة في الغاط خلال القرنين الهجريين الثاني عشر والثالث عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر، هي: الأحمر: عملة عثمانية كانت متداولة في الحجاز وبعض مناطق الجزيرة العربية أثناء الحكم العثماني، والريالات الفرنسية: وهي العملة النمساوية، والريال الفضة، والزر: وهو عملة عثمانية تم تداولها محلياً ساد استخدامها في العصر العثماني، وخاصة في مناطق شمال الحجاز ونجد وغيرها.

تحقيق الأنساب ومعرفة تسلسل الجدود:

تعد الوثائق والمكاتبات الشخصية من أدق المصادر وأكثرها حيادية فيما يتعلق بمعرفة تاريخ الأسر وأنسابها، فهذه الوثائق لم يكتبها مؤرخ يحكمه مَيْل مُعَيَّن، ولم يُقصد بها إثبات النسب أصلاً، وهذا ما يعطيها الحيادية المطلوبة، وقد تحدثت وثائق الغاط عن هذه الموضوعات ومن ذلك:

- تشير الوثيقة المؤرخة في حدود سنة (1240هـ تقريباً-مج3) إلى قرابة بين محمد آل علي وحمد الحديثي صاحب الحصون.

- تفيد الوثيقة المؤرخة في (1270هـ) أن محمد بن حسين السديري له من الأولاد: تركي ورقية وحصة، وأن زوجته هي: سارة بنت محمد البدر.

ويستفاد من الوثيقة المؤرخة في 1319هـ) أن أحمد السديري (الأول)، توفي عن أولاده: محمد وعبدالمحسن وتركي وعبدالله وعبدالعزيز وعبدالرحمن ونورة وسارة وطرفة، وأن عبدالله وعبدالعزيز وتركي وطرفة توفوا من غير عقب.

- ونصت الوثيقة المؤرخة في (15-6-1324هـ- مج11) أن إبراهيم العبدي ساكن المذنب، من قرابة آل جبرين أهل الغاط.

- تفيد الوثيقة المؤرخة في (27-7-1332هـ) أن عبدالله بن محمد بن عثمان له من الأبناء: علي ومحمد وعثمان.

توثيق المصاهرات ومعرفة الأمهات:

يعد هذا الجانب من أكثر الجوانب التي توثقها المكاتبات المحلية، وتقدم عنها معلومات ثرية ومفيدة جداً في معرفة الأمهات والأخوال، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

- تفيد الوثيقة (1223هـ-مج7) أن زوجة سليمان بن رزق هي: لطيفة بنت علي بن راجح، وتفيد الوثيقة (1-8-1288هـ) أن زوجات عبدالعزيز بن علي الحصين هنّ: رقية بنت عبدالعزيز بن علي، وغثوى بنت بويتل.

دراسة الكتابة والمراحل التي مرت بها:

من خلال الوثائق الواردة في هذا الكتاب أمكن التعرف على أشهر نسَّاخ الوثائق في بلد الغاط وما حولها خلال القرون الثلاثة الماضية، وفيما يلي قائمة بأسماء بعضهم مرتبة حسب تاريخ الوثائق المكتوبة بخطهم، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر.

سليمان بن محمد بن علي: (1150-1200هـ).

إبراهيم بن سليمان بن علي: اشتهر في الكتابة في آخر القرن الثاني عشر الهجري: (1183هـ - 1199هـ).

مقحم بن تركي السديري (1200هـ - مج 19) - (1220هـ).

أحمد بن ناصر الصانع: من أهل المجمعة: (1240هـ).

محمد بن عبدالله آل جمل: من أهل القرن الثالث عشر الهجري: (1245-1282هـ).

عثمان بن عبدالعزيز بن منصور، من مشاهير علماء نجد (1246هـ).

إبراهيم بن سيف: قاضي الرياض ثم سدير (11-1246هـ).

عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالجبار (قاضي سدير): (1245-1265هـ).

عبدالله بن علي السديري: من أهل القرن الثالث عشر: (1263-1292هـ).

عبدالله بن حسين بن فدَّاغ: من أهل القرن الثالث عشر: (1266-1300هـ).

زيد بن عبدالله الناصر: اشتهر في الكتابة في آخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر: (1280- 1322هـ).

عبدالرحمن بن محمد بن منيع: اشتهر في الكتابة آخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر: (1298 -1313هـ).

صالح بن راشد آل علي: من أهل القرن الرابع عشر: (1311-1364هـ).

عبدالله بن سليمان بن علي: اشتهر بالكتابة في النصف الأول من القرن الرابع عشر: (1322- 1351هـ).

محمد بن عبدالله بن إسماعيل: اشتهر بالكتابة في الغاط بعد انتقاله إليها في الربع الثاني من القرن الرابع عشر: (1324-1337هـ).

محمد بن عبدالرحمن بن منيع: اشتهر في الكتابة في النصف الأول من القرن الرابع عشر: (1327-1340هـ).

عبدالمحسن بن عبدالعزيز بن منيع: من أهل القرن الرابع عشر: (1336- 1370هـ).

راشد بن صالح بن راشد آل علي: من أهل القرن الرابع عشر: (1344- 1354هـ).

سليمان بن محمد آل إسماعيل: من أهل القرن الرابع عشر: (1354- 1357هـ).





 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة