Tuesday  01/02/2011/2011 Issue 14005

الثلاثاء 28 صفر 1432  العدد  14005

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نردد كثيرا مقولة إن (التاريخ يعيد نفسه)، وهاهو يفعلها ويعيد المشهد ذاته للسنة الثانية على التوالي في إغراقه ل جدة ودون رحمة يغمرها بالمياه حتى أصبحت بالكاد تتنفس تحت الماء، أعاد المشهد تقريبا بنفس السيناريو

ربما غير موقع الكارثة قليلا لعله أراد أن يقول إن كل أحياء جدة وشوارعها تصلح أن تكون مسرحا للحدث الفاجعة! ولكن هل البشر من يمنحونه فرصة الإعادة! الإجابة للأسف نعم، هناك بشر يتعاونون أو يتواطؤون مع التاريخ ليعيد أحداثه المؤلمة! وبدون أخطاء البشر وأفعالهم سيظل التاريخ مجرد أرقام في (الرزنامة)! الأربعاء الماضي (عروس) البحر الأحمر كسرت قارورة عطرها بكت وناحت وصرخت وأطلقت صرخات الاستغاثة خرجت بثياب الفزع والهلع عندما شاهدناها على الشاشة لم تكن هي العروس التي نعرفها! خرجت علينا عجوزا أوهنها العوز ساح المكياج الذي طلت به وجهها لعدة سنوات فبدا لنا وجه لم نكن نحب أن نراه! جدة التي كانت (غير) ماذا حل بها ويحل بها لتصبح أيضا غير؛ ولكن ليس بمعنى المديح كما كانت تعني العبارة! جدة التي كانت طوال عمرها متصالحة مع الماء يحضنها فتغفو على شاطئه، انقلب الماء عليها وحشاً ضارياً يفتك بها وبمن يسكنها! في يوم الأربعاء كانت جدة على موعد مع الفزع والغرق والموت والفيضانات وحالات الاحتجاز الجماعية. ورغم هذا فإن الثقة بأميرها خالد الفيصل لاحدود لها الذي جاء ليجد داء مستفحلا وفسادا قد ضرب أطنابه ولكن من لها إذا لم يكن خالد الفيصل؟! نعرف أن المسؤولية ليست سهلة والكارثة التي أصابت الناس لا يمكن السكوت عنها ولا عن المتسببين بها، وسيضل هذا الملف ساخنا ومثيرا للأسئلة فحتى الآن لا أحد يعرف كيف ستتم معاقبتهم! في مرة تغرق جدة نجد كل عناصر المشهد موجودة، الماء والمكان والدمار والغرقى والقوارب والموت وأصوات الاستغاثة، لكن الغائب الأكبر عن هذا المشهد هم المتسببون، لذلك يظل المشهد ناقصاً ولكي يكتمل فلابد أن يعرف المواطن من الذين تسببوا بحدوث الكارثة، خاصة بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأعاده إلى الوطن سالما معافى والذي أمر بتقديمهم بمسائلتهم وإنزال العقاب بهم، وهذ أمر في غاية الأهمية فهو سيعمل أيضا على ردع من يفكر بإغراق المواطنين في بحيرات الشوارع وتدمير بيوتهم وزرع الحسرة في قلوبهم سواء في جدة أو أية مدينة أخرى! وإذا كانت الكارثة عادت للمرة الثانية مكشرة عن أنيابها فمن غير المقبول أبدا أن يسمح للتاريخ أن يقول للمرة الثالثة بأعلى صوته «مشهد غرق جدة»

alhoshanei@hotmail.com
 

مشهد غرق جدة كلاكيت ثاني مرة
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة