Wednesday  02/02/2011/2011 Issue 14006

الاربعاء 29 صفر 1432  العدد  14006

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ماذا بعد..؟

هو ذا السؤال الذي يردده إخوتنا في مصر..

ماذا بعد الخروج من مخابئ صمتهم.. لبراحات صوتهم..

لتعبيرهم بكل لغاتهم، حناجرهم دون أن تبح..

وأيديهم دون أن تكل.. وأقدامهم دون أن تتوانى..

بدموعهم وضحكاتهم، ...وإن لم يحن موعد التفافهم على طاولات الفرح بعد...

مما جاء عنهم حول هذا المنعطف الكبير والمهم في تاريخهم، أنهم شعروا بقربهم من بعضهم..

بعد أن أخذت الحياة بهم نحو مطالبها، وانشغلوا بأفواهها، وانغمسوا بعيداً عن بعضهم بأنفسهم، نسي الجار جاره، وعم الشتات بينهم وبين أقربائهم، ونام الآكل المطمئن منهم عن الجائع القلق فيهم، وأنَّ من أمراضه المحتاج بينهم، واستكان لرفاهة المكتفي منهم..,

جاء أربعاء الخامس والعشرين من يناير 2011، بكل زخمه، وعنفه، وامتلاءاته بالفزع والخوف والاضطراب،... وبكل شُحه .., وقسوته، ومستلباته، ليعيد للأعضاد في أجسادهم أن تتناكب كتوفها في شوارعهم وأزقتهم وحاراتهم، وللظهور فيها أن تشد بعضها، فالجيوب في آخر الشهر خاوية، والاحتياجات مسجلة في قوائمها، تنتظر خمسة أيام أخر من الشهر لتعبأ الجيوب بدخلها، قل أو كثر، فقد تعودوا أن يسد رمقهم، ويقي الحاجة الملحة لهم، لكن البنوك مغلقة، والبيوت خاوية، والصدور للموقف مشرعة، فما الذي حدث..؟

عاد الجار, وجار الجار, والساكن القريب، وابن الشارع المتاخم، من في أعلى العمائر، أو ابن الحارة القريبة لبعضهم، عادوا يتعارفون بنبضهم، يتكاتفون لأزرهم، كاسات الشاي تجمعهم، وأرغفة الخبز تلمهم، والوجوه السمراء بروي النيل تقربهم، بوحنطة ترابه في سحناتهم، نبض عروقه فيهم.., ..

تذكروا بعضهم، استلهموا وشائجهم.. فتوحدت في ساعات العسرة أبواب بيوتهم، وأرغفة خبزهم... وقطرة مائهم..

رب ضارة نافعة،...

ورب منفعة كامنة..

بعثها الأربعاء المصري للسطح بتظاهرة أبناء النيل في أنحاء مصر..

درس جديد أعاد للناس قربها من بعضها، ولمها على لقمة في الشارع, تزجها النساء في قفف الخوص من نوافذ المباني لأيدي المتضافرين على قلب واحد..

فالأزمات محكات..

والأزمات ليست كلها خسارات،...

فلرب كامن حين تنقض فوهته، يسبل بعذب روي من عسل وماء..

وماذا بعد هذا الدرس الذي علمهم أربعاؤهم الخامس والعشرين من يناير 2011 إخوتنا في مصر....؟

ستجيبنا أحداث مصر القادمة بما ستخرجه لهم بعد فوهة ذلك الأربعاء...!

وسنستمر نخصهم بدعواتنا.

 

لما هو آت
من فوائد الأزمات...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة