Thursday  03/02/2011/2011 Issue 14007

الخميس 30 صفر 1432  العدد  14007

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يحجم بعض المسؤولين عن التعاطي مع الصحافة لقاءً وتصريحاً، وأخبارهم تأتي شحيحة مقتضبة تدلي بها الدرجة الثالثة أو الرابعة من المساعدين، ويتخذ بعضهم منهجاً أو مبدأً بعدم إجراء لقاءات صحفية أو الظهور على شاشات التلفزة للحديث عن مؤسسته وبرامجها وقراراتها حتى وإن كانت ذات مساس مباشر بالمواطن الذي يريد أن يعرف ما له أو عليه تجاه أنظمة هذه المؤسسة؛ فالواجب يؤدى والحق ينال، ولا أكثر من هذا، وبعض منهم إذا وجد نفسه محاصراً بتساؤلات الصحافة؛ يصدر ما يسمى بالبيان الصحفي وهي ردود عامة اختارها هو وعدد من مساعديه حول مسائل تم تداولها بين الصحافة والجمهور، ويرسل البيان إلى عدد من الصحف وغالباً ينشر في يوم محدد، في محاولة للإجابة على ما يراد استيضاحه أو ما يرغب هو بيانه سواء رضي به الجمهور أو لا، المهم عنده أن لا يواجه الإعلام بكل صيغه وأدواته وفنونه، ويبدو أن هذه الطريقة تعود لأسباب عدة منها: أن مثل هذا المسؤول ليس عنده ما يكفي من مبررات تقنع الجمهور بما يتخذه من قرارات أو عدم اتخاذ ما يلزم من قرارات، أو عدم الجرأة للظهور المباشر أو المقابلة المباشرة لقلة خبرته في فن الحديث والتخاطب والحوار حتى وإن كان عالماً ملماً بتخصصه ووظيفته وأنظمتها ولذلك فهو يبتعد عن المواجهة المباشرة ولا يسمح لمساعديه بالحلول مكانه أمام الإعلام وهذا بدوره يعود لمبررات خاصة لدى هذا المسؤول قد يكون من بينها صرف الأنظار عنه إعلامياً أو كما يقال: استقطاب الأضواء دونه وتسليطها على غيره من وكلاء ومدراء عموم، فيعمد إلى تدوين الرد أو البيان الإعلامي المكتوب ودفعه إلى الصحافة تاركاً للجمهور التعليق مجدداً والنقاش مطولاً ثم يرصد ما يمكن أن يرشح عن ذلك لتتم دراسته داخل المكتب وقد يستفيد منه لردود لاحقه بعد أن تتم تعديلات وتصويبات على قرارات سبق اعتمادها ليأتي البيان التالي ليقول للجمهور: عجباً كيف تقولون كذا وكذا ونحن بالفعل كنا قد اجزنا وقررنا واعتمدنا هذا وذاك.. هذا النهج يتبعه بعض المسؤولين في أقطار عدة وليس حصراً على بلد أو منطقة بعينها، وربما كان المسؤول في ذلك يميل للحذر المبالغ فيه أو مقدمة لعدم التراجع عن قرار أوقول يصدر منه، وفي رأيي أن القرارات المدروسة بعناية لا تحتاج لتردد أو تراجع، وإن حدث -ومن النادر أن يحدث- وهو للصالح العام فلا ضير في ذلك فالتصحيح أفضل بكثير من الإبقاء على خطأ خشية القيل والقال حين التنبيه إليه بالتصحيح فالعقلاء يدركون ذلك ويساعدون على نشر الحق والصواب، ودحض الأقاويل والشائعات، والمسؤول الواثق من أدائه وهدفه ومنهجه لا يتردد من مواجهة الإعلام والصحافة وهو بالتأكيد فإنه بذلك لا يدعي العصمة من حدوث تقصير أو خطأ، ويؤمن أن أضواء الإعلام ستُبين ذلك ليتم استكمال ما يجب استكماله خدمة للأهداف السامية وما جعلوا من أجله في تلك المناصب.

 

نشرات صحفية بلا مواجهة
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة