Thursday  03/02/2011/2011 Issue 14007

الخميس 30 صفر 1432  العدد  14007

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

شَعْرَنَةُ التَّارِيخ
اعتدال الذكرالله

رجوع

 

منذ يومين انتهيتُ من قراءة قصيدة «ملحمة الحُسين» للشَّاعر اللبناني المسيحي «جُورج يوحنا شَكُّور «وقد أثارني فيها إسقاطه الأحداث التاريخية على النص الشِّعري وتوظيفه التراث بأسلوب فنِّي مُعتَّق بالشَّاعرِيَّة التي تختلف عن بولس سلامة في ملحمته «الغدير» والتي نظم فيها الأحداث نظما أكثر منها شعراً.

ومن المعروف عند المتتبع لحركة الشِّعر العربي القديم أنه قد واكب حركة الفتوح الإسلامية وسجل انتصاراتها ودون مآثر البطولة فيها، ولذلك فإن الشعر من هذا المنطلق قد استطاع أن يخلد التاريخ ويكسبه شهرة مستفيضة دون محاباة.

فَمَن منا لم يسمع بمعركة عمورية التي خاضها الخليفة العباسي المعتصم ضد الروم بعد أن خلدها أبو تمام في بائيته المدهشة تلك القصيدة الطويلة التي نضَّدها في واحد وسبعين بيتا وهي ملحمة محكمة النسج قوية الأسلوب قالها الشاعر في حالة انفعال وتأثر وإعجاب فجاءت زاخرة بالمشاعر نابضة بالصدق الفني والعاطفي.

ومما لاشكَّ فيه أن الشِّعر قد تمكن من أن يفرض سيطرته على مجرى التاريخ إبان تفاقم الحوادث ولذلك يعد مصدراً من مصادر التاريخ الهامة لا يستغني عنه المؤرخ الذي ينشد الدقة والموضوعية في تأريخه..

واستطاع شُعراؤنا المُعاصرون أن يستقوا ذلك النَّفَس الإبداعي التاريخي الفني المثير للانتباه إلى رسالة الشِّعر وأهدافه النبيلة التي من شأنها أن تساعد الغير على حفظ الوقائع التاريخية والتأمل في الأحداث وعظمة الرموز القيادية عبر ذكر صفاتهم ومواقفهم بعبارات شعرية بليغة اللغة رقيقة اللفظ مموسقة المعنى.

ومن هذا المنطلق تتواجد لدينا في أدب الأطفال الكثير من الأراجيز الشِّعرية والأهازيج التي يترنم بها الأطفال فيما يخص تاريخنا الإسلامي التليد وفي المدائح النبوية وتمجيد وقائع الشرع المُقدَّس بأساليب فنية ظريفة تقرِّب الفكرة للذهن وتجسدها عبر الكلمة.

وجدير بالذكر أن أقرب تلك الأشعار إلى النفس وأسهلها في الحفظ وأكثرها انتشاراً وتناقلاً بين الجماهير ما تتمازج فيها اللغة الشِّعرية بالواقعية والفنية التخيلية بالمصداقية ومن منها يثير الروح ويلامس الوجدان بعيداً عن الأسلوب النظمي العلمي التنظيري.

- الأحساء

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة