Thursday  03/02/2011/2011 Issue 14007

الخميس 30 صفر 1432  العدد  14007

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

بناءً على طلب الشعر
فهد بن علي العبودي

 

رجوع

 

قرأت قصيدة أستاذي الكريم أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد المنشورة في هذه المجلة يوم الخميس 16-2-1432هـ بعنوان (مرسوم تحريضي على الشعر)؛ فكانت هذه القصيدة (بناءً على طلب الشعر)...

عفوًا أخا القيثار والنغمَهْ

حسبي ونىً، لا تعْطِني لطمَهْ

ماذا جنيتُ لكي تعنِّفني

وتذيقني صابًا من النقمَهْ؟

لا تحرموني من دلالكمُ

إن الدَّلالَ صنوفه جمَّهْ

بعضُ الدلال يحط صاحبهِ

والبعض قد يُذكي به الهمَّهْ

بالأمس دلَّلني فذلَّلني

لقياده الأعشى وذو الرمَّهْ

حتى عَرَجْتُ إلى العلاء وقد

جاورتُ في أفق العلا نجمَهْ

فاعجبْ لمن سلُسَتْ مقاوِدهُ

ذلاًّ، وجاوز في الفضا شُمَّهْ

إن شاء أرسلني كعاصفةٍ

تذرو الوهاد وتقصِف القمَّهْ

أو شاء أنعشتُ النفوسَ هوىً

ونشرتُ نفحَ الزهرِ كالنسمَهْ

ولكَمْ جنى من حنظلي ثمرًا

ومضى يُجَرِّعُ خصمَهُ سُمَّهْ

ولربما نفحتْ قريحته

مني شذاً يسبي من اشتَمَّهْ

أو شاء نضَّدني لغانيةٍ

عِقدًا، يحاكي حسنُها نظمَهْ

أو صاغ ألفاظي بقدرته

فخرًا - إذا ما شاء - أو حِكمَهْ

ولكم جرى نهري بفيض رؤىً

فيكم فبَلَّلَ ذائقٌ فهمَهْ

ولكم هديتُ بحكمتي لُكَعًا

فمشى بمشعلها ولم يعمَهْ

من قبلُ أعتقتُ الحطيئة من

بئر قضى في قعرها حُكمَهْ*

ألقى به الفاروق فانطفأتْ

نارٌ به قد أشعلتْ إثمَهْ

فبكى وأطلق آهة بلغتْ

أفق الرجا تستمطر الرحمَهْ

حتى انثنى الفاروق يمنحه

عطفًا وطبَّبَ بالرضى غمَّهْ

أما تميمٌ قد شفعْتُ له

عند الأمير وقد جلا سهمَهْ**

ألهمتُهُ غُرري فباحَ بها

حتى تناسى حينها جُرمَهْ

فعصمتُه من بطش مُعْتصمٍ

جلَّ الذي قد ساقني عِصمَهْ

واليومَ ويح اليومِ أرهقني

من نائبات زمانكمْ أزمَهْ

قد ألحقوا بي من فنونهمُ

فنًّا، كفاني فنُّهمْ وصمَهْ

نَثَر الكلامَ وظنه طربًا

وهِمَ الدعيُّ فصدَّقوا وهمَهْ

لما بدا لي شكله سَمِجًا

أنكرتُ منه رسْمَهُ واسْمَهْ

نسبوه لي ظلمًا وواعجبي

منهم فلستُ أباه أو أمَّهْ!

أمسيتُ مضمار المُشاة فما

من راجلٍ إلا وقد أمَّهْ

من ذا يُدلِّلني ويحفظني

منهم؟ وأين العهدُ والذمَّه؟

ما كنتُ أحسب أن تُعنِّفني

فلطالما أطربتَ بي أمَّهْ

وأشدُّ ما يلقى الكريمُ أذىً

لما يرى من خِدْنه شتمَهْ

هلا زجرتَهمُ أخا طربي

ونقلتَ عني للورى كلمَهْ

كثر الألى زعموا مجانستي

(ما كل بيضاءٍ تُرى شحمَهْ)

إن صِحْتَ تدعو من يُعَنِّفني

فلسوف تسمع من صداه: مَهْ

* إشارة إلى قصة الحطيئة عندما هجا الزبرقان بن بدر، فسجنه عمر -رضي الله عنه- في بئر، فقام يستعطف عمر بأبيات إلى أن عفا عنه واستتابه.

** هنا إشارة إلى قصة تميم بن جميل الخارجي، حين قبض عليه المعتصم، وقدّمه ليقتله، فلما مثُل بين يديه استنطقه، فتحدث تميم بكلام جميل معتذرًا، ثم أعقبه بأبيات رائعة يستعطف بها المعتصم، فقبل منه، وعفا عنه.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة