Thursday  03/02/2011/2011 Issue 14007

الخميس 30 صفر 1432  العدد  14007

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

عش نورس
قمر واحد في السماء .. ضياؤه ملأ العالم
ميرفت عبد الرحمن السحلي

رجوع

 

للشعر وقع المرافئ في البحر الغريب.. فالذات الشعرية مغروس ليلها بصقيع خالٍ من الدسم والتهذيب.. والزمن اللاهث قطار يمر على أرياف زماننا؛ يسحق الصبر والغناء على مهل، يعلقنا في دهشة الليل وقد نذر وجوهنا لانعقاف الأسئلة.

القصيدة الومضية تتعدد تسميتها: (اللقطة، التوقيعات، الهوامش) لكنها بالنهاية - كسمكة تذرف بحرًا - جنس أدبي متماشٍ مع لغة العصر معطياته واحتياجاته؛ فهي خلاصة صافية لتراكمات عديدة في النصوص الشعرية.. تعبر عن لحظة شعورية مكثفة بحيث تخلق حقلاً من الدلالات والإيحاءات والقراءات أكبر من كلماتها القليلة، هي القصيدة التي تلتقط بكلمات معدودة المعنى وتبنى بأقل عدد من المفردات نصًّا متكاملاً، ذي فكرة مركزية واحدة، وبتفسيرات متعددة الاتجاهات، ومن الطبيعي أن تحظى الشاعرة السعودية بالانطلاقة في هذا المضمار؛ حيث إنها من عمق الموروث الإبداعي ابنة الكلمة.. تقول الشاعرة (هدى الدغفق): «النصوص نموذج لإبداع يسعى أن يكشف الستار والمستور وأيضًا عن وضع المرأة وإبداعها في السعودية، حيث إنها الطرف الأكثر كمونًا وتخفيًّا وتمردًا وتأملاً. أرادت أن تحرر ذاتها من باطنها الذي أثقلته تقاليد مجتمعها المحافظ». ومن اللاتي قبضن على هذه الومضة (الشاعرة فوزية أبو خالد) ومن قصائدها قصيدة (المكيف) «من يخالني ألطِّف الجو - لا يعلم شيئًا عن تجرعي - لكل تلك السموم التي - لا تتركني إلا وقد جربت - كل أنواع البكاء».

القصيدة الومضة لا تعني ادعاء تأسيس جنس أدبي جديد، أو تيار من تيارات الحداثة واستيرادات الغرب كما يبدو، أو انبعاث شكل شعري مغاير؛ (فأبو العلاء المعري) دليل كافٍ عندما ترك على قبره البيت الشهير: «هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد».

ملفوظات هذه القصائد قليلة لكنها مكتنزة دلالات عدة وإيحاءات خصبة تتخلق، وما بين مشاعرها ووعيها حركة بؤرية مكثفة تنمو، تتمدد، تكشف سرًا خبيًّا مع كل قراءة جديدة دائم الإنتاج والتخلق..

(الأنطولوجيا).. الكينونة والعدم: لقد تعقدت الحياة، ومارست علينا ومضاتها - ألم يكن القلب مضغة بحجم الكف ويحمل حزنا بكم عويل السنين؟، ألم تكن العبارة الوجيزة (s.o.s): أي - نداء السفن الغارقة (أنقذوا أرواحنا) - بمدلولاتها وضوئها القاسي المكثف كحزمة من أشعة الليزر، جارحًا كنصل خنجر أكثر ثَقبًا من تاريخ كل السفن المحتضرة؟ - ومع الأسئلة الوجودية للعالم المركب بشخوصه ورموزه كان التجريد إحدى خواصها بتحويل المؤثر من صورة إلى مفهوم، ومن دال إلى مدلول ماكينة لا تتوقف عن مطر المعاني: أيقونات (هيلدا إسماعيل) «أحدٌ.. لن يَعْرِفَني- لَم أَعُدْ أَنْتَحِبْ - جِراحيَ..كُلَّما اتَّسَعَتْ -.. جَرَّتْ صَمْتَها»، (هدى الدغفق) قي التفاف: «الساعةُ صحوٌ بعد النوم - تُوقِظني الساعةُ ….ثم تنام». بحث دائم عن الذات المتورمة بعوالم شتى تضج تحت الجلد كي تخرج للشمس.

- الإسماعيلية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة