Friday  04/02/2011/2011 Issue 14008

الجمعة 01 ربيع الأول 1432  العدد  14008

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تعددت الوسائل الإعلامية التي تنقل الأحداث حال وقوعها، وأحياناً كثيرة تؤثر هذه الأحداث في عقلية الإنسان، وينساق خلفها معتقداً أنها تمثل الحرية التي يبحث عنها كل إنسان، وهذا التفكير جانَبَه الصواب؛ فالإنسان الواعي العاقل المدرك يعلم جيداً أن كل ما يخالف الفطرة .....

..... الفطرة البشرية وواقع تكوين الإنسان هو مخالف للحرية؛ لأن كل تخريب هو ضد الحرية، وأن كل انفلات أمني هو ضد الحرية، وأن التمرد على الدين والعقيدة هو ضد الحرية، وكل ما يخالف الشرع والتعاليم الدينية هو ضد الحرية، وأن كل ما يتعارض مع المفاهيم الصحيحة للحياة السوية هو ضد الحرية، وما يدعو ويحرض على سفك الدماء والقتل والانتحار هو ضد الحرية، وأن مخالفة القوانين والأنظمة هو ضد الحرية..

إنَّ التعاليم الإسلامية تؤكد أن حرية الرأي هي ثمرة رئيسة للإيمان الحق، وإن حرية الفكر تتيح التدبر الذاتي في غير توجيه من مؤثرات خارجية، وقد جعل القرآن الكريم حرية الرأي والجهر به وتعميمه بين الناس أساساً من أسس الاجتماع على الحق في قيام الأمة والحفاظ عليها وتمكنها من وحدتها لجلب الخير والفلاح، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران آية 104) كما أن سماحة الإسلام تشرع لحرية الرأي؛ لأنها حق مباح من حقوق المسلم بل هي واجب، حتى أنها اعتُبرت لترقى إلى سُلَّم المقاصد الشرعية، وهي بلا شك مقصد ضروري من مقاصد الشريعة؛ لأن النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ربَّى أصحابه على حرية الرأي، وكان يجمع الصحابة لحل قضية من القضايا، ويطلب منهم آراءهم فيها، ويلح عليهم في الطلب؛ لأنه يدرك أن حرية الرأي هي المناخ الصالح الذي يتربى عليه العقل ويرتقي إلى المراتب العليا؛ فحرية الرأي سبب رئيسي في تربية العقول، ولا يمكن أن يسمى الإنسان حُرًّا ما لم يملك العقل الذي يستطيع التمييز من خلاله بين الشر والخير، من هنا فإن المجتمع المتحاب المتماسك مدعو إلى تنمية العقل والتفكير السليم وعدم التأثر بمن يخربون أوطانهم بأيديهم؛ لأننا أمة نرفض التقليد الأعمى الذي يمارَس بغير علم ولا هدى ولا كتاب.

إنَّ تنمية روح المسؤولية العلمية المستمدة من الكتاب والسنة أمر ضروري لمعرفة الاتجاهات والأفكار، ومعرفة كل الطرق المؤدية إلى الخير أو إلى الشر؛ لذا علينا أن نتعامل مع كل ما تعرضه الوسائل الإعلامية من منظور عقلاني نميز به بين الخطأ والصواب.

 

حرية الرأي
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة