Friday  04/02/2011/2011 Issue 14008

الجمعة 01 ربيع الأول 1432  العدد  14008

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

استكمالاً لموضوع الأسبوع الماضي ونماذج النقد في مجتمعنا بشكل عام وفي مجال الفنون على وجه الخصوص، وسلبية أخرى أطرحها عليكم، أو ربما تكون إيجابية لشيوع النقد والانتقاد في مجتمعنا، ألخصها في المثال الآتي: أخبرتني إحدى زميلاتي بأنه ضمن إحدى الأنشطة في مجال الفنون الموجَّهة إلى الفتيات كان من أهداف البرنامج أو النشاط إكسابهن عدداً من المهارات، ومنها مهارة التفكير الناقد من خلال سماع آرائهن بعد رؤية العمل، وكان مثار استغراب زميلتي هي تلك القدرة العالية التي أبدتها الفتيات في سرعة اكتساب هذه المهارة، أو بالأحرى وجودها لديهن مسبقاً، لا لشيء إلا لأن مجتمعنا متشبع بحب الانتقاد ويربي أبناءه عليه ويكسبه تلك المهارة بحرفنة عالية.

وإن كان إعطاء النقد بإسهاب وفي المقابل الإقلال من الثناء أو المديح يُعدّ طبيعة بشرية عامة، وليست خاصة بنا وحدنا، فالشائع أن نرى أي زبون في أي مدينة كانت عندما يدخل متجراً ما، ويجد معاملة راقية، يخرج دون أن يُفكِّر مثلاً في أن يبعث بخطاب شكر إلى الجهة المسؤولة، وحتى لو خطرت له تلك الفكرة فسرعان ما تتبخر لحظة خروجه من المتجر، حتى ولو كانت الخدمة التي تلقاها تفوق المتوقع أو المتعارف عليه. والعكس صحيح؛ فعندما يجد الزبون إخفاقاً ولو بسيطاً تجده يسارع في تقديم الشكوى، التي قد تحمل المبالغة وربما بعضاً من الكلمات (المؤذية)!.

وربما تكون الأهمية الكبرى في النقد بشكل عام هي في دوره في الإصلاح، وفي مجال الفنون البصرية نقصد إصلاح حال وشكل ومضمون الفنون، بمعنى أن تنتقد عملاً لينتج فنان آخر أفضل منه، أو ننتقد أسلوباً ليقوم الفنان بدراسات لتطوير أسلوبه، أو ربما ننتقد نشاطاً؛ كي يتحسن أداء الجماعة التي تقوم به، وتكون جهودهم فاعلة من خلاله، أو ربما يكون النقد بقصد نخل الحراك بمن فيه؛ كي نُبقي على الأفضل. والهدف في النهاية أن تكون نتائج النقد إيجابية وتصب في المصلحة العامة، لا لإسعاد شخص على حساب الجماعة.

أخيراً.. إبداء الرأي متاح للجميع، ومهارة التفكير الناقد مهمة جداً، ويجب دعمها وتحفيزها، دون إغفال توجيهها بشكل إيجابي ومنهج عقلاني، أما النقد المتخصص فالأحرى أن نتركه لأهله ومن يمتلك أدواته، واللهم جنبنا الوقوع ضمن الفئة المؤذية التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها في النار.

 

إيقاع
النقد.. الانتقاد.. والإيذاء (2-2)
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة