Saturday  05/02/2011/2011 Issue 14009

السبت 02 ربيع الأول 1432  العدد  14009

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

1- هل تعتقدين أن انتفاضة تونس يمكن أن تحمل فيروس العدوى للعالم العربي؟ (تسألني مراسلة البي بي سي). فأجيب:

أولاً, دعيني أقدم تصحيحاً مصطلحياً بسيطاً وهو أنه يصعب تسمية ما جرى في تونس بنفس المصطلحات التي استنفذت أغراضها وارتبطت بموقف سياسي يختلف ذاتياً

وموضوعياً عما جرى في تونس وقد يجري في مواقع أخرى من العالم العربي. فما جرى بحسب متابعتنا غير البعيدة (شكراً لثورة الاتصالات) ليس مجرد انتفاضة محدودة في إمكانياتها على وضع لا قبَل لقوى الانتفاضة بمواجهته مواجهة متكافئة كانتفاضة الحجارة الفلسطينية على سبيل المثال في وجه المؤسسة والآلية العسكرية لدولة الاحتلال الصهيوني. ولذا فإنه يصعب وقد سبق الشارع التجارب الوطنية السابقة الركون إلى المسميات القديمة، ولا أظن إلا أننا بحاجة إلى اشتقاقات لغوية جديدة تجاري ما يجري على أرض الواقع وتستلهم منه ليس فقط مصطلحات غير مستهلكة، بل لا تتردد في فتح اللغة لآفاق اكتشاف طاقاتها الكامنة. وفي هذا فإن التجربة التونسية فيما لو اتسعت عربياً، وهذا أمر متوقع نظراً لتشابه ظرف البؤس العربي الذي يستدعي خروجاً على شروطه القاسية في حق الإنسان العربي العادي بما يعيشه من حالة اغتراب في وطنه, تتطلب من المفكرين العرب في شتى مجالاتهم المعرفية وخاصة مجالات المعرفة الاجتماعية والسياسية والثقافية الانغماس في التجربة لتعلمها وللحاق نظرياً بمستجدات الواقع. فإذا كان الشرط العلمي في العلوم الاجتماعية هو تطوير التنظير في ضوء الواقع والعكس، فإن تجربة تحرك الشارع العربي تبسط حالة ميدانية للفكر والنظرية ليطور نفسه بالاشتباك الإيجابي مع هذه التجربة لتعلم أبجديات العمل الوطني الجديد واستلهامها نظرياً ولغوياً للتوصل إلى مواقف نظرية وفكرية جديدة، تستطيع أن تستوعب ما يحدث لتقدم له قراءة رؤيوية تؤصله وتعقلنه.

2- الحمدلله أن وهب الله جيلنا عمراً لنعيش ولو بالمشاهدة مشهد الثورات التي تفتقت عيوننا على ضوء القراءات عنها من ثورة الغار التي مثلتها الرسالة المحمدية إلى ثورة الأنوار التي انطلقت من فرنسا في مشتراكات التوق الإنساني للحرية والكرامة والعدل واللقمة الحلال، بعد أن فقأ عيوننا سقوط شعارات ثورات الخمسينات والستينات والسبعينات الواحد تلوى الآخر بعالمنا العربي, بما كاد أن يحول في جيلي على الأقل الحلم بالتحولات إلى مستحيل رابع أو سابع.

3- شعب مصر يستعيد مصر من الظل، ويعيد شمسها على الخارطة العربية وعلى الشاشات العالمية. فبعد أن جرت بشكل منظم محاولات جر مصر بعيداً عن موقعها التاريخي الطليعي وإدخالها في معزل قطري يسلمها لشروط الجيرة الجائرة للاستعمار الإسرائيلي الاستطياني على أرض فلسطين، فهاهي مصر كما جاء بجريدة الإندبيندنت اللندنية تعيد النظر فيما تعرض له دورها التاريخي من بطالة وتسريح بعد مرحلة كانت مصر بوصلة العالم العربي.

4- أخوض معركتي الذاتية مع ظرف طارئ خاص بما يكاد يغير عاداتي المتأججة التي لا تهدأ عادة في العلاقة مع الواقع ومع ما حولي وبمن حولي, إلا أن تزامن هذا الظرف الشخصي مع حالة الغرق في مدينة طفولتي جدة ومع حالة الاشتعال الوطني الحارق بمصر يجعلني أرفض الانسحاب من المشهد المشتهى. فمن يرضى بالنزول عن السفينة وقد فار التنور إلا أولئك الهالكون الذين ليسوا من أهل نوح.

5- تخوض طالباتي معركتهن البحثية الذاتية الفذة مع دراسة أطروحة الإصلاح بالمجتمع السعودي دراسة نظرية ميدانية من منظور علم الاجتماع، فأجد نفسي كشريكة مباشرة في العمل وكمشرفة عليه متورطة إلى ما فوق حبال رقبتي في الذود عن المشروع بكل قطرة من وقتي الراكض ضدي.

6- في مطار الرياض في مطار لندن في بهو الفندق في صالات الانتظار بالمستشفيات تشتعل الشاشات وهي تطالع شباب مصر يكتب تاريخاً جديداً لشباب الألفية الثالثة شباب يقود ولا يقاد علها شرارة أولى لتغيير وجه التاريخ عربياً وعالمياً بأدواته التقنية المبتكرة.

7- الإدارة الأمريكية الاتحاد الأوروبي.. الخ، لا يبدو من خوفهم من قيادات جديدة في العالم العربي لا تسير في هوى الأرباب بأنهم يستوعبون مطالب الشارع المصري فيحاولون ترميم الخراب، أم من يده في النار فلا يريد أقل من الخروج على الخراب.

8- لكل الشرفاء من الزملاء والمسؤولين والأهل والأصدقاء الذين وقفوا ويقفون بجانبي ويساهمون معي في الكتابة على لوح مفاتيحي فصلاً كفاحياً جديداً في حياتي..

شكر عميق لازلت أبحث له عن كلمات.

9- كان بودي أن أكتب هذا الأسبوع ولعمر قادم، ولكن معذرةً فيدايا مشغولة بالدعاء.

 

ويكليكس شخصي 2- -
د. فوزية عبدالله أبو خالد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة