Sunday  06/02/2011/2011 Issue 14010

الأحد 03 ربيع الأول 1432  العدد  14010

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يبدو أن لدينا أزمة تخطيطية كبرى في وزارة التربية والتعليم، حيث إن الوزارة عاجزة عن وضع تقويم دراسي تلتزم به، فرغم إعلان تقويم دراسي لعدة سنوات إلا أن ذلك التقويم أصبح صوريا حتى وإن التزم ببدايته ونهايته فإنه يتم تفريغه من الداخل، كما حدث هذا العام بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية حيث إن التقويم يشير إلى إجازة أسبوع بين الفصلين الدراسيين لجميع الطلاب إلا أن الوزارة وكرماً منها جعلت ذلك الأسبوع يمتد لمدة شهر لطلاب المرحلة الابتدائية. وضمناً هي بعثت رسالة للمراحل الأخرى بأن هناك ثلاثة أسابيع محجوزة للاختبارات والتحضير للاختبارات. ماذا بقي من الفصل الدراسي؟

المملكة تعتبر من أقل الدول في فترة الدراسة، وبهذه التغييرات التي حدثت هذا العام أصبحت دراسة طلاب المرحلة الابتدائية حوالي 57 يوما فقط، أو حوالي ثمانية أسابيع فقط. يتخللها إجازة عيد الأضحى ونعلم أن الطلاب لديهم طبيعة التأخر في بداية الدراسة وبداية الإجازات وعليكم الحساب كم يوما بقي للدراسة الفعلية. وعلينا مقارنتها 73 يوما دراسيا للفصل ببريطانيا و98 يوما بالنسبة لكندا و100 يوم للفصل الدراسي بأستراليا. لماذا لا يواصل طلاب المرحلة الابتدائية دراستهم حتى نهاية الفصل، بغض النظر عن اختبارات المراحل الأخرى؟ لم يعد الأستاذ قادراً على تخطيط المنهج بشكل مثالي، وإنما وبرغم قصر المنهج نجده يلهث يريد إنهاءه خلال شهرين فقط، كما أن ولي الأمر لم يعد قادراً على تخطيط حياة أسرته لأنه قد يفاجأ بتقليص مدة الدراسة أو بالإجازات العرضية الممنوحة بما فيها تلك التمديدات في الإجازات التي أصبح الكل يتوقعها بداية كل عام دراسي أو كل إجازة رسمية.

نريد تقويماً يلتزم به. نريد أن نسأل طالما المنهج هكذا صغير، لماذا الضغط على أبنائنا وبناتنا في أداء الواجبات بشكل يومي وعدم منحهم الفرص الكافية للإلمام ببعض الدروس بحجة الوقت؟ لماذا نشتكي من ضعف تعليمنا ونحن نهدر كل هذا الوقت في إجازات رسمية وغير رسمية؟

مع إلغاء الاختبارات ووجود التقويم والجميع فيه يجتاز المراحل الدراسية وتقليص مدة الدراسة وتقليص حجم بعض المناهج الأساسية، لم نعد نعلم قيمة تعليمنا بالذات الابتدائي، وهل يستطيع الطلاب إنهاء المهارات الأساسية في الكتابة والتعبير والرياضيات والتفكير والعلوم مثلهم مثل أقرانهم في الدول المتميزة تعليمياً؟ أم أن الهدف أصبح إنهاء المنهج والعام الدراسي بغض النظر عن المخرج النهائي للمهارات الأساسية؟ هل يوجد قياس موضوعي تطمئننا به وزارة التربية على جودة تعليمنا الأساسي بدءاً من التعليم الابتدائي مقارنة بدول العالم المتقدم؟

حتى الإجازات الطارئة مثل التي حدثت بسبب هطول الأمطار في أكثر من منطقة لا ندري كيف يتم تعويضها أم أنها مجرد اقتطاع من المنهج وحذف، دون قياس لأهمية ما يحذف وتأثيره على مخطط المنهج العام للسنة الدراسية وللمرحلة التعليمية بصفة عامة؟ لأن ما يصدر هو تعليمات إجازات دون إيضاح كيف يتعامل المعلم مع المنهج المقرر خلال تلك الإجازة الطارئة، هل يحذفه أم يعوضه؟ وكيف؟

تذكرني إجازات التربية والتعليم بما حصل في الدوري السعودي حين أوقف دوري زين لفترة طويلة فتوقف اللاعبون عن المباريات ثم فجأة أخذناهم إلى بطولة قارية فكانت النتائج الهزيلة التي يعرفها الجميع، لأن لياقتهم واستعدادهم لم يكن جدياً ولم يصل لمستوى الآخرين المنافسين لهم.

ارتجال القرار وعدم فهمه للأبعاد التربوية والعلمية و اللياقية هو سيد الموقف في كلا الحالتين، فلندعو الله ألا يكون مصير طلابنا مستقبلاً كمصير منتخبنا بكأس آسيا.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
التربية وأزمة الإجازات
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة