Monday  07/02/2011/2011 Issue 14011

الأثنين 04 ربيع الأول 1432  العدد  14011

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

كشفت الأحداث التي شهدتها تونس، والتي تدور الآن رحاها في مصر، عن المعدن الحقيقي للدول، الذي ظهر بوضوح في تعاملها مع أحداث مصر؛ فكبير إيران (الخمينية) لم يُخفِ شماتته بالرئيس حسني مبارك ونظامه، وظهر ناهياً عن فعل كان قد ارتكب أفظع منه في قمع الانتفاضة الخضراء في إيران.

أما الحليفة الكبرى لمصر (الولايات المتحدة الأمريكية) فقد أظهرت الأحداث أنها أمثالها من (الحلفاء) لا يتعاملون إلا مع الأقوياء، وأما ادعاءات الديمقراطية وحقوق الإنسان فما هي إلا (مقبلات) تُقدَّم قبل الوجبة الرئيسية أو بعدها، لا يهم؛ فالمهم أن تُستثمر لما تريد أمريكا تحقيقه في ذلك البلد.

أمريكا، وهي في هذا الأمر لا يهم أن يحكمها بوش أو أوباما، كانت تقدِّم نفسها وإدارتها على أنها حليف لمصر وللرئيس مبارك، وقد ورَّطته في اتخاذ كثير من المواقف والقرارات، لعل من أكثرها إيلاماً على مصر ومبارك هو تشديد الحصار على غزة.

الآن حرصت واشنطن على (القفز من السفينة قبل أن تغرق).

هكذا تعاملت أمريكا مع أحداث مصر؛ فقد نافست تصريحات وبيانات الأمريكيين بيانات وشعارات المتظاهرين في ميدان التحرير، التي أظهرت أن واشنطن تطالب مبارك بسرعة الرحيل والتنحي عن السلطة. ولكن، وبعد أن أظهر الرئيس حسني مبارك قدرة على الصمود والمواجهة، وبدأ يتعامل مع الأحداث بطريقة توسع من دائرة مؤيدي بقائه حتى يستكمل مدته الدستورية، وتقديمه حزمة من الإصلاحات المتدرجة؛ ما أعطى انطباعاً بأن الأزمة في طريقها للحل، بدليل أن الأحزاب المعارضة، بما فيها (الأخوان المسلمون)، فضلاً عن قادة الشباب المحتجين قد قَبِلوا التفاوض مع نائب الرئيس، ومع بدايات التهدية والقبول التدريجي للمواطنين للحلول والإجراءات التي اتخذها الرئيس حسني مبارك، بدأ التراجع الأمريكي يظهر بوضوح، واختفت كلمة (الآن)، وحلَّت بدلاً منها (بقاء الرئيس مبارك يساعد في انتقال سلس للسلطة).

ما هذا؟.. كيف يحصل هذا التبدُّل لدولة كان لها آلاف الجواسيس والمتخصصين والباحثين، ومنهم كثير من المصريين الذين كانوا يؤسسون لديمقراطية الفوضى الخلاقة بأموال المساعدات الأمريكية التي تذل بها المصريين؟.. أين ذهبت أبحاثهم..؟!!

إنّ الأبحاث والدراسات لا يمكن أن تغير نهج وطبع السياسة الأمريكية التي لا حليف لها إلا إسرائيل، وأنها مع النظام القوي، وإن أصبح مهدَّداً بالرحيل فإن أول المغادرين للسفينة هم الأمريكيون.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
أول المغادرين للسفينة الأمريكان
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة