Monday  07/02/2011/2011 Issue 14011

الأثنين 04 ربيع الأول 1432  العدد  14011

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

كنت أضع يدي على قلبي.. وأنا أتابع وأتأثر وأرى مشاهد العنف والسلب وضياع الأمن والاستقرار في مصر الغالية.. مصر التي لا تستحق ذلك من أبنائها.. بل الصحيح بعض أبنائها.. أدنى عمل يؤثر على أمنها وحاضرها ومستقبلها واقتصادها..

لقد استعدت حروفاً.. وأنا أتابع المشاهد المؤلمة كتبتها ذات سفر إلى مصر المحروسة.. وأنا أستشعر مكانها في رواق القلب، ومكانتها في مورق الوجدان..

إن مصر حبة القلب.. بؤبؤ العين.. وفلذة الكبد..

هي مصر الحب والحسين.. والأزهر وخان الخليلي..

مصر الفكر والعروبة..

مصر عمرو بن العاص.. وصلاح الدين..!!

مصر بكل هذه المعاني المضيئة.. والوشائج الأصيلة.. هل نستطيع أن ننساها أو نسلو عنها.. إنها شرايين راسية في قلوبنا كأهراماتها.. متدفقة الهوى في وجداننا كجداول نيلها..

نحن لا نستطيع - كأمة عربية - أن ننفصل عنها.. وهي - كقلب نابض - لا تستطيع حتى محاولة الانفصام عنا.. وهل يصير الدم ماءً.. وهل يستطيع توهج الحب أن يصبح بقايا رماد؟

جسر عميق من الوفاء..

ذلك الجسر الذي تمتدُّ على حوافه حبات قلوبنا لتعانق تضحيات مصر.. وبساطة العم (مدبولي).. وهو ينغِّم مواله الصعيدي في أحد أحياء القاهرة.

لقد كانت (مصر) على مدى تاريخها وفية معنا.. فهل ننسى أن أبناءها أسهموا في تعليمنا.. وفي علاج مرضانا.. وفي تشغيل مصانعنا.. ولا يزالون على الوفاء لنا ومعنا.. مصر نحبها ليس لظلها الظليل.. ونيلها مروي العليل.. لكن نحبها لأنها ضحت من أجلنا.. وقدمت (100) ألف شهيد من أبنائها من أجل فلسطين.

يا مصر..

إنني عربي أقف على غصن أخضر.. وأغني على مزمار وفائي.. مع شاعرك وشاعري العربي..

عانقت فيك النخيل السمح دانية

قطوفه.. وحصرت الأملد الخضلا

وعاشق في حواشي النيل ذو وله

يهدي إليك الهوى والشوق والقبلا

(مصر) أهرامات من العطاء.. وفيض من الوجد.. هي بعض نبضنا.. وحقول المحبة لا يمكن أن تصبح حرائق من الكراهية.. تماماً مثلما لا تستطيع منائر النور أن تتحول إلى خرائب من الظلام..

لكم يشجينا ما رأينا من بعض أبنائك.. وهم يخرِّبون بيوتهم بأيديهم، ويمزجون ماء نيلك بدماء إخوانهم، ويهدمون اقتصادهم بقنابلهم.

مصر العرب والإسلام لا تستحق ذلك من أبناء نيلها.. فوِّتوا الفرصة على من يريدون النيْل من مصر العظيمة.. سيان من بعض أبنائها أو أعدائها..

آمنوا أنه ليس بالعنف والتخريب والنهب تحققون ما تريدون لبلدكم العظيم..

حفظ الله وطني.. وحمى مصر المحروسة..

فاكس 4565576

hamad.alkadi@hotmail.com
 

مصر المحروسة ... حماها الله وحفظ وطني
حمد بن عبدالله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة