Monday  07/02/2011/2011 Issue 14011

الأثنين 04 ربيع الأول 1432  العدد  14011

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

وفي صبيحة يوم من أيام الشتاء 16-2-1432هـ قد جادها الغيث وبرفقة أخي الشيخ عثمان بن حمد الحقيل والدكتور يحيى بن عبدالعزيز الحقيل وقد كان السير من الرياض صباحاً في جو ملبد بالغيوم عبر الخط السريع الذي يعج بالحركة ويضج بالنشاط وحركة السيارات والمسافرين من الرياض إلى سدير والقصيم وكان المطر رذاذاً يتساقط من أحداق السماء قطرات تعمنا بعذوبته ومنظره حيث يبلل هام الشجر مردداً قول الشاعر العربي:

الأرض قد كسبت رداء أخضرا

والطل ينثر في رياها جوهرا

وتوجهنا صوب منطقة (سدير) الزاهرة والحافلة بالمواقع والمعالم التاريخية والجغرافية التي استثارت خيال الشعراء وأوحت بروائع شعرية حبروا فيها القصائد وتغنوا بهذه المواطن والمرابع المليئة ببصمات التاريخ ومن منطقة سدير خرج العلماء والشعراء والمؤرخون من أمثال ابن بشر والفاخري وابن لعبون والمنقور وغيرهم ومنذ خروجنا في الصباح الباكر ونحن نتحدث عن هذه المنطقة وتاريخها ونهضتها الحضارية فمررنا بمدينة سدير الصناعية والتي جمعت بين الجغرافيا وتاريخ المنطقة فقد كان موقع المشروع عبارة عن صحراء ومكان للصيد واليوم أصبح مدينة صناعية وبعد المرور بعدد من بلدان المنطقة لاحت لنا بلدة جلاجل وهي بلدة تاريخية قديمة ذكرها المؤرخون والشعراء حيث قال ذو الرمة الشاعر المعروف:

أيا ضبية الدعساء بين جلاجل

وبين النقا أأنت أم أم سالم

وقد أعيدت عمارتها سنة 700 وسميت بهذا الاسم من جُلجِلة الماء وهو صوت الماء القوي بعد سقوط الأمطار وتنطق بضم الجيم الأولى وكسر الثانية ووادي جلاجل هو وادي المياه المشهور الذي تجتمع فيه روافد كثيرة وقد أقيم به سد كبير وبعد الوصول توجهنا نحو منزل الشيخ عبدالله الوكيل الذي وجه الدعوة للزيارة ووجدنا في مجلسه عدداً كبيراً من أهل جلاجل الأوفياء وأعلامها الفضلاء.

وبعد تناول طعام الغداء كانت جولة لمشاهدة نهضتها الشاملة في جميع الميادين حيث لاحظنا تنفيذ عدد من المشاريع والخدمات وشق العديد من الطرق مما يدل على نشاط البلدية والمجلس البلدي وذهبنا لمتنزه الملك عبدالله الذي يشتمل على كافة الخدمات من مساحات وملاعب للممارسة الرياضية ومما يضفي الروعة والجمال على المتنزه التشكيلات الجبلية لموقعه بالإضافة إلى نافورته التي تعانق المساء بارتفاع (15) متراً كما قمنا بجولة داخل المدينة ولاحظت اهتماماً بالتراث والتاريخ كما أن المركز الحضاري يشهد تطويراً في مرافقه وكذا زيارة المستشفى الذي بناه الشيخ عبدالعزيز الشويعر وهو مبنى نموذجي يقدم خدمات صحية ثم زيارة مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وعرضوا علينا جوانب من برامجهم وفقهم الله وبعد تمضية يوم كامل في أرجاء هذه البلدة والتي حصلت في عام 1431هـ على شهادة من منظمة الصحة العالمية بأنها إحدى المدن التي ينطبق عليها مفهوم المدينة الصيحة.

وبعد قضاء يوم حافل بالنشاط والزيارات والمشاهد الخاطفة والسريعة كقصر هذا اليوم الذي أمضيناه في رحاب هذه البلدة واللقاء بنخبة من أهلها الذين غمرونا بمكارم أخلاقهم ودعناها ونحن أكثر شوقاً لها مردداً قول الشاعر العربي:

أشوقا ولما يمضي لي غير ليلة

فكيف إذا جد المسير بنا شهرا

نسأل الله أن يوفق الجميع ويحقق الآمال.

 

كنت في جلاجل
عبدالله بن حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة