Monday  07/02/2011/2011 Issue 14011

الأثنين 04 ربيع الأول 1432  العدد  14011

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

سجن الكمال

رجوع

 

خالد تحياتي لك أنا فتاة عمري 22 سنة عاطفية جدا حساسة جدا طيبة جدا لدرجة السذاجة وهذه الأمر أتعبتني لدرجة أني اشعر بالعجز فأنا لا أقدر أتخذ أي قرار لنفسي أو لغيري لخوفي الشديد مما يحصل لي بعده مترددة دائما ليس عندي شجاعة في أي مواجهة تمر بي بهذه الحياة مهما كانت ماذا أفعل أرشدني فأنا عندي إرادة وطموحات عالية لكني أصطدم بهذه الحالة أرجوك أنا متعبة جدا ساعدني.

سأبدأ معك حيث أنهيت رسالتك بقولك (أنا عندي إرادة وطموحات عالية) كلمات رائعة وجمل غاية في العظمة.... ومن يملك الإرادة والطموح العالي فلن يعجزه حل مشكلة صغيرة، واستدراك السلبيات.

وصفت نفسك بأنك عاطفية وحساسة وطيبة، وأقول ما قيمة الإنسان؟ وما هو معنى الحياة إذا كان يعيش بلا عاطفة ولا رقة ولا طيبة!؟ فالعاطفة والرقة والطيبة لاشك صفات ايجابية تجمل الشخصية وتكملها... ومع هذا يجب أن تدركي أختي الكريمة أن الفضيلة دائما ما تأتي بين رذيلتين والعاقل مثلك يعيش باتزان فلا إفراط ولا تفريط..ويبدو أن منسوب تلك الصفات ارتفع قليلا عن حده المطلوب! وإن كنت لا أتفق معك البتة فيما وصفت به نفسك (السذاجة)! و للأسف فنحن أحيانا نجني على ذواتنا عند تزاحم الأزمات وتصاعد المشاعر وقسوة الضغوطات فنجنح معها إلى التنفيس عن طريق (جلد ذواتنا) ووصفها بأوصاف مبالغ فيها من قبيل ما تحدثت به عن نفسك فكثرة محادثة النفس بمثل هذا الحديث يرسخ المفاهيم السلبية ويحيل الفكرة (الطارئة) إلى حقيقة للأسف لذا اقطعي تلك الأحاديث فورا ولا تسترسلي معها.

يا صاحبة الطموح إن انطلاقتك الحقيقية نحو فضاءات التميز والنجاح لابد أن يسبقها (خلخلة) القناعات القديمة وزرع (شك) فيها وذلك عن طريق استحضار عدد من المواقف ايجابية في حياتك وكتابتها وأسألك وأنت ذات الـ 22 ربيعا أن تعيدي النظر في تاريخك وتأملي فيه ستجدين انك قد حسمت الأمر في مئات القرارات في عموم حياتك وتملكين سجلا ابيض ناصعا من التصرفات الايجابية والانجازات (في مجال دراستك أو علاقاتك أو حياتك الشخصية) ولكن الإشكالية تكمن وفقك الله في أن تركيزك هو على زاوية ضيقة تنظرين معها لمواقف تعزز من الأفكار السلبية التي تملكتك، ومن الأمور الهامة حتى تثبتي لنفسك انك عكس ما توهمت عنها وتحرري نفسك من ضغوطات ( المثالية) وسجن ( الكمال) يكمن في عدم القفز على طبيعتك البشرية في كونك تملكين الحق الكامل في التردد أحيانا والقلق البسيط وحتى الخطأ أحيانا أخرى, وأنبه على أن تضخيم الأمور وتعظيم الأشياء إضافة إلى خشية الفشل هي المغذي الأساسي للتردد فماذا يعني لونصحت أحدا أو قلت رأيا أو أبديت فكرة ولم يكتب لها التوفيق؟ لن تخسف الأرض ولن تسقط السماء ولن تكوني حديث الناس. بل ستشكل لك هذه التجارب رصيدا في خبراتك الإنسانية مع أن الأفكار والآراء اجتهادية والإنسان يكفيه هنا شرف المبادرة والشجاعة وتبقى النتائج بيد رب العالمين، وأخيرا تدرجي في موضوع القرارات الصغيرة كاختيار ملابسك وألوانها أو نوعية الطعام التي تعدينه, وعبري عن رأيك فيما يخص رغباتك الشخصية مثل قرارات الذهاب للمناسبات أو عدمه.

ومع الأيام سيصلب عودك وتقوى إرادتك نفسك وستجدين نفسك تتخذين قرارات أكثر أهمية بلا وجل أو خوف.. أختي الكريمة وأنت صاحبة الطموح والإرادة لابد أن تؤمني بأن طريق الطموح لايخلو من عقبات وتكثر فيه العوائق ولا تغيب عنه الشدائد فلا تضعف همتك ولا تزرع اليأس في روحك بل تعاملي معها على أنها أمر طبيعي ومسلم به.. وفقك الله وسددك.

شعاع:

الشجاعة قد تكلف صاحبها فقدان حياته، فهل الجبن يقي صاحبه شر المهالك؟

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة