Monday  07/02/2011/2011 Issue 14011

الأثنين 04 ربيع الأول 1432  العدد  14011

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

القلب المحروق

رجوع

 

أخي العزيز د خالد السلام عليكم ورحمة الله, أنا امرأة أبلغ من العمر 37 سنة متزوجة وموظفة معاناتي هي بالنظر إلى الآخرين ومالديهم أنزعج جدا من أخبارهم الجيدة فإذا ما أنجبت إحداهن أو تزوجت أو ترقت في الوظيفة أو سمعت عن حسن علاقتها مع زوجها ولا ينتهي الأمر عند التفكير بل أحيان كثيرة لا أتورع عن تشويه السمعة والتقليل من نجاحاتهم وأحيانا لا أنام الليل من التفكير عانيت كثيرا د خالد افتقدت المتعة في حياتي ارجوك أريد حلا لتلك المشكلة؟

دون تمييع للقضايا أو الالتفاف على المفاهيم أو العبث بالمعاني فإن ما تعانين منه هو الحسد فلم أجد كلمة تناسب ما وصفتيه من حال إلا الحسد، وللأسف فإن الحساد أشخاصٌ هانت عليهم أنفسهم بتعذيبها بالهم والغم ونيران الحسد؟!

ورخُصت عندهم حياتهم فقضوها متوجعين منبوذين مُهمَلين محتقرين لا قيمة لهم ولا قدر؟! وأحسب أن الحسد استثمار فاشل للقدرات، وغباء وتسطيح خطير للمعتقد لما فيه من اعتراض لقدر الله وإفساد للحياة بكل معانيها الجميلة.

يقول أحد الأدباء: (ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحسود فهو في الم دائم وهم لازم وقلب هائم (ومن عدل الحسد أن الحاسد يتقلب على جمر محرق وفي الوقت نفسه يتقلب المحسود في نعمته مستمتعا بها، فهل رضيت لنفسك أن تكوني حطبا لنيران الحسد وصيدا ثمينا لذئاب الغل؟ متفرجة على مشاهد حرقك وافتراسك كل هذه السنين دون تتحركي وعموما أن تصلي متأخرة خير من ألاتصلي ! وللخلاص من آفة الحسد وفيروس الغيرة تلك خطوات عملية تطهرين بها قلبك وتصفين روحك وتحفظين دينك:

1- أن تعلمي خطورة الأمر وعظم الجناية وما سيلحق بك من خسائر في الدنيا والآخرة فالحسد ذنب عظيم بل ومن كبائر الذنوب فهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وهو في حقيقته اعتراض وعدم رضا على حكم الله والعياذ بالله لأن الحاسد إنما يكره أن يُصيب الخير غيره، ويتمنى زوالها عن المحسود.

2- تأملي في حالك وما وهبك الله من نعم لاتحصى وتعلمي فن تقدير النعم وتثمين المنح واجعلي من التوجيه النبوي معيارا لك في رؤيتك للحياة عموما من حيث التأمل في حال من هم أقل منك حالا، وما أكثرهم.

3- لاتذهب نفسك حسرات على نجاحات غيرك وتفوقهم وأنت قاعدة قد ضيعت أوقاتك ،فلاتكوني ممن ضرب الكسل أطنابه في حياتهم و مع هذا يريدون كسب المعالي بلا بذل ولا مقابل عليك بتطور ما لديك من مواهب وصفات ايجابية وبهذا ستتجدد حياتك وتتحسن أحوالك.

4- عندما تمر بك لحظات الحسد وبخي نفسك وأدبها وذكريها بعواقب الحسد الوخيمة واعملي على تقوية صوت الضمير الداخلي.

5- إذا دعت نفسك إلى دفن فضائل من فاقك وطمس صفاتهم الحسنة.. خالفيها بنشر تلك الفضائل.. وذلك باحترام وتقدير أهلها والثناء عليهم والذب عنهم في غيبتهم فردود الأفعال هذه ستكون لها آثار إيجابية على نفسيتك، وستثبتين أنك إنسانة قوية شجاعة ذكية بدحرك لخواطر الشيطان.

6- لاتذعني لحيل الشيطان بالغمز واللمز والطعن بأسلوب يغلب عليه الورع والحياد وحب الخير فأنت تعلمين في نفسك أنك تكذبين وتخادعين وتالله ماتخدعين إلا نفسك وتأكدي أن علام الغيوب مطلع عليك ويعلم ما توسوس به نفسك.

شعاع:

سُئل حكيم: مابال الحسود شديد الغم؟ قال لأنه أخذ بنصيبه من غموم الدنيا وهمومها وأضاف لهذا غمه لسرور الناس.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة