Tuesday  08/02/2011/2011 Issue 14012

الثلاثاء 05 ربيع الأول 1432  العدد  14012

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل يفترض في الإعلام أن يقود ثورة؟ أن يشارك فيها أو يكون طرفاً في صراع محلى أو خارجي؟ هل دور الإعلام صناعة الأحداث أم متابعتها ونقلها بموضوعية دون تزويق أو تخريب؟

طبعا يوجد إعلام تابع لدول، وآخر تابع لأحزاب، لكن هذا الإعلام سواء كان عبر قناة فضائية أو صحيفة أو موقع إلكتروني، سيبقى محصوراً في نطاق الموالين، ولن يحقق وصول أي جديد للمتلقين ولن يحصد أكبر قدر من المشاهدة!

في عالمنا الثالث يتم الخلط باستمرار بين وظيفة الإعلام الملتزم بالمهنية، وبين منشورات حزب أو إعلام دولة، وأجهزتها الأمنية، ومنشورات الدعوة والإرشاد الديني.

حين كانت الدول المالك الوحيد والموجه للإعلام، كان الأداء يمثل التعبئة العامة لا الإعلام.

وحين حلت الفضائيات بحث الناس عن بديل آخر ينسف ويعارض ذلك التوجيه والاحتكار الحكومي للمعلومة والخبر والرأي، وحين توسعت الإنترنت أصبح الناس هم من يقوم بالمهمة، وبالتالي الانتقال لتأثير إعلام الفرد - الإلكتروني - الحر.

بينهما تقف الوسيلة الإعلامية - الإعلامي - المهنية خارج هذا التجاذب الذي يرى الصورة كاملة ويقدمها بموضوعية، مستفيدا من تنوع المصادر والتقنية، وكلما كان مهنيا راقيا كلما تعرض لمضايقات الإعلام الرسمي، وقد يتهم بالعمالة، والخروج عن قانون دولة بلا قانون! وعندما يرفض أن يزايد على الشارع، ويفرق بين الغوغائية والشحن والمهنية، ويسمع الناس ما يريدون سماعه وحسب، فإنه محامي الشيطان في هذه الحالة، محامي الدولة.

لكن تعدد الاتهامات للوسيلة الإعلامية لدرجة التناقض في الوصف يعنى نجاحها، في طريق الموضوعية الإعلامية المتزنة لإعطاء أو نقل الصورة كما تحدث.

في أحداث مصر وغيرها، نتابع شاشات المحطات العربية، الحكومية متبدلة أو مترددة، وآخر طرائف الإعلام خرجت في اليوم التالي لثورة الغضب في مصر - أي قبل أسبوعين - بعنوان رئيسي، حول عودة الهدوء إلى الشارع المصري!، وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة وصف ما حصل في أخبار القناة الأولى، بالخطأ المهني الفادح, وقال في صفحته على الفيس بوك: إنه تم التعامل معه. الخبر طبعا نقل بالنص عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية!

قناة إخبارية فضائية تجعلك تشعر بأن القصة المصرية ستنتهي خلال ساعات وان الرئيس رحل، وتفتح رسائلها وخطوط اتصالها لتسخين الشارع، وتقدم نفسها كمشارك في الفعل السياسي، بل ومحرك له بعد إسقاط الرأي الآخر من شعارها.

أخرى تلتزم بالهدوء الموضوعي، وبإبداع لا يهمل الحقائق على الأرض، تخبرك بما يحدث بدءاً من (المواجهات) ثم (الأزمة) مروراً ب(التغير)، وتترك للمشاهد - المتلقي- أن يضع توقعاته واستنتاجاته.. وله الحق أن يعرف أكثر!

إلى لقاء

 

إعلام الدولة، إعلام الثورة.. من يعرف أكثر..؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة