Tuesday  08/02/2011/2011 Issue 14012

الثلاثاء 05 ربيع الأول 1432  العدد  14012

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

بتكليف من الأمير سلمان بن عبدالعزيز للتوسع في البحث المؤصل عن مدلول كلمة (العوجا)
دارة الملك عبدالعزيز تصدر كتاب (أهل العوجا) الذي ضم بحثاً في المدلولات اللغوية والجغرافية والدينية للكلمة

رجوع

 

فنّد معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الآراء السابقة حول مدلول كلمة (العوجا) المرتبطة بنخوة آل سعود وأهل العارض بنجد المعروفة (حنا أهل العوجا)، و(خيال العوجا وأنا ابن مقرن) و(راعي العوجا وأنا ابن مقرن) التي كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يبث بها الحماس في جيشه لرد المعتدين وينتخي بها قومه، وأرجع الباحث الدكتور فهد بن عبدالله السماري دلالتها في بحثه المستفيض الذي أصدرته دارة الملك عبدالعزيز حديثاً في إصدارها الجديد (أهل العوجا) إلى مدينة الدرعية السعودية مبيناً بالأدلة الشعرية والشواهد في كثير من قصائد شعراء في الجزيرة العربية إلى أن العوجا ذات دلالة مكانية لا علاقة لها بانتساب لخيل مشهورة تعود أصولها إلى الخيل المشهورة (أعوج) - كما قيل في تفسيرها - أو لقطيع إبل مشهور حيث يطلق على الإبل الضامر عوجا - كما استدل بعض الباحثين والمؤلفين - أو لجبل العارض المعوج التكوين - حسب ما انتهى إليه بعض الباحثين -، وأن ما قيل إنها تعود إلى وصف للملة الحنفية (لأنها جاءت لتقوّم الملة التي ابتدعها ضالون على أنها الحنفية) أو الدعوة الإصلاحية في نجد (كما وصفها جهلاً معارضوها) مجرد تخرصات أو زيادات كيدية ألصقت بشكل تعسفي لا يتفق مع حال وواقع الملة الحنفية والدعوة الإصلاحية المستقيمة في مبادئها ودعوتها، وانتهى الدكتور فهد بن عبدالله السماري إلى أن المقصود في هذه الجملة الحماسية هو مدينة الدرعية التي تقع على واد متعرج ومعوّج فسميت بالعوجا، فجملة أهل العوجا وخيال العوجا تعنيان أهل الدرعية وخيال الدرعية، وأن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ورث من أجداده مؤسسي الدولة السعودية الأولى هذه العزوى والنخوة الذين ابتدعوها واستخدمها لاحقاً أهل العارض ونجد مثلهم في ذلك مثل كل القبائل في الجزيرة العربية التي كانت لها نخواتها الخاصة لشحذ الهمم وترسيخ مباديء الوحدة بين أفرادها، ورد المعتدين، ودفع الظلم عن المظلومين، وإظهار أقصى طاقات النفس المكنونة للدفاع عن مبدأ أو عرض أو أرض، وكانت النخوة والعزوة أحد الثقافات الاجتماعية السائدة في تلك الأيام وما قبلها.

وأرجع الباحث الدكتور فهد بن عبدالله السماري أسباب بحثه إلى توجيه وتكليف من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز حيث يقول في تقديمه لبحثه في الكتاب حول مصدر فكرة هذا البحث، وتوجيه سموه له بذلك البحث: «.. يأتي هذا التوجيه ضمن ما يشرفني به دوماً سموه الكريم من أسئلة ونقاشات عديدة في جوانب تاريخية مهمة، والذي يميّز أسئلة سموه أنها تتجه نحو الموضوعات التي لم تحظ بالدراسة الكافية على رغم أهميتها، وهذا ما يثري تلك الموضوعات، ويسبر غورها من حيث البحث والدراسة والتحقيق « ويصف معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز توجيهات سموه بالبحث والتكليف العلمي فيقول في تعريفه بالكتاب: « والجانب المميز الآخر لأسئلة سموه هو أنها تنطلق من قراءاته الواسعة للعديد من المؤلفات والمصادر والمراجع، فقراءة سموه تعد بمثابة الكنز الثمين للباحثين « وأشار المؤلف إلى أن هذا الكتاب المختص بإضاءة جانب ثقافي واجتماعي للحياة في الجزيرة العربية ويهدف للرجوع إلى الحقيقة المدعومة بالأدلة الموضوعية لا الرأي القائم على الهوى والمبالغة إنما هو ثمرة من ثمرات قراءات سمو أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الناقدة والفاحصة لموضوعات عدة في تاريخ المملكة العربية السعودية.

وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز قد حسم في فترة سابقة نقاشاً صحفياً قد دار حول دلالة كلمة العوجا في نخوة آل سعود وأهل العارض في نجد التي ابتكرها آل سعود قبل بداية قيام الدولة السعودية الأولى بأنها تعود لمدينة الدرعية مستدلاً سموه بأبيات شعرية معروفة ومشهورة لشعراء تلك الفترة التاريخية حين قيام الدولة السعودية الأولى، وبمعرفته الشخصية للمعنى من خلال حياته مع والده الملك المؤسس - طيب الله ثراه - مسدلاً سموه بالأدلة القطعية مجادلة صحفية اعتمدت أغلبها على الأدلة الظنية، ليأتي هذا الكتاب الجديد توسعاً في موضوع بحث الدلالة وفتح المسار لبحوث أطول تعتمد التوثيق الموضوعي المستند على أدلة واضحة لا على الخرض والتناقل دون تمحيص وتحقيق.

واستُهل الكتاب الذي أعده معالي الأمين العام للدارة وأصدره مركز توثيق الأسرة المالكة بدارة الملك عبدالعزيز في باكورة إصداراته العلمية بالإيضاح الإعلامي لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الذي نشر حول هذا الموضوع قبل عام ورأي سموه المدعم بالأدلة الشعرية بأن المقصود بالعوجا هو الدرعية وليس شيئاً آخر، بعد ذلك قدّم الباحث الدكتور فهد السماري المدلولات اللغوية لكلمة العوجا من بطون المعاجم العربية وكتب التفاسير، ثم في الجزء الثالث سرد الباحث آراء الباحثين المختلفة التي تطرقت لمدلول الكلمة ومنهم خير الدين الزركلي والشيخ عبدالله بن خميس ومقال في صحيفة أم القرى قبل أكثر من ثمانين عاماً، والأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد عضو مجلس دارة الملك عبدالعزيز، والأستاذ عبدالله بن محمد الخيال، وقدم الباحث في الجزء الأخير من الكتاب الذي يقع في ما يقارب المائة صفحة الرأي الأرجح من خلال استعراض الآراء السابقة والمتداولة في هذا الموضوع ليؤكد أن العوجا تعني الدرعية وأن جهود السابقين من باحثين ومفكرين على ما فيها من الاجتهاد الذي يستحق الشكر أصابت المعنى اللغوي لكنها لم تعتمد الربط التاريخي والجغرافي في الدلالة فانحرفت عن المعنى الحقيقي لدلالة الكلمة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة