Tuesday  08/02/2011/2011 Issue 14012

الثلاثاء 05 ربيع الأول 1432  العدد  14012

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

داء الخرف (الزهايمر)
عبد الحميد جابر الحمادي

رجوع

 

خرج علينا في الآونة الأخيرة هذا المسمى وبات لقباً مصاحباً لداء الخرف والنسيان والتفويت في الأسماء والأماكن والذكريات، حقيقةَ هذا المرض موجود في الماضي والزمن القديم وكان السابقون يسمون صاحبه (المخرِّف) أو في مصطلح أهل العلم وخاصة أهل الحديث يسمى (يخلط الحديث والروايات) والآن يمازحون الشخص كثير النسيان والتفويت خصوصاً في الأسماء والكنى (يا الله حسن الخاتمة).

إذاً المرض قديم ومن سالف العصور والأزمنة وفي السابق كانت المواجهة له تختلف تماماً على ما هو الوضع الآن في السابق لم تكن هناك معلومات دقيقة عن المرض وليس هناك أدوية معدة لمواجهته، بل كانوا يعدون الأمر طبيعياً فطرياً ويستدلون بنصوص الآيات والأحاديث والآثار وأبيات الشعر التي كانت تحكي حال تمرحل الإنسان وتحول أطواره من حال لحال حتى يأتيه الأجل ويفارق الدنيا ضعيفاً كما بدأها ضعيفاً.

إذاً هناك عوامل وطرق وسبل لمواجهة (داء الخرف) أسّسها شرعنا الحنيف ويمكن أن تتلخص في التالي:

الطاعة والقربة

كان لدى المسلمين خصوصاً دون غيرهم من الأمم الأخرى بعض المعتقدات والثوابت التي جنوها واستنبطوها من الكتاب والسنة الدالة قطعاً على بقاء سلامة الحواس واستمرار قوتها وعطائها بما يناسب الفئة العمرية. ومن ذلك قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} ثم جاء استثناء لأهل الخير والإيمان والطاعة والإحسان فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}. والآية في ظاهرها دالة على أن الأجر غير الممنون لا يكون بالجزاء في الآخرة بل في الدنيا، ومن الدلائل التي بينتها الشريعة الإسلامية في بقاء الجوارح والحواس في حال تقدم السن وبلوغه سن الهرم هو قوله صلى الله عليه وسلم «احفظ الله يحفظك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة» والرخاء يدخل فيه مرحلة الشباب والقوة والفتوة فيحفظه الله تعالى وهو القادر في حال الضعف والهرم والكبر والحاجة.

العلم والقراءة

هناك دلائل علمية وبراهين كونية دلت قطعاً بأثر هذا العامل ومدى تأثيره في الاستمرار بعقل مملوء بالذكريات والمعلومات التي لم تتبدل تبديلاً مخيفاً، حيث إن المطالعة والتفكير يعطي الإنسان ملكة إعادة الحيوية لذهنه وتنشيطه بالتفكير والتحليل والحوار، وتبادل الخبرات والتجارب. والسبب في ذلك والله أعلم أن الأخذ والعطاء مع الناس قد يذكر الإنسان بمعلومة قد نسيها أو تذكير غيره بخبر قد حدث فهذا العامل على كل حال اشترك في اقتطاف ثمرته الإنسان المسلم والكافر والملحد لأنها عوامل طبيعية والمسلم على كل حال هو أكثر من غيره جنياً لثمار هذا العامل.

مزاولة الحركة

المشي هو رياضة الجميع التي يمكن للكل أن يمارسها ويتعود عليها، والفوائد المجنية من المشي والجري كثيرة، غير أن المهم هو التذكير بثمرتها في المحافظة على الصحة في جانب: 1- الوزن. 2- وإعادة توازن السكر. 3- وكذلك ما هو صلب موضوعنا وهو (إعادة صفاء الذهن واستمرار انتعاشه).

التسامح والعفو

التسامح فضيلة والكل يؤمن بها في شتى الشرائع والأديان المختلفة، ولكن القليل من البشر هم الذين آمنوا بقدرة هذا الشعار والخصلة على (إراحة العقل والقلب معاً) من نار الحقد وحرائق الغل التي تضعف العقل وتؤول به إلى الوراء، وتشتت عليه قواه، التسامح مبدأ ضروري للعيش بجسد سليم وذهن معافى، وعلاقته بمرض الخرف هو أن العقل كل ما أشغلته بالتوافه والعداوات يكون قد سار بخلاف المسار الذي خلق لأجله وله وهو الحياة والإبداع والإنتاج، والمجربون في ذلك هم أعلم الناس بثمرة ذلك.

alhammade9999@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة