Tuesday  08/02/2011/2011 Issue 14012

الثلاثاء 05 ربيع الأول 1432  العدد  14012

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

ومضة:

إن الأيدي خلقت لتعمل، فإن لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.

استيقظتْ باكراً في ذاك الصباح، كان الهدوء يعم المكان، والجميع يغط في نوم عميق، رددت أذان الفجر وصلت فرضها، أعدت قهوتها وخرجت إلى الحديقة، نسمات الصباح الباكر منعشة، الهواء نقي، العصافير تغرد، وسحر الطبيعة يبعث السكينة والصفاء والهدوء في نفسها.. يا له من صباح هادئ، لكنها تعلم أن هذا الهدوء سيبدده ضغط العمل والمسئوليات، كم هو تحمل مسئولية مجموعة من الموظفات عمل صعب مرهق في بعض الأحيان.. الطبائع مختلفة، والتصرفات والأفكار مختلفة ومتفاوتة.

فإحداهن: انفعالية ثائرة، ليس لها أهداف واضحة في الحياة، وبالتالي أهدافها في العمل أيضاً غير واضحة وغير موجهة، دائماً معترضة وغير راضية، تعمل مكرهة ومشمئزة وهي غير مجبرة. خير لها أن تترك العمل.

وثانية: ثرثارة، حبل السلام بينها وبين أفكارها مقطوع، كثيرة الكلام بما يهم وما لا يهم، خصوصياتها معروفة وتصرفاتها متوقعة، يحركها الفضول. لا أقول لها أن تصمت، ولكن أن تغني بصوت غير صاخب.

وثالثة: كلامها معسول، تتقن فن المجاملة كما تتقن المراوغة، تسعى للحصول على أهدافها بأي طريقة كانت، وتسعى للصعود على أكتاف غيرها، أقول لها لا تظني أبداً أن هذا يسمى ذكاءً.

ورابعة: بحبها لعملها تعبر عن حبها للحياة، نشيطة منظمة مجتهدة تسعى للتطوير واكتساب خبرات جديدة، أهدافها واضحة. أقول لها حقاً تستحقين الاحترام.

وخامسة: تعمل لحاجتها للعمل، فمسئولياتها كبيرة، ومصاريفها كثيرة، وظروف الحياة صعبة أعانها الله وبارك لها في رزقها.

وسادسة: نفسها هادئة مطمئنة، إنسانة متدينة رزينة، قليلة الكلام كثيرة العمل، لله درها ما أروعها فهي تعطي أروع مثال عن المرأة المسلمة التي تواكب الحياة بثبات وإيمان. وهذا أثر الدين على المرء.

وسابعة وثامنة...

ولكن.. مهما يكن من تصرفاتهن وأفكارهن إلا أن النفس البشرية بحر عميق، لا نرى منها إلا السطح، أما داخلها فلا أحد يعلم ما تحويه من أوحال وأشواك، أو لآلئ وجواهر رائعة.

الجانب الطيب موجود في كل نفس بشرية، قد لا نراه لأول وهلة، شيء من العطف على أخطاء البشر، ودّ حقيقي لهم، عناية صادقة بهم، كفيل بأن يكشف الخير الكامن في نفوسهم.

تنفست بعمق، ابتسمت، ما زالت رائحة القهوة تعبق، وما زالت السيدة فيروز تغني بصوتها الجبلي: (نسم علينا الهوا من مفرق الوادي...) يا له من صباح جميل، وبداية جديدة ليوم جديد.

- الرياض

 

خواطر صباحية
دانة الخياط

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة