Thursday  10/02/2011/2011 Issue 14014

الخميس 07 ربيع الأول 1432  العدد  14014

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قبل أكثر من عشر سنوات مضت ومع بداية بزوغ شمس الإنترنت على العالم العربي كنت أكتب عن الإنترنت والمعلوماتية في زاوية أسبوعية في جريدة الجزيرة تحت عنوان «رياح التغيير». وكنت أحث العلماء وأصحاب الصلاح والمثقفين بالإسراع والاستفادة من هذه التقنية والإسهام فيها بينما كان بعض العلماء وفقهم الله يفتي في نفس الجريدة في ذلك الوقت بتحريم من يدخل الإنترنت في بيته!

وتمضي السنون والأيام ثم توقفت عن الكتابة بعد ذلك الوقت لانشغالي بالعمل ولكن رياح التغيير كانت تعمل وباستمرار من ذلك الوقت بدون توقف في صياغة مستقبل شبابنا وغسل وتوجيه أفكارهم. تلك الشبكة المعلوماتية التي كان يظن البعض أنها مجرد تقنية ومعلومات وثقافة وهي في الحقيقة أكبر من ذلك. إنها تغيير جذري في ثقافة الشعوب وفي طريقة تفكيرهم وفي كل شيء يتعلق بهم. وقد كان ظهور الثورات الإلكترونية المتتالية في مجال الإنترنت والاتصالات كظهور الشبكات الإلكترونية الاجتماعية كالفيس بوك والتويتر والجوال والرسائل القصيرة على الويب من أهم الوسائل التي اعتمدت عليها شعوب بعض الدول العربية في تحريك وتنظيم المظاهرات وتحديد مواعيدها وأماكنها. أضف إلى ذلك المواقع الإخبارية على الويب وكذلك الأفلام واللقطات المصورة عن الأحداث على اليوتيوب والتي تظهر على هذه الشبكات الإلكترونية بافتراض مصداقيتها، كانت بمثابة الأخبار الساخنة التي تتحدث على مدار الساعة وتؤجج عواطف الشباب وذلك بنقل الأحداث بالصوت والصورة من أي مكان وإلى أي مكان. أي أن هذه الوسائل التقنية لم تقتصر فقط على تغيير قناعات وتفكير الشباب بل ساعدت على تنظيم تظاهراتهم والتنسيق بكفاءة فيما بينهم. وإن كانت هذه الثورات قد نجحت في تنحية بعض الحكومات التي لا ترضى عنها شعوبها إلا أن ذلك لا يعني ولا يضمن بالضرورة نهاية المعاناة والسخط وخصوصاً إذا ما أصبحت زمام الأمور من جديد بيد حكومة جديدة أكثر تعسفاً أو أكثر استبداداً وتشدداً بأي شكل من الأشكال أو حكومة أكثر تحللاً من الثوابت والمعتقدات. إلا إذا وضعت القوانين والتنظيمات التي تحكم وتضمن حصول الشعوب على حقوقهم التي يطالبون بها ودوام ضمان هذه الحقوق.

إن تقنية الإنترنت والاتصالات بشكل عام أصبحت بالنسبة للشعوب عموماً ولنا نحن الشعوب العربية بشكل خاص مثل الماء الذي نشربه وكالهواء الذي نتنفسه. وإن تعطيلها أو إيقافها قد يؤدي إلى زيادة وتيرة الشغب والفوضى وخروج الناس إلى الشوارع بدلاً من المكوث في بيوتهم والانشغال بهذه التقنيات. حيث كانت من حسنات هذه التقنية في السنوات الماضية وإلى الآن هي شغل الشباب وخصوصاً العاطل منهم عن الخروج وإيذاء الآخرين.

إنها إرادة الله التي لا يستطيع ردها بشر ولا دول وليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وما على الشعوب إلا أن تتأكد أن لا تفسح المجال لأي بديل كان لا يلبي التطلعات والاحتياجات التي تحركت هذه الشعوب من أجلها وما على الحكومات الواعية أيضاً إلا أن تعلم بأن الوقت قد تغير تماماً وشباب اليوم يختلف تماماً عن شباب الأمس وما عليها إلا أن تبادر بالالتفات إلى شعوبها والإصغاء إلى متطلباتهم واحتياجاتهم.

أستاذ نظم المعلومات الإدارية المشارك

 

رياح التغيير تهب على العرب
د. عثمان بن إبراهيم السلوم (*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة