Thursday  10/02/2011/2011 Issue 14014

الخميس 07 ربيع الأول 1432  العدد  14014

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ننادي بتفعيل الفضائل وتطبيق المثل العليا والسجايا الحميدة، ويطرب مسامعنا كل حديث ورواية وقصة حول هذه المعاني السامية، ترتاح لها مشاعرنا وتسعد بها نفوسنا؛ فإذا ما واجهتنا وقائع الحياة وتراتبات الأيام بما فيها من مواقف وأحوال تستدعي تفعيل وتطبيق شيء مما شاقنا سماعه، فإذا بالنفس تأمر أحيانا بالسوء ويوشك المكنون الداخلي من الإيقاع بنا في وحل التخرصات وتخبطات الظنون التي تحرفنا عن سواء السبيل، فتعترك إضاءات العقل مع نوازع النفس غير المطمئنة فتكون ثمرة هذا غشاوة في البصر والبصيرة تحيد بنا عما كنا نأمله ونبغيه، فهل هي تراكمات نفسية، أم رواسب وجدانية، أم نتائج تجارب غير موفقة في حياتنا تقودنا إلى هذا الواقع من التنافر بين ما نأمله ونصنعه، نتذاكر مواقف الخير ولا نمتثلها قولاً وعملاً، نرى بأعيننا مواقف مسيئة ثم نقف قليلاً نتأملها ونستعيذ بالله من أن نفعلها وندعو لفاعلها بالهداية ثم ما هي إلا دقائق أو سويعات وإذا بنا نقترف أو نتجاوز شيئاً مما نهينا النفس عنه، ليس هذا في كل البشر إنما هو ملموس ومشاهد نلحظه في أنفسنا وفي من حولنا غير أن النسب متفاوتة والمبررات متلونة والأسباب متعددة، ما أراه أنا خطأً يراه غيري دون ذلك ويرى ثالث أنه لا يدخل في دائرة الأخطاء والرابع يؤمن بأنه صواب، لكن هناك معايير ومسلمات لا تخضع لأهواء الأفراد إذا ما اتفق الجمع عليها بحكم من الأحكام المؤسسة على شيء من النظم والمعتقد والعادات إلى غير ذلك حتى وإن اختلفت من مجتمع وآخر باختلاف نظرتها لهذه المعايير، ومن الصور أن يجاهد المرء لأن يكون مرموقًا بين ذويه ومعارفه يطلب لهذا الغرض كل شيء وينتظر من الجميع الإشارة له بالبنان والوقوف له عند القدوم وإحلاله في خير مكان، وأن يصمت الكل إذا تحدث فإذا قال فقوله حاسم لا يناقش في مجلسه ذاك ولا بعده وإلا فسيحيق غضبه بكل من اعترض على أطروحاته وتخريجاته للأمور مهما كان بها من اعوجاج وافتقارها لمستند عقلي أو نقلي، وفي المقابل فإنه لا يقدم ما يدعو لتقديمه على غيره أو تمييزه عن القوم، يهرب من كل واجب وموجبة، يتثاقل عن كل نداء وملمة، يتغافل عن كل حدث ينتاب جماعته والمحيطين به ممن ينتظر منهم احترامه دون أدنى مبادرة منه لتهيئة نفسه للمكانة التي ينشدها، فهو لا يحاول بأي جهد ويطلب منهم كل جهد وكلفه، لأنه يعيش داخل نفس مريضة، تتجاذبها رغبات متضادة متصارعة بين حب الرئاسة عند المحيطين، وبين الإمساك عن أسبابها، بين غريزة العلو والصدارة في المشورة والرأي وبين افتقاد أدواتها، وهو في كل ذلك منخدع في نفسه التي تريده أن يخدع المحيطين به أنّا كانوا.. والناس لديهم بصر وبصيرة وعقولهم نشطة وأنفسهم متسامية، فلاهي تبادله سفاسف الأمور ولا هي تخضع له، فهل يعي مثل هؤلاء أن (الجرب تعزل عن الصحاح)؟!

 

عزائم ومكارم
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة