Thursday  10/02/2011/2011 Issue 14014

الخميس 07 ربيع الأول 1432  العدد  14014

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جهاز الحاسب الآلي آلة معقدة وبسيطة في نفس الوقت، آلة تعطيها أوامر وهي تنفذ تلك الأوامر وتحفظها وتقوم بتنظيم العمل، والحقيقة أن بعض أجهزة الحاسب الآلي فاسدة وسيئة للغاية ولديها فساد إداري رهيب لسبب بسيط هو أن الذي يقابل هذا الكمبيوتر ويعمل عليه هو رجل فاسد بطبعه وسلوكه، أما بعض هذه الأجهزة فهو محترم جداً ولا يقترف أي أنواع الفساد ولا يلف ولا يدور لسبب بسيط، هو أن من يجلس على هذا الكمبيوتر هو رجل صالح، فالبرنامج هو البرنامج في كل دول العالم ولكن ما إن يصل الكمبيوتر إلى أيدي بعض أولئك البشر فيصمم البرامج التي تسمح لشخص ما بأن يُدخل معلومات خاطئة أو يسمح بتجاوز النظام الصارم داخل الكمبيوتر بينما آخرون لا يسمحون بهذا.

الأجهزة مصممة بطريقة محايدة تماماً، ثم يأتي الإنسان ليفسدها أو يجعلها ترفع من قدره ومن أسلوبه. فالهاتف المحمول ممكن أن يكون آلة لإنجاز العمل أو آلة لتضييع الوقت، والبلاك بيري والآي فون ممكن أن يتحول من جهاز متقدم الخدمات والتواصل الإلكتروني إلى آلة للقضاء على الوقت بالدردشات غير المفيدة أو يستخدم للعبث، والسيارة ممكن أن تتحول من أداة للوصول الآمن من مكان إلى آخر، إلى آلة قتل وإراقة الدماء كأي سلاح ناري في يد رجل غير مسئول، أو أن تكون السيارة آلة للتفاخر الاجتماعي غير المتوازن!

السيارة في الدول التي تحترم النظام وتقلل من السرعة وهي سيلة نقل ممتعة أفضل من الطائرة، والهاتف وسيلة للضروريات وليس للترفيه والحديث الذي لا ينتهي، وبرامج المحادثة الفورية «الشات» وسيلة لعقد الاجتماعات والحديث العابر المهم وتقليل التكلفة بالتواصل بين الأقارب في بلاد الاغتراب، والكمبيوتر وسيلة لخلق النظام وجعل الناس سواسية بموجب جهاز لا يعرف الأسماء ولا الأشخاص ولا المناصب ولا الجاهات.

لكن هنا، وفي الدول النامية عموماً، هذه الآلات عندما تفقد بوصلتها وتسير بلا هدى، لأن صاحبها كذلك رجل لم يسيّره العقل أو منطق الأشياء السليمة أو الغايات السويّة بل تسيره أهواؤه القديمة وأمراضه النفسية، فينعكس المرض النفسي من الشخص للآلة، فلا نثق بالآلة ولا نثق بصاحبها، لدرجة وصلنا في عدم ثقتنا في بعضنا وآلتنا معنا أننا صرنا نفترض سوء النية على حسنها من كثرة المشاهد والحوادث والقصص التي تثبت الاستعمال السيء للآلة، فلم تسلم آلة - أي آلة - من بصمتنا السيئة عليها، ولنكن واقعيين، صار جهاز الكمبيوتر جهازا سيء السمعة، فمثلاً: في كل مرة تسألني والدتي عن أحد أبنائي وأقول لها مشغول بالنت، ترد لا إرادياً محذرة: «انتبهي لا يدخلون شي مهوب زين»، ليست والدتي - حفظها الله - وحدها بل معظم الناس صاروا يخافون من هذه الآلة!

هذه ليست رؤية سوداوية، وليست طريقة لفقد الثقة ولكنها رؤية تحاول أن تبصر الجانب السيء، لعلنا نعيد ثقتنا بالكمبيوتر والسيارة والهاتف والإيميل والفيس بوك والمسنجرات وغيرها من أدوات التقنية، لتصبح أداة للخير بدلاً من أن تكون أداة للشر، وإن عادت وأصبحت كذلك فالمستفيد هو نحن وأجيالنا من بعدنا لا أحد آخر!

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
الكمبيوتر الفاسد والكمبيوتر المثالي
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة