Thursday  10/02/2011/2011 Issue 14014

الخميس 07 ربيع الأول 1432  العدد  14014

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الطبية

 

فلتتابع قياس ضغط العين قبل أن ترى العالم من ثقب باب!
الماء الأزرق (الجلوكوما).. سارق البصر الصامت

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يعد مرض الماء الأزرق من أخطر الأمراض التي تصيب العيون حيث إنه قد يسبب فقداناً في البصر في بعض المرضى دون أن يشعر المريض بأعراض المرض الذي قد يكون موجوداً منذ عدة أعوام.

والماء الأزرق هو مرض يصيب العصب البصري مما يؤدي إلى فقد مطرد في الألياف المكونة للعصب البصري، وعادة ما يصاحب ذلك ارتفاعاً في ضغط العين، إلا أنه لا يشترط وجود ضغط عين مرتفع لحدوث هذا المرض. وللأسف فإن الألياف التي تفقد لا يمكن تعويضها ولهذا كان التشخيص المبكر للمرض هو أهم خطوات علاج هذا المرض.

ولمعرفة طبيعة هذا المرض سنقوم بإلقاء الضوء على أهم أنواعه وطرق تشخيصه وطرق العلاج الدوائية والجراحية.

أنواع الماء الأزرق

هناك العديد من الأنواع للماء الأزرق فهي إما أن تكون خلقية (موجودة عند الولادة أو بعدها بفترة بسيطة) أو مكتسبة (تحدث أثناء المراحل المتقدمة من العمر) ومن ثم يمكن أن تكون أي منهما مفتوحة الزاوية أو منغلقة الزاوية تبعاً للوسيلة التي عن طريقها يتم تصريف سائل العين. وقد يكون الماء الأزرق ابتدائي أو ثانوي تبعاً لوجود عوامل مشاركة أو مسببة في ارتفاع ضغط العين.

ففي الماء الأزرق الابتدائي يكون ارتفاع ضغط العين غير مصحوب بأي نوع من الأمراض الأخرى في العين بينما في الماء الأزرق الثانوي يكون هناك مرض في العين أو في مناطق أخرى من الجسم قد تسبب ارتفاعاً في ضغط العين.

تشخيص الماء الأزرق

يعتبر التشخيص المبكر للماء الأزرق هو الوسيلة الوحيدة لتجنب ما ينجم عن هذا المرض من أضرار غير مرتجعة للعصب البصري ولهذا تعددت الدراسات مؤخراً لاستحداث أجهزة قادرة على تحديد الإصابة بالمرض قبل حدوث أضرار للعصب البصري بقدر المستطاع ويبدأ تشخيص المرض الذي يكون غالباً بالمصادفة أثناء فحص العين لأسباب أخرى وبالفحص الجيد للعين وأخذ ما يُسمى بالتاريخ المرضي للمريض بعناية.

وأهم وسائل التشخيص هي:

أولاً: قياس ضغط العين الذي يجب أن يكون روتينياً لجميع المرضى في عيادات العيون، وتعددت أجهزة قياس ضغط العين لتناسب جميع المرضى.

ثانياً: فحص العصب البصري ويجب أن يكون هذا الفحص أيضاً روتينياً لكل المرضى المراجعين لعيادة العيون حتى للمرضى الذين لا يوجد عندهم ضغط عين مرتفع.

ثالثاً: فحص زاوية العين للمرضى الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط العين.

رابعاً: فحص مجال الإبصار وذلك للحكم على وظيفة العصب.

خامساً: استخدام الأجهزة المعقدة والأحدث في المرضى الذين يوجد لديهم احتمالية الإصابة بالمياه الزرقاء مثل استخدام جهاز المسح المقطعي بالضوء المترابط O.C.T وذلك لفحص رأس العصب البصري، مما يتيح لنا معرفة التغيرات المبكرة في العصب البصري التي لا يمكن معرفتها بالوسائل الأخرى.

وسائل العلاج

تعددت وسائل علاج الماء الأزرق فهناك العلاج الدوائي والعلاج بالليزر والعلاج الجراحي تبعاً لكل حالة على حدة حيث يختلف كل مريض عن الآخر في استجابته لوسائل العلاج وضغط العين المستهدف للوصول إليه لملائمة حالة عصب العين.

العلاج الدوائي

غالباً ما نبدأ بعلاج الماء الأزرق بالعلاج الدوائي وقد تستخدم قطرة واحدة أو أكثر تبعاً لدرجة ارتفاع ضغط العين ومدى تأثر العصب ويراعى في القطرات أو الأدوية الأخرى (الأقراص - السوائل عالية التسكر) أن تستخدم بأقل تركيز ممكن وأقل عدد ممكن من المرات يومياً وذلك لتجنب حدوث المضاعفات ولراحة المريض حيث إن علاج الماء الأزرق سيستمر مع المريض مدى الحياة.

الليزر والماء الأزرق

تستخدم أشعة الليزر في الوقاية والعلاج ومتابعة عمليات الماء الأزرق كما يلي:

- الوقاية من حدوث الماء الأزرق يكون عن طريق إجراء فتحة في قزحية العين ويتم هذا الإجراء بعد فحص دقيق لزاوية العين وتحديد عمق الخزانة الأمامية للعين وذلك لاختبار المريض الذي يستفيد بطريقة مثلى من أشعة الليزر كما يمكن استخدام الإجراء نفسه لعلاج بعض حالات المياه الزرقاء مثل الماء الأزرق الثانوي المصاحبة لانسداد بؤبؤ العين كما يتم استخدام أشعة الليزر لعلاج المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية وهي أكثر أنواع المياه الزرقاء انتشاراً وذلك عن طريق تصويب أشعة الليزر مباشرة لزاوية الحجرة الأمامية للعين وهي الجزء المسئول عن تصريف سائل العين. ويتم أيضاً استخدام أشعة الليزر في الحالات المتقدمة أو المستعصية وذلك عن طريق تسليط أشعة الليزر على خلايا الجسم الهدبي التي تفرز سائل العين وتنطوي هذه الطريقة على بعض المخاطر ولهذا فيجب استنفاد جميع الوسائل العلاجية الأخرى قبل اللجوء لهذا النوع من العلاج. ويستخدم الليزر في إزالة بعض الخيوط الجراحية من الجرح المصاحب لإجراء جراحات الماء الأزرق وذلك للتحكم في مدى تصريف سائل العين تحت الملتحمة بعد العملية الجراحية مما يؤدي إلى السيطرة على ضغط العين وهي النتيجة المأمولة من جميع أنواع العلاجات للماء الأزرق.

العلاج الجراحي

عادة ما يحتفظ بالعلاج الجراحي كحل للحالات التي يفشل فيها العلاج الدوائي أو الليزر ولكن في بعض الأحيان يكون هو الحل الأول وذلك في حالات الضعف الشديد للعصب البصري أو في بعض المرضى الذين يخشى من عدم انتظامهم في العلاج أو المرضى الذين تحول ظروفهم دون المتابعة المستمرة مع الطبيب. وتتمحور فكرة جراحات الماء الأزرق حول إيجاد طريق بديل لتصريف سائل العين وذلك لتقليل ضغط العين وقد شهدت هذه الجراحات تطورات مذهلة خلال الفترة الماضية التي تهدف ليس فقط في تحسين نتائج الجراحة ولكن أيضاً لتقليل نسبة المضاعفات بعد الجراحة ولضمان استمرارية النتائج أطول فترة ممكنة.

وأخيراً ننصح جميع السادة القراء بالحرص على قياس ضغط العين والاطمئنان على حالة العصب عند أي زيارة لعيادة العيون وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات بإذن الله.

د. عبد الله الجبرتي -استشاري طب وجراحة العيون

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة