Saturday  12/02/2011/2011 Issue 14016

السبت 09 ربيع الأول 1432  العدد  14016

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

شأني شأن أي عربي ومسلم أهمَّه وأقض مضجعه وضع وتتابع واستمرار آلام وتمزق وخلافات واحترابات وطنه العربي، فمن العراق بمأساته الدامية، إلى لبنان بنزاعات أحزابه إلى السودان الذي انقسم إلى جنوبه وشماله إلى اليمن ومكابدة الإرهاب بين جباله وأخيراً إلى مصر الغالية الآمنة وأحداثها التي وصلت إلى أن يقتل المصري أخاه..!

مصر البلد الآمن التي يهرب الناس إليها أضحى يهربون منها وهي العمق العربي والإسلامي مع بلادنا حفظها الله وحمى مصر.

في هذا الجو العربي المكفهر بالقلق وجدتني أهرع إلى طمأنينة مكة المكرمة في حرمها، ما بين حطيمها وزمزمها ومقامها، وأمام الكعبة قبلة أمتنا بين المطمئنين والطائفين والركع السجود وجدتني أتنفس الطمأنينة بعيداً عن ملاحقة الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية بحثاً عن خبر يطمئنني فلا أجد إلا حدثاً يمزقني!.

يا الله.. ماذا أصاب أمتي؟.

اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي!.

لا أملك - وأنا الإنسان العربي المسلم المهزوم الذي ليس بيده حول ولا حيلة - إلا الدعاء وأنا في جوار البيت المطمئن، وفي البلدة التي جعلها الله آمنة، أن يديم الأمن على ربوع بلادنا، وأن تعم غمامته أرجاء أمتي وبلادي العربية التي تمزقها سيوف وخلافات بعض أبنائها أكثر مما تمزقها أهداف ومؤامرات أعدائها.. آمين.

المكان.. عندما ينفض سامره..!

ليس هو (المكان)

الذي يجذبنا إلى إيقاع الفرح والذكرى.

لكنه (الساكن) فقط هو الذي يعيد اخضرار الذكرى على أهدابنا وفوق شفاهنا..!

يمر الإنسان بأي مكان كانت له فيه حياة لكن يراه أطلالاً لأنه خلا من البشر الذين زرعوا صواري الهناء في فضاءات نفسه..!

إن العواطف لا تحتشد في أغوار النفس لأننا ألفنا المكان، ولكن لأننا تآلفنا مع الإنسان الذي يسكن المكان.

الارتباط بالمكان يحكمه احتفاء العقل.

بينما اللهفة على إنسان هذا المكان يوجهها احتشاد العاطفة.

أنت لا تأنس بالمكان: شجراً أو رملاً أو جبلاً أو قمراً..

بل أنت تأنس بمن رأيت بين هذا الشجر، وبمن جالست فوق الرمل، ومع من سلكت معه إلى قمة الجبل، وبمن ناجيته تحت ضوء القمر.

لو ذهبت إلى المكان بعد أن ينفض سامره ويغادره ساكنه لرأيته قفراً موحشاً.

لكن عندما تذهب إليه مع من تحب يكون هذا المكان أجمل ما في الوجود.

تكون وروده أكثر عبقاً.

وأشجاره أوفر اخضراراً.

المكان لا يمنح الري للإنسان مهما تغنى به الشعراء.

لكن الإنسان وحده هو الذي يفيض على الآخر بالارتواء.

أجل.. الإنسان وحده من يمنح للمكان جماله.. وبهاءه.. وبشره وأنسه..!

أعني الإنسان الذي نحبه، ونرتاح إليه، ونأنس بنجواه..!

المطلقات والأرامل

والسكن مرة أخرى..!

امتناني لكل الإخوة والأخوات الذين تفاعلوا وتفاعلن مع دعوتي الأسبوع الماضي لإعطاء الأولوية للمطلقات والأرامل ذوات الأولاد في توفير السكن لهن، فبعضهن يَضِعْنَ هن وأولادهن عندما يخرجن من بيوت مطلقيهم، أو عندما ينتقل أزواجهن إلى رحمة الله.

لا أملك إلا أن أعيد دعوتي لهيئة الإسكان ووزارة الشؤون الاجتماعية بإعطاء الأولوية لهؤلاء الأخوات اللواتي يعانين أكثر من غيرهن بسبب عدم امتلاك منازل بل حتى في توفير إيجار مساكنهن كل عام في ظل ارتفاع الإيجارات، وعدم توفر دخل لديهن.

رحمة بهن يرحمكم الله.

دمعة مصري..!

تأثرت كثيراً وشقيق مصري يهاتفني متأثراً من مقالي الاثنين الماضي (مصر المحروسة).. لقد تهدج صوته باكياً وهو يتحدث عن وطنه ووطننا، فمصر غالية، وهي - مع وطننا حفظه الله وحفظها - العمق العربي والإسلامي، حيث يقفان سداً منيعاً أمام التحديات والأطماع الخارجية التي تريد بنا شراً.

آخر الجداول

اللهم احفظ وطني دوحة أمن وواحة نماء.

فاكس 4565576

hamad.alkadi@hotmail.com
 

جداول
من قلق القاهرة إلى طمأنينة مكة
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة