Saturday  12/02/2011/2011 Issue 14016

السبت 09 ربيع الأول 1432  العدد  14016

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الفرق بين ساهر والتفحيط
بندر عبدالله السنيدي

رجوع

 

يكثر هذه الأيام وأخص أيام الامتحانات لدى الشباب التعبير عن هوايتهم بممارسة التفحيط خصوصا أمام وبالقرب من المدارس بمختلف مراحلها. وهو هاجس يؤرق الكثيرين منا حقيقة فيما يتعلق بأرواح الكثيرين سواء أبناء أو أقارب أو أصدقاء. هذه الظاهرة انتشرت بشكل مخيف وأصبح الطلاب ينتظرون الامتحانات من اجل هذه الهواية للأسف. شاهد الكثير منا مقاطع سواء عبر البريد الإلكتروني أو وسائل الاتصالات الأخرى التي بمقدورها نقل ملفات ومقاطع مرئية الكثير من الكوارث كان السبب فيها هو التفحيط. وهي مقاطع تحرك من لا حس لديه لما تسببه هذه الممارسات من فقد شباب في عمر الزهور أرواحهم للأسف كذلك ما تسببه لهم من إعاقات دائمة. هذه الظاهرة جديرة بالدراسة عن كثب من قبل المسؤولين وأعتقد أن المسؤول عن هذا الموضوع لا يرتكز على المرور فقط لأن الأغلبية العظمى من أفراد المجتمع السعودي تسود لديهم هذه الفكرة للأسف. لا ننكر أن على رجال المرور المسؤولية الكبرى حيال هذه النقطة والحساسة ولكن أين دورنا نحن كمواطنين أين دورنا كآباء في تربية أبنائنا التربية الحسنه لإبعاد أبنائنا عن مثل هذه الممارسات الخاطئة. كنت في طريقي إلى مستشفى الملك خالد الجامعي في زيارة للمستشفى بسبب موعد لدى المستشفى وتفاجأت في طريقي بما لا يمكن تصوره ولا يمر على مخيلة كل عاقل تجمهر كثيف وشباب بأعمار الزهور يمارسون هواية التفحيط كما يحب أن يطلق عليها الكثيرون مسمى هواية. ما شد انتباهي هو سيارة رجل المرور والتي كانت وحيدة يمتطيها رجل مرور واحد فقط كان في موقف لا يحسد عليه حقيقة عندما بدأ في مطاردة السيارات وقد ركز اهتمامه على سيارة واحدة كانت تقوم بعملية التفحيط بشكل لافت للنظر أكثر من غيرها وفيها شباب قد أخرج كل منهم جسمه من خلال نافذة السيارة. تمت المطاردة من قبل رجل المرور وعندما توقفت تلك السيارة ترجل رجل المرور متوجها إلى تلك السيارة بما فيها من شباب وعند الاقتراب من السيارة من قبل رجل المرور لاذوا بالفرار وتركوا مسرح الجريمة لرجل المرور المغلوب على أمره كونه وحيدا في تلك السيارة. أنا من باب الحس الوطني الذي يجب أن نتحلى به جميعا كبيرنا وصغيرنا ذكورا وإناثا, ومن باب تحقيق قول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية عندما قال كلمته إن المواطن هو رجل الأمن الأول, توقفت في إحدى زوايا الشوارع المطلة على مسرح جريمة التفحيط ممسكا قلمي وورقتي لأكتب أرقام السيارات التي تقوم بتلك الممارسات الخاطئة للأسف. شاهدني أحد الشباب الذي كانت تروق له تلك الممارسات ومن باب التخويف أو من باب فرد العضلات سمه ما شئت فقال لي: سوف تدخل نفسك في متاهات من خلال تحقيق واستدعاء إلى قسم الشرطة، أحسست من خلال كلامه أنه يحاول أن يثنيني عن المساعدة أقصد مساعدة رجال المرور بالقضاء على تلك الظاهر المخيفة. فقلت له أنا على أتم الاستعداد لكل ما ذكرته في سبيل المحافظة على حياتي وحياة أبنائي وحياة كل فرد من أفراد مجتمعي وبالمناسبة هذه الفكرة السائدة لا أساس لها من الصحة. أوقفت رجل المرور وأعطيته قائمة بأرقام وأنواع السيارات وأعتقد جازما أن الموضوع الآن بيد رجال الأمن ممثلا في مدير مرور الرياض العميد عبدالرحمن المقبل فلا حجة لديه فيما يتعلق بالموضوع الإجراء بسيط يتمثل بالتعميم عن تلك الأرقام أو اللوحات مهما كلف الموضوع من وقت ويتم إيقاف صاحب السيارة حتى ولو بعد حين. أتمنى والكلام موجه إلى إدارة مرور الرياض بذل المزيد والمزيد من الجهد والإحساس بحجم المسؤولية تجاه هذا الموضوع تماما كما هو الحال فيما يتعلق بموضوع ساهر. حيث ذكرت وسائل الإعلام المقروءة إن الهدف من ساهر هو الحفاظ على أرواح المواطنين وهو جهد يشكر عليه المسؤولين ولكن ألا تعتبر ظاهر التفحيط أيضا فيها من ضياع الأرواح الشيء الكثير.

كلمة أخيرة أوجهها إلى الآباء وأولياء الأمور بشقيهم الأب والأم بعدم التساهل حيال الموضوع وذلك بحرمان الابن من السيارة في مثل هذه المخالفات ذات العواقب الوخيمة على المجتمع برمته وليست عواقبها محصورة على أشخاص معينين للأسف.

إعلامي ومحاضر لغة إنجليزية في الكلية التقنية بالرياض

VIP931@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة