Sunday  13/02/2011/2011 Issue 14017

الأحد 10 ربيع الأول 1432  العدد  14017

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

جولة «الجزيرة» تكشف عن تعطل مراكز تجارية كبرى حتى اليوم
سيول جدة تشل حركة المصانع وتكبد التجار 3 مليارات ريال

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدة - فهد المشهوري - عبد القادر حسين

تكبدت ما يقارب 3 آلاف محل تجاري في مدينة جدة وخصوصًا في أسواق البلد والكورنيش وأسواق الجملة خسائر اقتصادية كبيرة تراوح إجماليها ما بين مليارين إلى 3 مليارات ريال حسب تقدير أولي، نتيجة تضررها جراء كارثة سيول جدة.

وقدّر صناعيون حجم الخسائر التي تكبدوها نتيجة للسيول والأمطار ما بين مليار وملياري ريال واتفقوا على أن هناك خسائر أخرى كبيرة نتيجة توقف إنتاجهم داخل المصانع وتعرض موادهم الأولية إلى التلف، إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي طالت البنية التحتية في المنطقة الصناعية في حين ذكر تقرير صادر عن أحد البنوك السعودية أن الخسائر التي تعرضت لها مدينة جدة جراء سيول الأربعاء تقدر بنحو 17 مليار ريال.

وحصدت العديد من منشآت جدة التجارية خسائر بالجملة نتيجة غرق فواتير وعقود ووثائق ومستندات التعاملات في مياه السيول، فقد شهدت العديد من المؤسسات والشركات والمراكز التجارية تعطل خدماتها وخصوصًا بعد أن تسببت الأمطار في انقطاع التيارات الكهربائية عن العديد من المؤسسات التي تعتمد بقدر كبير في أعمالها على التيار الكهربائي مثل المستشفيات وغيرها من المرافق وحدثت تلفيات طالت السلع المخزنة في مستودعات ومركبات غمرت بمياه السيول في مواقف السيارات خصوصًا في منطقة البلد ووسط جدة، في حين تسببت كارثة السيول في إتلاف وضرر أكثر من 500 جهاز صراف إلى موزعة في المناطق المنكوبة في محافظة جدة، من أصل عدد تقريبي يقدر بنحو 3500 ماكينة صرف آلي في جدة وحدها، تعرض بعضها للتلف بشكل كامل وتوقف البعض الآخر عن العمل.

خسائر قطاع الصناعة وتلف للبنى التحتية

كشف صناعيون أن حجم الخسائر التي تكبدوها نتيجة للسيول والأمطار ما بين مليار إلى ملياري ريال ووصفوا حالة الخراب الذي أصابهم بالشيء الكبير، حيث فقدوا كثيرًا من بضاعتهم سواء كانت قطع غيار أو منتجات أو كراتين مختلفة. وأكَّدوا أن الخسائر التي أصابتهم بالشيء المهول.

وأكّد صناعيون وتجار بجدة أن هناك خسائر كبيرة تعرضوا لها بعد إيقاف إنتاجهم داخل المصانع وتعرض موادهم الأولية إلى التلف نتيجة السيول التي اجتاحت المدينة الصناعية والمستودعات إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي طالت البنية التحتية في المنطقة الصناعية وتعطل ماكينات كثير من المصانع هناك وقال زياد البسام عضو غرفة جدة: إن خسائر القطاع الصناعي تقدر بمليار ريال.

وأشار إلى أن مدينة المستودعات الواقعة جنوب جدة التي تحتوي على عدد من المواد الخام الداخلة في الصناعات والمنتجات النهائية، قد تعرضت للتلف نتيجة للمياه التي اجتاحتها، وأصبحت تلك المواد غير صالحة للاستخدام والإنتاج، كما أن بعض المصانع تعرضت لسقوط أجزاء كبيرة من مبانيها وأسقفها نتيجة للمطر والرياح.

وأكّد أن السيول والأمطار أدت إلى تلف البنية التحتية في المنطقة الصناعية من مياه وصرف صحي وشوارع وجسور، وهي تحتاج إلى إعادة إصلاح بعضها وبناء البعض الآخر.

من جانبه قال رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة عبد العزيز السريع: يصعب تقدير حجم الخسائر في هذا الوقت لأنَّها تحتاج إلى فترة كي يتم تقدير جميع الخسائر.

وأكّد أنه لا يوجد رقم محدد حاليًا ولكن الخسائر كبيرة، مضيفًا أنها ليست بسبب الأمطار فقط وإنما أيضًا بسبب تعطل حركة النقل التي كان لها الأثر الكبير التي كانت بسبب توقف العمل في المصانع إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة الصناعية لمدة ثلاثة أيام متتالية، حيث تسبب هذا الانقطاع في توقف الإنتاج في كامل المصانع، مشيرًا إلى أن هناك اجتماعًا داخل اللجنة الصناعية خلال الأيام المقبلة لهذه الأمور وهي من الأوراق التي تطرح للنقاش بالتنسيق مع هيئة المدن الصناعية التي تُعدُّ هي المرجع الأساسي في هذا الأمر. وحول عدد المصانع المتأثرة قال السريع: لم تصلنا أي معلومات عن عدد المصانع التي تأثرت وأكّد أنه لم تصلهم أي تحذيرات سواء من الدفاع المدني أو هيئة المدن الصناعية وقال: نستغرب من هذا، حيث لم يكن هناك أي تنسيق مع جميع الجهات.

من جهته، قال مدير أحد المصانع: إن التوقعات تشير إلى أن قيمة الخسائر التي طالت الصناعيين والتجار في جدة ستتجاوز حاجز الملياري ريال وأن الخسائر كبير خاصة في المصانع التي تقوم على عملية صناعة الورق والمنتجات الورقية.

وقال المهندس زهير الزهراني: إن الخسائر تأتي نتيجة أن غالبية الإنتاج متوقف داخل المصانع، إضافة إلى أن صعوبة الدخول والخروج من المنطقة الصناعية.

أما المستثمر فاروق غنيم صاحب مصنع منظفات فأوضح أن الإنتاج توقف في غالبية المصانع في المنطقة الصناعية نتيجة لاجتياح المياه للمصانع، وصعوبة وصول العاملين إلى المصانع، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عنها وقدر خسائر المصانع بأنها قد تتجاوز حاجز المليار ريال.

أضرار كبيرة بمحلات

بيع المواد الغذائية

كشفت لجنة تجار المواد الغذائية والمشروبات بغرفة جدة أن نحو 20 في المئة من ملاك محال المواد الغذائية حاصلة على تأمين شامل أما النسبة المتبقية فلم تحصل على تأمين.

وأوضح واصف كابلي «رجل أعمال» أن أغلبية المحال التي تعرضت للأضرار تمثلت في شارع فلسطين وشارع خالد بن الوليد، وأغلب المحتويات عبارة عن أجهزة إلكترونيات وهواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر جميعها أتلفت جراء مداهمة مياه السيول والأمطار هذه المحال.

وأوضح أن المحال المتبقية التي تضررت تركزت في سوق البلد وسوق باب مكة وسوق باب شريف بعد ارتفاع منسوب المياه فيها إلى مستويات بلغت مترين عن سطح الأرض، وأن ملاك هذه المحال يعملون على إعادة التأهيل على حسابهم الشخصي خوفًا من تباطؤ صرف التعويضات.

نصف مليار خسائر الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات

كشف محمد العفيف رئيس لجنة الأجهزة الكهربائية بغرفة جدة، أن الخسائر الاقتصادية التي تكبدها ملاك الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات والمحال بشكل عام في جدة تتجاوز حاجز نصف مليار ريال، وأن اللجنة ستعقد اجتماعًا طارئًا مع المتضررين خلال الأسبوع الجاري، لمعرفة الأضرار التي لحقت بهم.

جولة «الجزيرة» تكشف تعطل مراكز تجارية كبرى حتى اليوم

كشفت جولة ميدانية «ل(الجزيرة)» على عدد من المواقع المتأثرة بالسيول عن تعرض العديد من المباني والمراكز التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية للتوقف منذ اليوم الأول لهطول الأمطار وأصبحت غير قادرة على ممارسة أعمالها في ظل ما تعرضت له من خسائر فادحة لحقت بمختلف موادها ومنتجاتها، حيث تعرضت لأضرار وخسائر مادية كبيرة وخصوصًا أن تلك المحلات تعمل على مدار الساعة ودخلها اليومي وبحسب بعض العاملين فيها يتجاوز النصف مليون ريال.

ويؤكد مجدي السلاوي موظف في أحد المراكز التجارية الواقعة على شارع فلسطين أن الأمطار والسيول اجتاحت مبنى المركز وتسببت في تلف الآلاف من المعاملات والمستندات والفواتير الخاصة بها وبعملائها كون المياه طمرت المبنى وبلغت حتى المكاتب لتغرق كل محتوياتها على الرغم من محاولات الإنقاذ التي قاموا بها حتى ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء المأساوي.

وفي موقع آخر كشف عثمان محمد يعمل في أحد المراكز التجارية الشهيرة في بيع المواد الغذائية عن توقف العمل لدى المركز منذ يوم الكارثة وقال: إن السيول اتلفت كل محتويات المركز والمستودعات الداخلية المحيطة به على اعتبار أن الموقع تعرض للكثير من الخسائر.

وتابع أن هناك أجهزة تكييف وثلاجات وغيرها من السلع تعرضت للتلف، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الموقع.

وكانت معظم المباني والمراكز التجارية الجديدة التي تضم كبرى الشركات والمحلات التجارية ومحلات خياطة الأثواب الواقعة على امتداد شارع الأمانة مع شارع حائل بحي الرويس وبجوار الغرفة التجارية قد توقفت عن العمل بعد أن طمرتها مياه السيول وتسببت في قطع التيار الكهربائي والمصاعد.

أما حمد عبدالباقي أحد العاملين في مركز تجاري شهير لبيع المواد الغذائية فيقول: منذ أسبوع ونحن نعمل على تنظيف المركز المستودعات تصليح الكثير من التلفيات.

وأضاف أن الخسائر كبيرة فمن جهة توقف البيع ومن الجهة الثانية تضاعفت الالتزامات وباتت المستلزمات المترتبة على صاحب المركز مضاعفة. وبيَّن محسن عمر وهو صاحب محل ملابس جاهزة وأحذية في منطقة البلد، عن تضرر أحد محاله المخصصة لبيع الأحذية بشكل كبير بعد اندفاع المياه إلى داخل المحل رغم ارتفاعه بنحو نصف متر عن الأرض.

وأضاف: «تسربت المياه إلى داخل العديد من المستودعات في المنطقة التي عادة ما تكون مستودعاتها بمستوى أو دون مستوى الأرض».

أما في حي بني مالك فكانت الخسائر كبير خاصة لأصحاب قطع الغيار والسيارات ووصف «أبو محمد» من محل بيع قطع غيار أن الأمطار تسببت في خسائر كبيرة لكافة المحلات وأن كثيرًا من البضائع قد أصابها التلف. وأكّد أن بعض المحلات كانت قد شمل التأمين لكافة بضائعهم وآخرين لا يشملهم التأمين. وأكّد أننا نخاف أن يأتي مطر آخر وسيكون السيل فيه كارثة جديدة تصيب جدة.

ووصف محمد العبد الله من محل بيع قطع الغيار أن هناك خسائر كبيرة من جراء السيل وقد قمنا على مدى ثلاثة أيام بإزالة آثار السيول التي أصابت الحي بكاملة وقال: إن الوضع كان سيئًا جدًا ولكن الحمد لله نحاول أن نخفف من خسائرنا قدر المستطاع وقال محمد الراعي من محل بيع السيارات: إن الخسائر كبيرة وخصوصًا قطع غيار الأجهزة الكهربائية للسيارات التي أصابها التلف وتدمرت بشكل كبير.

500 صراف آلي

تتعطل جراء السيول

ذكرت مصادر بنكية في أحاديث إعلامية سابقة أن عددًا من أجهزة الصرف الآلي اتلفت بالكامل ومن غير الممكن إصلاحها بسبب امتلائها بالطين، ولا بد من استبدالها بأجهزة جديدة، حيث إن ماكينات الصرف التي اتلفت التي تضررت بفعل السيول وارتفاع منسوب المياه تركزت في مناطق شارع فلسطين، شارع ولي العهد، جنوب جدة، ومنطقة البلد. وحي البغدادية وبني مالك والرويس وقويزة والخير والسامر والنخيل.

وأوضحت المصادر أنه حين حدثت كارثة السيول لم تكن في الصرافات مبالغ نقدية كبيرة، لأنَّها الفترة التي تسبق نزول الرواتب بأسبوع.

وذكر أن الحد الأقصى للمبالغ التي يمكن أن يحملها صراف آلي واحد هو مليون وستمائة ألف ريال. وعادة لا يتم تعبئة كل ماكينات الصراف بهذه الكمية من النقد إلا المناطق التي تكون عمليات استخدام الصراف فيها بنسبة عالية وأيضًا في مواسم الأعياد وموسم رمضان وخلال أيام صرف الرواتب.

خسائر البنى التحتية والتجارة

ذكر تقرير صادر عن أحد البنوك السعودية أن الخسائر التي تعرضت لها مدينة جدة جراء سيول الأربعاء بنحو 17 مليار ريال وقال معد التقرير مدير عام وكبير الخبراء الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي الدكتور جون اسفيكياناكيس: إن 13 مليار ريال سيتولى دفعها قطاع التأمين، بينما هناك خسائر بحوالي 4 مليارات ريال غير مشمولة بنظام التأمين.



 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة