Monday  14/02/2011/2011 Issue 14018

الأثنين 11 ربيع الأول 1432  العدد  14018

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الإشادة بروح المتطوعين والمتطوعات في مساعدة ودعم المتضررين من كارثة سيول جدة الأخيرة, التي مرَّت بأزمة تاريخية، ستظل متقدة في ذاكرة المجتمع, حتى بعد زوال الظرف الدقيق والجو الانفعالي. فما حدث ويحدث هو حاجة إنسانية واجتماعية وبيولوجية؛

لنشر التماسك بين شرائحه. وما تقديم الإمكانيات في خدمة هدف بلا أي مقابل مادي سوى احتساب الأجر إلا رسالة قدَّمها هؤلاء الكرام مفادها أن تقديم المساعدات للمحتاجين ودفع الأذى عنهم ورسم الابتسامة على وجوههم تتطلب بذل المزيد من التضحية والعطاء؛ فالعمل التطوعي وسيلة أساسية من حاجيات المجتمع.

ما رأيناه هذه الأيام هو أحد أشكال تجسيد المواطنة دون إكراه أو ضغوط خارجية أو مصالح ضيقة؛ من أجل إحداث تغيير ما، خاصة إذا ارتبط هذا التغيير بمسألة التنمية الشاملة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً, بشرط أن يساعد التغيير على تحقيق غايته أمران مهمان هما: الاستمرارية, والمتابعة. ولا نستطيع إغفال الاستفادة من تبادل الأفكار والرؤى حول السبل الكفيلة بتطوير آليات العمل التطوعي وتبادل الخبرات والتجارب في هذا الباب.

لامست أخلاق المتطوعين والمتطوعات جراحنا؛ فما رأيناه جزء من أخلاق النبوة, والمشاعر النبيلة، وتأكيد على الشعور بالمسؤولية لاعتبارات إنسانية, نابعة من وجود شريحة من المجتمع اهتمت بهذا الموضوع وآمنت بقضيته. وما حدث لم يقف عند حدود الخبرات بل امتد إلى إسعاد الآخرين وإبراز الوجه الإنساني والحضاري المشرق للعلاقات الاجتماعية, وتعميق التكامل والتكافل بين الناس. كما كشفت كارثة جدة عن حرص إنساني عكس قدرة هؤلاء على دعم المحيط من حولهم بشكل إيجابي، وهو جهد يُذكر فيُشكر، جعل المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يشيد بالمتطوعين والمتطوعات ويبدي تأييده لنشاطهم.

لا يزال هناك الكثير حول الحديث عما تطلبه المؤسسات المدنية؛ لذا فإن تقدم المجتمعات الإنسانية أصبح اليوم يقاس بحجم الهيئات التطوعية وأعداد المتطوعين والمتطوعات فيها. وحتى ترقى نظرة المجتمع لإدراك جوهر العمل التطوعي الذي يتفق مع الفطرة الإنسانية فإن هذا العمل لا بد أن يكون علماً يُدرَّس في المدارس والجامعات, وتحديد علاقته بالكيانات المجتمعية من خلال مفهومه, ووضع الأُطُر العامة لطبيعته وأهدافه. كما أن العمل على إيجاد مؤسسات خيرية جاذبة للمتطوعين والمتطوعات سيحقق الكثير من أهدافها, هذا من جهة، ومن جهة أخرى سيساعد على مواءمة الجهود المبعثرة وتنسيقها؛ لتكون أكثر فائدة.

وللحديث صلة عن تأكيد المسؤولية على الجانب الإعلامي, الذي يجب أن يتوافق ويتواصل مع هذا المفهوم, مع مستوى الوعي والاستيعاب الواضح لأهداف التطوع, سواء كان على مستوى الأفراد أو على مستوى الهيئات, وتطلعاته, وإبراز الاندماج الفعلي على أرض الواقع.



drsasq@gmail.com
 

بشراكم أهل جدة!
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة