Monday  14/02/2011/2011 Issue 14018

الأثنين 11 ربيع الأول 1432  العدد  14018

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تغطية خاصة

 

بسعة (6.500) مُصلٍّ.. (عجلان وإخوانه) تعزز العلاقات السعودية الصينية ببناء مجمع إسلامي في سيان
مجمع سعد العجلان الإسلامي.. حلقة وصل جديدة بين المملكة ومسلمي الصين

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - الرياض :

بغرض تعزيز روابط التعاون بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، ومعاضدة الدور الحكومي السعودي في خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان من أنحاء العالم، دشنت مجموعة عجلان وإخوانه، وبالتعاون مع حكومة إقليم منطقة سيان في الصين، مجمع سعد بن عبدالعزيز العجلان الإسلامي في شهر أكتوبر الماضي، بحضور عدد من المسؤولين والقياديات الإسلامية في الصين.

المجمع يُعنَى بنشر المعرفة والثقافة الدينية بين المجتمعات الإسلامية في منطقة سيان وسائر الجمهورية الصينية، وترسيخ روح الأخوَّة والتعاون بين البلدين، بسعة إجمالية تقترب من 6500 مُصلٍّ يؤدون الصلاة في الوقت نفسه؛ حيث يحتوي المجمع على مُصلَّى للرجال وآخر للنساء مع جميع الملحقات المرتبطة بهما من مساحات متنوعة لأماكن الوضوء ودورات مياه للرجال وأخرى منفصلة للنساء، ومواقف ودار لتحفيظ القرآن ومكتبتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء، ومركز ثقافي, وصالة لغسيل الموتى، كما يحتوي المجمع على سكن للإمام والمؤذن، وهناك إسكان للرجال وآخر للنساء, وغرف لكبار الزوار، إضافة إلى مكاتب عامة لإدارة المجمع ومكتب للاستقبال. ويحيط بالمجمع من جهاته الأربع مسطحات خضراء واسعة، وممرات يابسة ومطاعم ومحال تجارية لخدمة المسجد.

سماحة المفتي العام: بناء شركة عجلان وإخوانه المجمع من أعظم القربات لله تعالى وهو أول عمل قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته

وبهذه المناسبة قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل شيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في كلمة خاصة: «الحمد لله الذي جعل المساجد بيوته التي أذن الله أن ترفع وتُعظَّم, وأن يُذكر فيها اسمه ويوحَّد, والصلاة والسلام على من اصطفاه ربه وخصه فجعل له الأرض مسجداً وطهوراً نبينا محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:

فإن للمساجد في الإسلام منزلة عظيمة, ومكانة عالية؛ فهي قلعة الإيمان, وحصن من حصون الإسلام, وهي بيوت الله في أرضه أشرف البقاع وأحبها إلى الله تعالى, روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «أحب البلاد إلى الله مساجدها, وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» رواه الإمام مسلم.

وتابع المفتي يقول: «ولأهمية المسجد في الإسلام وعِظَم مكانته كان أول عمل قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته ووصوله المدينة المنورة بناء مسجد قباء, وكان ذلك منهج الصحابة - رضي الله عنهم - فقد كتب عمر بن الخطاب إلى عماله في البصرة والكوفة ومصر بعد فتحها أن يبنوا مساجد فيها, وكذلك حرص التابعون في صدر الإسلام إذا نزلوا أرضاً أو فتحوا مِصْراً أن يكون أول عمل يقومون به هو بناء المسجد اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإدراكاً منهم - رحمهم الله - بأن المسجد من الضروريات الأساسية في حياة المجتمع المسلم، به تظهر عزة المسلمين وهيبتهم وكرامتهم واجتماع كلمتهم؛ فهو القاعدة الأساسية الأولى والجامعة الأولى التي ربى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه تربية روحية علمية عملية, ومنه شعَّ نور الإسلام إلى جميع أقطار العالم, ومنه تخرج قادة الإسلام العظماء, وجهابذة العلماء الأفذاذ, وأئمة الفقهاء المشهورون».

وبيّن المفتي أن قيام شركة عجلان وإخوانه - جزاهم الله خيراً - ببناء مجمع سعد بن عبدالعزيز العجلان الإسلامي في منطقة سيان بجمهورية الصين هو من أعظم القربات لله تعالى, ومن أُجلّ الأعمال, وأفضل الطاعات؛ فإن المساجد خير ما يُبنى على الأرض, وخير ما بُذلت فيها الأموال والأوقاف.

وتمنى الشيخ عبدالعزيز أن يكون هذا المجمع عند حسن الظن به, وأن يحقق الهدف والغاية التي أُنشئ من أجلها، وذلك بألا يكون مجرد مسجد لأداء الصلوات - وإن كان ذلك بحد ذاته فيه فضل كبير, ومغنم عظيم - بل يكون مع ذلك مركزاً إسلامياً يشع منه نور الإسلام, والدعوة إلى الله على نور وبصيرة, وأن يكون دوحة وارفة الظلال تُقام في أفيائها الدروس العلمية الهادفة, والندوات والمحاضرات الإسلامية السليمة, وخطب الجمعة, وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ حتى يتبوأ المكانة المرموقة والرسالة العظيمة التي من أجلها أُسّس المسجد في الإسلام.

وتمنى المفتي أن يكون المجمع أعظم مركز للدعوة الإسلامية، ويساهم مساهمة فعّالة في رفع المستوى الثقافي لأفراد المجتمع, وتهذيب الأخلاق, وتزكية النفوس وتربيتها تربية روحية تصلها بالله تعالى, وتقوية أواصر المحبة والأخوة والتراحم بين المسلمين, وتحقيق التكافل الاجتماعي, والأمن الفكري للمجتمع؛ وبذلك يكون مَعْلماً بارزاً, ومركزاً إسلامياً لنشر الإسلام، ولاسيما في هذه البلاد التي تتميز بكثافتها السكانية العظيمة, واتساع مساحتها الكبيرة وكثرة المسلمين حديثي الإسلام, الذين يحتاجون إلى من يبصرهم بأمور دينهم, ويأخذ بأيديهم إلى نور الإسلام، ويزيل الشُّبَه والبدع العالقة في عقولهم.

وأضاف الشيخ عبدالعزيز: وعملاً بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» فإنني أشكر المتبرع ببناء هذا المجمع الإسلامي المبارك والقائمين عليه, وأسال الله سبحانه أن يجزيهم على هذا العمل المبرور إن شاء الله تعالى الأجر العظيم, والثواب الجزيل, والفوز بجنات النعيم كما وعد الله سبحانه, ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، كما أسأل المولى - جل وعلا - أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم لقائه, وأن يخلف عليهم خيراً مما أنفقوا في سبيل ذلك, والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (30) سورة الكهف، كما أسأل البارئ سبحانه أن يأخذ هذا المجمع الإسلامي المبارك مساره في خدمة الإسلام والمسلمين, وأن يكون فاتحة خير, وبشرى لهم، إنه سميع قريب مجيب.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.

آل الشيخ: مجمع العجلان من الأمثلة المشرقة والنماذج المضيئة في السباق إلى الخير

من ناحيته قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إن من معالم المنهج الإسلامي الذي تسير عليه المملكة، منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حرصها الشديد على خدمة الإسلام، والاهتمام بشؤون المسلمين أينما كانوا، ونصرة قضاياهم، وتلبية حاجاتهم الدينية والدنيوية، عملاً بهدي كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، اللذين قامت عليهما هذه الدولة المباركة، واتخذتهما دستوراً لها، ومنهج حياة.

وأضاف: «وقد تبارى في ذلك ولاة الأمر في المملكة منذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - إلى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أسبغ الله عليه ثوب الصحة والعافية - فضربوا أروع المثل في خدمة الإسلام والمسلمين، فكانوا أسوة حسنة لذوي اليسار وأولي الاستطاعة في التسابق إلى فعل الخيرات، والمسارعة إلى نيل المكرمات، وإيصال الخير إلى المسلمين في داخل المملكة وخارجها، وفق الضوابط الشرعية، والأنظمة المرعية، ابتغاء وجه الله تعالى».

وأكد الشيخ صالح آل الشيخ أن من الأمثلة المشرقة والنماذج المضيئة في هذا المضمار الخيّر هو قيام شركة عجلان بن عبدالعزيز العجلان وإخوانه ببناء «مجمع سعد بن عبدالعزيز العجلان الإسلامي»، وافتتاحه في منطقة «سيان» في جمهورية الصين الشعبية، بالتعاون مع حكومة الإقليم.

وتابع: «كان من توفيق الله - تعالى - لهم أن أحسنوا في اختيار المنطقة الأشد حاجة، وكذلك توسيعهم المسجد حتى يشمل المركز الإسلامي المتكامل بأدواره التعليمية والتربوية والتعبدية، وهذا من الصدقة الجارية، والأعمال الخيرية المستمرة المتعدية، ففي نصوص الكتاب والسنة ما يدل على رفعة مكانة المساجد، وفضل العناية بها، ومشروعية عمارتها حساً ومعنى، كما في قوله - تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}، وقوله - تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}، وقوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}».

وأضاف وزير الشؤون الإسلامية «عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة). وعن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها وعن والدها: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تُنظَّف، وتُطيَّب)».

وبيّن الشيخ صالح أن مما يدل على عظيم مكانة المساجد، وجليل منزلة تعليم الناس الخير، أن أول عمل قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند وصوله إلى المدينة المنورة مهاجراً إليها من مكة المكرمة هو بناء المسجد؛ حيث أمره الله تعالى، فكان المسجد المجمع الأول للمسلمين، والجامعة الأولى التي تعلم فيها الصحابة رضي الله عنهم وأخذوا منها أحكام الإسلام وتعاليمه من الرسول صلى الله عليه وسلم في شتى العلوم والمعارف، ولم يحتاجوا إلى غيره، فكانوا مصابيح الدنيا وقادتها، ومكَّن الله لهم في الأرض فملؤوها عِلْماً ومعرفة وعدلاً، وانتشر الإسلام عن طريقهم شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً».

وتابع: «فالمساجد بيوت الله - تعالى - وأحب البقاع إليه، أَذِن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يجتمع فيها المسلمون للعبادة، ويلتقون على الخير، يتعارفون ويتآلفون، وتقوى صلاتهم، وتتوطد علاقاتهم، يقصدها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة لأداء أعظم أركان الإسلام العملية، ووظيفة إمام المسجد وظيفة عظيمة الخطر، بالغة الأثر، وهي أهم مظاهر الحياة الإسلامية، ومن أعظم مقومات اجتماع المسلمين، وتآلف قلوبهم، ووحدة صفهم.. أسأل الله - تعالى - أن يجزل الأجر والمثوبة لشركة العجلان على هذا العمل الإسلامي الجليل، وأن يوفقهم إلى مزيد من الأعمال الصالحة، وأن يجعل هذا المجمع منارة إشعاع ديني وحضاري وعلمي لعموم المسلمين في الصين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه».

عجلان العجلان: حرصنا على جعل المجمع نقطة التقاء بين المسلمين من داخل الصين وخارجها

إلى ذلك قال عجلان العجلان، رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه: إن تحقيق هذا الحُلْم الذي يحقق للشركة العديد من الأهداف النبيلة، وعلى رأسها دعم الإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة كافة وتقديم الخدمات الجليلة لهم من خلال عمارة المساجد التي أوصى الله بها المؤمنين، كما حث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عليها، يشعرنا بالفخر والاعتزاز.

وأضاف عجلان العجلان: إن رؤية هذا الصرح الإسلامي ماثلاً أمام المسلمين في منطقة سيان، الذي حمل اسم أخي المغفور له سعد، وبنته شركة سيان الخامسة للمباني، فيما أشرفت على إدارته شركة شنغهاي جيانتونج للهندسة والإنشاءات، حيث بدأ المشروع في شباط (فبراير) 2009، واكتمل كل المشروع في بداية آذار (مارس) 2010، وتم الفحص في أغسطس 2010، تُعزّز التواصل والتقارب بين أبناء المسلمين، كما أن المجمع سيسهم - بإذن الله - وفق الخطط المرسوم له في تثقيف ونشر المعرفة الإسلامية في منطقة سيان.

وتابع «حرصنا من خلال بناء هذا المجمع الإسلامي على ألا يكون مسجداً لأداء الصلاة فقط، بل مركزاً إسلامياً تتكامل فيه الأدوار التعليمية والتربوية التي من أجلها نزل الإسلام، وبُنيت المساجد، ومكاناً ينشط فيه عامة ونخبة المسلمين في هذه المنطقة، إلى جانب جعله نقطة التقاء بين المسلمين من داخل الصين وخارجها».

وانتهى رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه إلى التأكيد على أن أعمال بناء المسجد منذ انطلاقة فكرته حتى انتهاء مراحله الأخيرة وافتتاحه حظيت بدعم مشكور من حكومة الإقليم والمسؤولين الصينيين، متمنين أن يحقق مجمع سعد العجلان أهدافه الدينية والاجتماعية التي رُسمت له.

الوهيبي: بناء المساجد والمراكز الإسلامية مظهر من مظاهر تعزيز الهوية الإسلامية

إلى ذلك أثنى معالي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، على إنشاء مجمع سعد بن عبدالعزيز العجلان الإسلامي في الصين، الذي اكتمل في مارس 2010م. وقال الدكتور الوهيبي: إن بناء المساجد والمراكز الإسلامية مظهر من مظاهر تعزيز الهوية الإسلامية؛ إذ إن قيام تلك المساجد والمراكز الإسلامية في بلدان العالم المختلفة دليل على المحافظة على الهوية الإسلامية، إضافة إلى كونها دوراً للعبادة. وذكر أن من العوامل التي ستساهم - بإذن الله - في قيام مجمع سعد بن عبد العزيز العجلان الإسلامي بدوره الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين هو الإقبال الكبير من قِبل الصينيين على تعلم اللغة العربية بحكم العلاقات الوثيقة بين الصين والعالم العربي.

وأكد الدكتور الوهيبي حاجة المسلمين إلى تشييد ملايين المساجد والمراكز الإسلامية, وأضاف «إنشاء المراكز الإسلامية في بلدان العالم يساهم أيضاً في تحسين صورة الإسلام والمسلمين عند الآخرين؛ باعتبارها مراكز إشعاع وتعريف بالإسلام وحضارته وأهله».

وتمنى الدكتور صالح الوهيبي للقائمين على مجمع سعد بن عبدالعزيز العجلان الإسلامي التوفيق والنجاح في هذا المشروع العظيم، سائلاً الله - عز وجل - أن يجزيهم خير الجزاء على هذا المشروع الإسلامي المتعدد النفع, وأن يرحم الشيخ سعد بن عبدالعزيز العجلان برحمته الواسعة.

محمد العجلان: إتمام بناء مجمع سعد شاهد حقيقي على تاريخ الصداقة بين المملكة والصين

في المقابل قال محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه، في كلمة ألقاها خلال مناسبة افتتاح المجمع: إن إتمام بناء مجمع سعد العجلان - رحمه الله - هو شاهد حقيقي على تاريخ الصداقة بين المملكة والصين، ومكمل لها. وأضاف: يعلم الجميع ما لأهمية بناء المساجد في نشر المعرفة والثقافة الدينية بين المجتمعات الإسلامية، وما لها من دور فاعل في ترسيخ روح الأخوة والتعاون.. ومن أجل ذلك تم - بعون الله وبفضله - اليوم افتتاح مجمع سعد بن عبد العزيز العجلان الإسلامي في منطقة سيان حاملاً اسم أخي سعد، المغفور له بإذن الله تعالى، ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأسأل الله العلي القدير أن يتغمده برحمته ويغفر له ولوالديه، وأن يكتب الأجر والثواب لعجلان وإخوانه على إنشاء هذا المجمع، وأن يجعل الجنة مثواهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وافتتح محمد العجلان كلمته بالقول: «الحمد الله وحده، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآل وصحبه وتابعيهم إلى يوم الدين. قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}، ويقول الحق تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} صدق الله العظيم».

وتابع: «من رحاب هذا المجمع الإسلامي المبارك، ومن بيت من بيوت الله، وبهذه المناسبة، يسعدني ويشرفني أن أرحب بالجميع.. أعزائي.. إن العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية تعود إلى تاريخ طويل، وكان أول اتصال بين الصين الجديدة والسعودية في مؤتمر ياندونج لدول عدم الانحياز سنة 1955، عندما التقى رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك شو إن لاي مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز، ولي العهد وزير خارجية السعودية في ذلك الوقت، ووقع البلدان مذكرة تبادل التمثيل التجاري. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1988 تم إرساء أساس رئيسي لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما. وفي الـ 21 من حزيران (يوليو) عام 1990 وقع وزير الخارجية الصيني الأسبق تشيان تشي تشن ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض بياناً مشتركاً معلِناً إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؛ ما فتح صفحة جديدة في تاريخ التعاون والتبادل بينهما».

وذكّر محمد العجلان الحضور بالأدوار الإنسانية للمملكة؛ حيث تبرعت للصين بـ 50 مليون دولار أمريكي نقداً، وعشرة ملايين دولار أمريكي من المواد، وذلك بعد وقوع زلزال ونتشوان في عام 2008. مشيراً إلى أن ذلك يمثل بصورة واضحة محبة العاهل السعودي للشعب الصيني، وكذلك يدل على الصداقة بين شعبي الصين والسعودية.

وزاد: «أعزائي.. تقع في المملكة العربية السعودية مكة المكرمة، وهي مدينة مقدسة لدى المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة قِبْلة المسلمين في صلاتهم.. لقد ظلت الحكومة الصينية تولي اهتماماً بالغاً بأعمال الحج للمسلمين، وقد جهّزت وفداً يتكون من أكثر من 20 مسلماً صينياً لزيارة السعودية للحج عام 1955، وبلغ عددهم هذا العام 17 ألف مسلم. إن هذا التعاون ثمرة الجهود المشتركة بين القيادتين في المجالات المختلفة السياسية والتجارية والثقافية والشعبية والدينية والعلمية والفنية والتكنولوجية منذ تأسيس العلاقات بين البلدين؛ ما فتح صفحة جديدة في تاريخ التعاون في المجالات المختلفة كافة».

وبيّن نائب رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه أن تدشين هذا المجمع في هذا العام، الذي يصادف الذكرى الـ 20 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية، يأتي تعبيراً من «عجلان وإخوانه» عن أملها بمواصلة تعزيز العلاقات الودية بين البلدين؛ حيث تولي القيادتان في البلدين الصديقين قيمة وأهمية كبيرة للعلاقات بينهما.

وأضاف: «لقد قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بزيارة الصين في كانون الثاني (يناير) عام 2006م، بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة بوصفها أول زيارة رسمية له لدولة خارجية، وهذه لفتة كبيرة، ولها دلالة على أهمية جمهورية الصين الشعبية لدى الملك عبد الله.. وفي نيسان (إبريل) من العام نفسه، أي بعد ثلاثة أشهر فقط، زار الرئيس الصيني جين تاو السعودية، وهذه دلالة أخرى على أهمية العلاقة بين البلدين الصديقين؛ ما دشن مرحلة جديدة في علاقات البلدين، وهي مرحلة ما زالت مستمرة. وفي السنة الماضية 11 شباط (فبراير) 2009 قام الرئيس جين تاو بزيارة السعودية مرة ثانية، وحقق نتائج ملحوظة».

وبيّن محمد العجلان أن كل تلك الأحداث تشير إلى اهتمام زعماء البلدين بالعلاقات الثنائية وارتفاع العلاقات إلى مستوى التنسيق الاستراتيجي؛ ليتفق مع المصالح المشتركة، ولمواصلة تعزيز التبادلات الودية في جميع المجالات، وزيادة الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة وبناء المنشآت الأساسية والاستثمار، ودفع التبادلات بين البلدين في المجالات الإنسانية؛ من أجل تحقيق التنمية المشتركة، ودفع العلاقات الاستراتيجية بينهما إلى مستوى أعلى. واليوم بناء مجمع سعد هو شاهد على تاريخ الصداقة بين البلدين، ومكمل لها.

السفير الصيني: هذه الخطوة ستسهم في زيادة التعارف والصداقة بين الشعبَيْن

السفير الصيني في المملكة يانغ هونغ لين أعرب من ناحيته عن امتنانه لهذه الخطوة الجبارة من قِبل شركة عجلان وإخوانه. مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستُسهم في زيادة التعارف والصداقة بين الشعبَيْن الصيني والسعودي.

وقال السفير يانغ هونغ لين في خطاب وجَّهه إلى شركة عجلان وإخوانه: «أودُّ في هذه المناسبة أن أُعبِّر عن تقديري العالي للقائمين على مجمع سعد العجلان الإسلامي في محافظة سي يان بمدينة سو تشيان الصينية، الذي أكتمل بناؤه في شهر أكتوبر الماضي، على ما بذلوه من جهود كبيرة على المدى الطويل من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الحضاري بين الصين والمملكة. وأنا أتطلع إلى العمل معكم لتحقيق مزيد من الخير للبلدين وشعبيهما».

السفير السعودي: مبادرة عجلان وإخوانه تؤكد حرص الشركة على خدمة المجتمعات التي تعمل فيها

في المقابل قال المهندس يحيى الزيد، سفير المملكة في الصين، بعد أن أشاد بالخطوة: إنه لا يمكن إحصاء الفوائد التي يمكن أن يجنيها البلدين من وراء تأسيس مجمع سعد العجلان الإسلامي في الصين. موضحاً أن ثمار هذا المشروع لن تتوقف عن حدود تعزيز العلاقات بين شعبي المملكة والصين؛ حيث من المتوقع أن يسهم ذلك في تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام لدى غير المسلمين من الصينيين.

وأضاف «عندما تؤسس مجمعاً إسلامياً يقوم بخدمة المجتمع فإن ذلك بكل تأكيد رسالة للمسلمين وغير المسلمين في الصين بأن أدوار المسجد لا تقتصر على أداء الصلوات والعبادة بل يتعدى ذلك إلى تقديم خدمات ثقافية واجتماعية وإنسانية للمدينة التي أُسِّس فيها المجمع». وعبّر الزيد عن شكره العميق لشركة عجلان وإخوانه؛ لقيامها بتلك المبادرات الحيوية التي تؤكد حرص الشركة على خدمة المجتمعات التي تعمل فيها من منطلق إيمانها بأن المسؤولية الاجتماعية ركن من أركان نجاح أي شركة.

فهد العجلان: المجمع يأتي في إطار الأدوار التنموية والمسؤولية الاجتماعية التي تطلع بها «عجلان وإخوانه»

إلى ذلك ثمَّن فهد العجلان، عضو مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه نائب المدير العام، جهود جميع العاملين في تحقيق هذه الفكرة النبيلة، التي تأتي في إطار الأدوار التنموية والمسؤولية الاجتماعية التي تضطلع بها «عجلان وإخوانه» داخل المملكة وخارجها. مشيراً إلى أن أعمال الشركة المرتبطة بالسوق الصيني، وتنامي علاقاتها مع المؤسسات والشركات الصينية، شجعاها على تحقيق بناء هذا المجمع الإسلامي في منطقة سيان الصينية.

وقال فهد العجلان: إن الإسلام في الصين مرّ بمراحل تاريخية عظيمة انطلاقاً من نهاية عصر الخلفاء الراشدين في عهد عثمان بن عفان، عندما وصل مبعوث مسلم إلى الصين في سنة 21هـ، ثم توالت البعثاث الإسلامية على الصين حتى بلغت 28 بعثة في الفترة بين سنتي (31هـ -651م) و(184 هـ - 800م)، وتوالت على الصين عبر هذا المحور البحري البعثاث الدبلوماسية والتجارية، وأخذ الإسلام ينتشر عبر الصين من مراكز ساحلية نحو الداخل، انتهاء بالمرحلة الجديدة التي بدأت من عام (1389هـ - 1978م)، عندما أوجد قانون ينص على عدم انتهاك أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية، وتمت إعادة فتح المعهد الإسلامي، واستئناف بعثات الحج، وإعادة فتح المساجد، وهي أكثر من 1900 مسجد في التركستان الشرقية وحدها، وعدد المساجد في الصين (40327) مسجداً، وإعادة العطلات الإسلامية. وقد ساهمت الحكومة في نفقات إصلاح المساجد، وسمحت بدخول المصاحف من الدول العربية، واليوم يكمل مركز سعد بن عبد العزيز العجلان الإسلامي ذلك العقد.

نائب رئيس حكومة سيان: المجمع خير شاهد على مدى التقدم الذي يطرأ على العلاقات الصينية السعودية

في المقابل وصف لي رونجين، نائب رئيس حكومة سيان، المناسبة بأنها خير شاهد على مدى التقدم الذي يطرأ على العلاقات الصينية السعودية، ليس على الصعيدَيْن السياسي والاقتصادي فقط، بل حتى على الصعيدَيْن الاجتماعي والثقافي، التي يجسدها في هذه المرحلة بناء مجمع سعد العجلان الإسلامي في منطقة سيان. وأضاف: «الواقع أننا في الحكومة المحلية دعمنا المشروع منذ بدايته إيماناً منا بأن هذا النوع من الأعمال هو من أفضل الطرق للتقدم بمستوى علاقات الشعبين، إلى جانب أنه مثال جيد على التعاون الذي ننشده».

رئيس الجمعية الإسلامية بسيان: المجمع سيدعم الروابط بين مسلمي الصين والعالم الإسلامي كله وليس السعودية فقط

أما يانج شي ليو، رئيس الجمعية الإسلامية بمدينة سوشيان، فقد عبّر عن كبير امتنانه للجهد الذي بذلته شركة عجلان وإخوانه والخدمة الكبيرة التي قدمتها لمسلمي المنطقة عبر بناء هذا الصرح الإسلامي الذي سيحقق للكثير من مسلمي سيان طموحاتهم في أداء مناسكهم اليومية بكل يُسر وسهولة، مع ما يقدمه المجمع من خدمات إضافية لا تقل أهمية عن المسجد.

وزاد: «المجمع الإسلامي سيكون داعماً للروابط الإسلامية بين مسلمي المنطقة والعالم الإسلامي كله، وليس السعودية فقط، كما أنه نموذج رائع لمدى التلاحم الذي يتمتع به المسلمون حول العالم، واسأل الله أن ينفع به».

لي شانج جين: سيسهم المجمع في تحقيق تطلعات المسلمين الصينيين بالقيام بشعائرهم بيُسْر وسهولة

من ناحيته قال نائب رئيس هيئة الأديان بمدينة سوشيان لي شانج جين في تصريح له عقب تدشين المجمع إن العلاقات بين الصين والمملكة تشهد نمواً ملحوظاً على الأصعدة كافة، منها العلاقات الاجتماعية والدينية، التي يأتي تدشين مجمع سعد العجلان اليوم شاهداً عليها. مشيراً إلى أن الأعمال التنموية والاجتماعية التي تقوم بها الشركات السعودية في بعض الأقاليم الصينية هي محط اهتمام الصينيين وتقديرهم. وأضاف «إن عدد المسلمين اليوم في الصين يقترب من نحو 40 مليون مسلم، ويحظى الإسلام في أرجاء الصين كافة بالاحترام والتقدير، وذلك انطلاقاً من رؤية الدولة في احترام الأديان كافة وتقديم الرعاية اللازمة لأتباعها».

وبيّن نائب رئيس هيئة الأديان بمدينة سوشيان أن الإسلام يوجد في الصين منذ ما يقارب ثمانمائة عام، إلا أن أول اتصال بالإسلام كان قبل ذلك بكثير عندما سافر تجار مسلمون في القرن السابع الميلادي إلى الصين لأول مرة عبر طريق الحرير والمحيط الهندي إلى إمبراطورية الوسط الصينية. مشيراً إلى أنه مر بمراحل مختلفة، إلا أن الإسلام يعيش في الصين اليوم عصر النهضة؛ إذ تشير التقديرات إلى أن عدد المساجد يبلغ الآن نحو 30 ألف مسجد.

وقال لي شانج جين «يعتنق الإسلام في الصين اثنتان من القوميات الصينية، منها قومية (الايغور)، وهؤلاء يقطنون إقليم سينكيانغ، وقومية (هوي)، التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، ويتمتعون بحرية ممارسة شعائر دينهم، ولعل تقديم العون ببناء مجمع سعد العجلان الإسلامي اليوم خير دليل على ما يحظى به الإسلام في الصين اليوم من دعم غير محدود.

وقدّم لي شانج جين شكره العميق إلى شركة عجلان وإخوانه التي تكلفت ببناء هذا المجمع الحضاري الإسلامي في هذه المنطقة المهمة من الصين؛ ليكون رافداً حقيقاً لدعم المسلمين الصينيين، وتحقيق تطلعاتهم في أداء شعائرهم الدينية في أماكن متخصصة ومعمورة بطريقة حضارية كبيرة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة